بدأت بعثة مكونة من خمسين من مراقبي جامعة الدول العربية مهمتها في سورية اليوم الثلاثاء للتحقق من التزام نظام دمشق ببنود مبادرة الجامعة الهادة الى وضع حد للعنف المستشري في البلاد منذ عدة شهور. نفى الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية، ما تردد عن مقتل أحد المراقبين في مدينة حمص أمس الاثنين. وقال الدابي إنّه لم يكن أحد من المراقبين موجود في حمص لدى إعلان الخبر، مشيراً إلى أنّ بعض الجهات تعمل على عدم إنجاح مهمة البعثة وعرقلة أعمالها. وأضاف الدابي إنّ خمسين من المراقبين وصلوا مساء أمس الاثنين إلى دمشق، وهم الدفعة الأولى من مجموع المراقبين الذين سيتم توزيعهم على المناطق المتفق عليها للبدء بمهمتهم اليوم الثلاثاء. وكشف الدابي أنّه سيتوجه صباح اليوم الثلاثاء إلى مدينة حمص في أول عمل ميداني للبعثة على الأراضي السورية، مشيراً إلى أنّ أكثر من عشر دول، يشارك أفراد منها في بعثة المراقبين الذي سيصلون بشكل كامل قبل نهاية الإسبوع الجاري. وأشار الدابي إلى أنّ البعثة ستزور حمص وحماه وإدلب وكل المدن تباعا بحيث تتم زيارة مدينة كل يوم ، وذلك نظراً لبعد المسافات، ولفت رئيس بعثة المراقبين إلى أنّ الجانب السوري ليس مسئولاً عن تقديم المساعدات المادية للبعثة وإنّما تجهيز المقرات وتأمين تحرّك البعثة وأنّ الجانب السوري أبدى كل تعاون في هذا الاتجاه، مؤكداً أنّه تم إبلاغ الجانب السوري بحق المراقبين بالتحدث مع أي طرف من الحكومة أو خارجها وأنّ البعثة ستتصل بكافة الأطراف أثناء زيارتها للمدن السورية للاستماع إلى الناس وما يريدون قوله. وشدّد الدابي على أنّ الأخطار والصدامات قد تؤثر على بعض الأفراد من البعثة "لكننا سنقتحم المواقع مهما كانت المؤثرات لإظهار الحقيقة والتي على أساسها ستُتخذ القرارات اللاحقة في الجامعة العربية". فقد وصل رئيس البعثة الى مدينة حمص، حيث يقول ناشطون سوريون إن قوات الامن قتلت 30 شخصا يوم الاثنين، واجتمع بمحافظها غسان عبدالعال حسب الاعلام السوري. في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الثلاثاء إن الجيش السوري سحب 11 من دباباته من حي بابا عمرو بحمص الذي شهد اعنف المواجهات أمس الاثنين. الا ان المرصد اضاف ان "العديد من الدبابات ما زالت موجودة في الحي، إذ اخفاها الجيش داخل المباني والمنشآت الحكومية. كما اخفى الجيش احدى الدبابات في قاعة للاحتفالات."؛ حيث تنص المبادرة العربية على انسحاب كل القوات المسلحة من المناطق التي تشهد صدامات. وتقول الاممالمتحدة إن اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا على ايدي القوات السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالاطاحة بالنظام في مارس المنصرم؛ وتصر الحكومة السورية على انها تواجه "عصابات مسلحة"، وان العنف اودى بحياة المئات من افراد قوات الامن. أوضاع مأساوية واضافة الى القتلى الذين سقطوا في بابا عمرو، يقول المرصد السوري إن 11 آخرين سقطوا في مناطق اخرى من حمص. وقال احد سكان حمص في مكالمة هاتفية لقناة بى بى سى إن المدينة محاصرة بالكامل من قبل قوات النظام، وام العديد من المباني قد دمرت. وقال الشاهد: "يحاول بعضنا الوصول الى المباني المدمرة للبحث عن ناجين فيها، ولكننا لم نتمكن من ذلك نظرا لوجود القناصة على اسطح المباني المجاورة. سوف يقتلونا جميعا، كل المدنيين في بابا عمرو." وأظهرت أشرطة مصورة نشرت على الانترنت نتائج القصف المدفعي العنيف الذي طال الحي، حيث اظهر احدها جثث اربعة من القتلى وسيدة تستغيث بالمجتمع الدولي. وتقول التقارير الاخبارية إن عددا كبيرا من العسكريين قد انضموا الى "الجيش السوري الحر" في الاسابيع الاخيرة، وانهم يقومون بشن الهجمات على القوات الحكومية. ونقلت وكالة رويترز عن احد سكان حمص قوله "إن العنف يأتي من مصدرين، فقد شاهدت العديد من سيارات الاسعاف وهي تنقل الجنود الجرحى في الايام الماضية. ثمة جهة تستهدف الجنود." الحرية للمراقبون .. و مناشدات بوقف المذابح وكانت أول دفعة من المراقبين العرب - وهي مكونة من 50 مراقبا وعشرة مسؤولين - قد وصلت إلى الأراضي السورية مساء أمس الاثنين للوقوف على حقيقة الأوضاع في البلاد حسب الاتفاق المبرم بين الجامعة العربية ودمشق، وذلك بعد ايام من وصول بعثة متقدمة مكونة من تسعة افراد الى دمشق قبل بضعة ايام. وكانت دمشق قد تعهدت بالسماح للمراقبين بالتنقل في البلاد بحرية تامة، ولكن المراقبين سيعتمدون على قوات الامن فيما يخص الاجراءات الامنية. وكان رئيس البعثة، الفريق الاول مصطفى الدابي من السودان، قد قال في وقت سابق إنه بطريقه الى حمص وإن السلطات السورية ابدت تعاونا كبيرا مع البعثة. وكان برهان غليون، زعيم المجلس الوطني السوري المعارض، قد قال في وقت سابق إن عددا من المراقبين قد وصلوا بالفعل الى حمص ولكنهم لم يتمكنوا من التحرك بحرية. وقال غليون من باريس إن المراقبين "اصبحوا سجناء لدى النظام السوري." واضاف "نناشد القادة العرب الذين وضعوا هذه الخطة التدخل لاجبار النظام السوري على وقف هذه المذبحة." كما ناشد غليون الاممالمتحدة والزعماء الاوروبيين التدخل في سورية قائلا إن مبادرة الجامعة العربية جيدة ولكنها تفتقر الى القوة اللازمة لتنفيذها.