قال الفريق الاول مصطفى الدابي، رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سورية، إن اليوم الاول من مهمة بعثته في مدينة حمص كان "جيدا جدا"، وان كل الاطراف تجاوبت مع المراقبين. ونقلت وكالة رويترز عن الدابي قوله "انا عائد الى دمشق لحضور سلسلة من الاجتماعات، وسأعود غدا الى حمص. اما باقي اعضاء الفريق، فسيمكثون في حمص." وكانت بعثة مكونة من خمسين من مراقبي جامعة الدول العربية قد بدأت مهمتها في سورية يوم الثلاثاء للتحقق من التزام نظام دمشق ببنود مبادرة الجامعة الهادفة الى وضع حد للعنف المستشري في البلاد منذ عدة شهور. وكان الدابي قد وصل الى مدينة حمص صباح الثلاثاء، حيث يقول ناشطون سوريون إن قوات الامن قتلت 30 شخصا يوم الاثنين، واجتمع بمحافظها غسان عبدالعال حسب الاعلام السوري. في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الثلاثاء إن الجيش السوري سحب 11 من دباباته من حي بابا عمرو بحمص الذي شهد اعنف المواجهات يوم الاثنين. الا ان المرصد اضاف ان "العديد من الدبابات ما زالت موجودة في الحي، إذ اخفاها الجيش داخل المباني والمنشآت الحكومية. كما اخفى الجيش احدى الدبابات في قاعة للاحتفالات." وقال عبد الله عمر ، المتحدث باسم المرصد ، الذي يتخذ من لندن مقرا له ، لبي بي سي أن 20 الف شخص على الأٌقل تدفقوا على شوارع حمص للاحتفال بوصول المراقبين. وقال شاهد عيان يدعى أبو رامي لبي بي سي إن عدد المتظاهرين تجاوز 50 ألف شخص وأن قوات الحكومة هاجمتهم وقتلت ثمانية منهم. وأضاف عمر إن المراقبين التقوا بمحافظ حمص غير أن قال إنه لا توجد معلومات عن اجتماعهم مع نشطاء المعارضة. وتنص المبادرة العربية على انسحاب كل القوات المسلحة من المناطق التي تشهد صدامات. وتقول الاممالمتحدة إن اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا على ايدي القوات السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالاطاحة بالنظام في مارس / آذار المنصرم. وتصر الحكومة السورية على انها تواجه "عصابات مسلحة"، وان العنف اودى بحياة المئات من افراد قوات الامن. حمص واضافة الى القتلى الذين سقطوا في بابا عمرو، يقول المرصد السوري إن 11 آخرين سقطوا في مناطق اخرى من حمص. وقال احد سكان حمص لبي بي سي في مكالمة هاتفية إن المدينة محاصرة بالكامل من قبل قوات النظام، وام العديد من المباني قد دمرت. وقال الشاهد: "يحاول بعضنا الوصول الى المباني المدمرة للبحث عن ناجين فيها، ولكننا لم نتمكن من ذلك نظرا لوجود القناصة على اسطح المباني المجاورة. سوف يقتلونا جميعا، كل المدنيين في بابا عمرو." واظهرت اشرطة مصورة نشرت على الانترنت نتائج القصف المدفعي العنيف الذي طال الحي، حيث اظهر احدها جثث اربعة من القتلى وسيدة تستغيث بالمجتمع الدولي. وتقول التقارير الاخبارية إن عددا كبيرا من العسكريين قد انظموا الى "الجيش السوري الحر" في الاسابيع الاخيرة، وانهم يقومون بشن الهجمات على القوات الحكومية. ونقلت وكالة رويترز عن احد سكان حمص قوله "إن العنف يأتي من مصدرين، فقد شاهدت العديد من سيارات الاسعاف وهي تنقل الجنود الجرحى في الايام الماضية. ثمة جهة تستهدف الجنود." حرية الحركة وكانت أول دفعة من المراقبين العرب - وهي مكونة من 50 مراقبا وعشرة مسؤولين - قد وصلت إلى الأراضي السورية مساء الاثنين للوقوف على حقيقة الأوضاع في البلاد حسب الاتفاق المبرم بين الجامعة العربية ودمشق، وذلك بعد ايام من وصول بعثة متقدمة مكونة من تسعة افراد الى دمشق قبل بضعة ايام. وكانت دمشق قد تعهدت بالسماح للمراقبين بالتنقل في البلاد بحرية تامة، ولكن المراقبين سيعتمدون على قوات الامن فيما يخص الاجراءات الامنية. وتلقت وكالة رويترز صور فيديو بثت أيضا على اليوتيوب تظهر عددا من سكان حمص وهم في جدال مع المراقبين، محاولين أخذهم إلى داخل حي بابا عمرو بالمدينة لرؤية ضحايا هجمات القوات السورية. وكان برهان غليون، زعيم المجلس الوطني السوري المعارض، قد قال في وقت سابق إن عددا من المراقبين قد وصلوا بالفعل الى حمص ولكنهم لم يتمكنوا من التحرك بحرية. وقال غليون من باريس إن المراقبين "اصبحوا سجناء لدى النظام السوري." واضاف "نناشد القادة العرب الذين وضعوا هذه الخطة التدخل لاجبار النظام السوري على وقف هذه المذبحة." كما ناشد غليون الاممالمتحدة والزعماء الاوروبيين التدخل في سورية قائلا إن مبادرة الجامعة العربية جيدة ولكنها تفتقر الى القوة اللازمة لتنفيذها. ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في لبنان إن حمص ستعتبر اختبارا بالنسبة لبعثة المراقبين، حيث سيتحققون من خلال وجودهم فيها مما اذا كانوا فعلا يتمتعون بحرية الحركة وما اذا كان هناك فعلا سلام لمراقبته. وكان وليد المعلم وزير الخارجية السوري قد قال إنه يتوقع أن يؤيد المراقبيون ادعاء الحكومة بأن وراء العنف المتواصل في سوريا عصابات مسلحة. وسبق أن تعهدت دمشق بأن يكون لدى مراقبي الجامعة العربية حرية الحركة الكاملة غير أنهم سوف يتعمدون على النظام السوري في الانتقالات والتأمين.