القدس، 11 من مارس (آذار) 2012- سقط منذ يوم الجمعة، 9 من مارس (آذار)، اكثر من 120 صاروخا اطلقوا من قطاع غزة نحو جنوب اسرائيل، عقب تصفية نشطاء ومقاتلين ضالعين في تخطيط عمليات ارهابية وتنفيذها ضد إسرائيل. واشتعلت جولة التصعيد الراهنة بين اسرائيل ومنظمات الارهاب في غزة بعد ان قام جيش الدفاع الاسرائيلي بتصفية زهير القيسي، الامين العام ل "لجان المقاومة الشعبية"، والذي ترأس خلية قتالية عزمت على القيام بهجوم ارهابي من شبه جزيرة سيناء ضد اسرائيل. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مستهل الجلسة الحكومية اليوم ان خطر الهجوم على مواطني اسرائيل من شبه جزيرة سيناء ما زال حاضرا، وانه اصدر الاوامر لغلق شارع رقم 12 الواقع على الحدود مع مصر، والذي شهد في منتصف اغسطس (آب) العام المنصرم هجوما ارهابيا خلف 7 قتلى من إسرائيل، عدا عن توتر العلاقات مع مصر. وتلعب المنظومة الدفاعية "القبة الحديدية"، التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي، دورا حاسما في اعتبارات المستوى السياسي والأمني. كفاءة المنظومة الدفاعية، ومدى نجاحها في التعرض لصواريخ غزة، يقلصان من احتمال عملية عسكرية داخل اراضي القطاع. وتفرض المنظومة كذلك معادلة توازن استراتيجي في صالح اسرائيل. وتسود الفرضية في الاوساط الامنية الاسرائيلية، ان أداء المنظومة يقلص تهديد الصواريخ في المواجهة مع غزة، ويجعل الاعتداء الصاروخي باهض الثمن للجانب الفلسطيني. وأفادت مصادر عسكرية انه تم مؤخرا تحسين قدرات المنظومة " القبة الحديدية " وتطويرها من اجل التعرض للهجومات الصاروخية بنجاعة فائقة. وتقوم المنظومة الذكية في التمييز بين صواريخ تقصد مدنا مكتظة بالسكان واخرى متجهة الى مناطق مفتوحة وغير مأهولة، وحسب هذا التصنيف يُطلق الصاروخ المضاد. وتضيف المعلومات العسكرية ان اداء المنظومة في الجولة الحالية مرضي للغاية. ويستعد المستوى السياسي، على ضوء النتائج الاخيرة، الى رصد ميزانية مخصصة لزيادة عدد المنظومات الدفاعية، مما يوسع دائرة الدفاع على المناطق الجنوبية في إسرائيل. وفي هذا الشأن، قال اليوم رئيس الحكومة نتنياهو: "منظومة "القبة الحديدية" اثبتت فعاليتها، ونسعى لنشر المزيد من المنظومات في الأشهر والسنوات القادمة". ولم تبد حركة حماس صاحبة السيادة في القطاع استعدادا لخوض مواجهة جديدة مع إسرائيل، ولكن قبضة الحركة بدأت تضعف في وجه فصائل فلسطينية تنافسها في القطاع. ويشير محللون في إسرائيل ان حركة الجهاد الاسلامي باتت المنافس الاكبر في السيادة على غزة. وفي حين ان حماس تبتعد عن محور ايران وتتجه الى حضن "الاخوان المسلمين"، تقترب حركة الجهاد من ايران، وتحاول ضم الناشطين الى صفوفها، خاصة اولئك الذين يعارضون خط حماس الحالي. وقد كدّست حركة الجهاد الإسلامي، المدعومة من قبل ايران، ذخيرتها العسكرية خلال السنوات الاخيرة والدليل هو عشرات الصواريخ التي تقصف اسرائيل. وعلاوة على الجهاد الإسلامي، تنظر حركة "لجان المقاومة الشعبية" الى الانتقام بعد اغتيال الامين العام في الحركة، وتساهم في إطلاق الصواريخ على اسرائيل. وتعتقد قوات الامن الإسرائيلية ان شبه جزيرة سيناء تحولت الى موقع يخدم منظمات الارهاب من غزة، ووفق هذه الحسابات، تتجنب إسرائيل تصعيد التوتر مع الجانب المصري، وتضطر الى ضرب المخططات الصادرة من قطاع غزة في داخل غزة حذرا من انتهاك السيادة المصرية في سيناء. وصرحت مصادر فلسطينية ان حصيلة القصف الإسرائيلي وصلت 17 فلسطينيا، معظمهم ضالعين في اطلاق الصواريخ على اسرائيل ونشطين في القيام باعتداءات ارهابية ضد مواطنين إسرائيليين. وأعتذر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عن مقتل طفل من جراء الهجمات الجوية على مواقع اطلاق الصواريخ على اسرائيل