32 لجنة هى عدد اللجان التى شكلها مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون لترسم ملامح وخريطة السياسة الإعلامية المصرية فى المرحلة القادمة، صحيح أن هذه اللجان لم تكن وليدة اليوم، وأن عمرها يرجع إلى نحو 15 عاما مضت، إلا أن السياسة الإعلامية وقتها كانت تمر بمنعطفات متباينة ظاهرها التحفظ وباطنها الخوف من مواجهة التحديات ومكاشفة الواقع بمُره. ولكن جميعنا نعلم أننا فى لحظة لابد فيها من خلق مناخ إعلامى أكثر حرية يكون مناسبا للمرحلة السياسية القادمة بصعوباتها وتحدياتها، ولذلك كان قرار مجلس الأمناء هذه المرة بتفعيل هذه اللجان ضرورة ملحة لمرحلة إعلامية جديدة أكثر أهمية، ومن الواضح أن الدولة بدأت تعى أن الإعلام أصبح هو الوسيلة الأقوى والأهم للتغيير ومن ثم انتبهت إلى ضرورة أن يستعيد التليفزيون المصرى ريادته وقوته مرة أخرى.. يمكننا القول إن هناك صحوة قد تكون نتيجتها أن تنجح هذه اللجان فى خلق تغيير ما خاصة مع حرص المجلس على أن يكون على رؤوس هذه اللجان أسماء لها ثقلها المهنى والمجتمعى، والقائمة تضم «لجنة السياسات» ويرأسها «أنس الفقى» وزير الإعلام، و«لجنة التطوير والجودة الإعلامية» ويرأسها المهندس أسامة الشيخ رئيس مجلس الأمناء وتنوب عنه الإعلامية «نجوى أبوالنجا»، و«لجنة التعليم والبحث العلمى» ويرأسها د. رأفت رضوان و«اللجنة الدينية» ويرأسها د. على جمعة مفتى الديار المصرية، و«لجنة الأسرة والسكان» ويرأسها د. ماجد عثمان، و«لجنة المرأة» وترأسها فرخندة حسن أمين عام المجلس القومى للمرأة، و«لجنة الطفولة» وترأسها د. لمياء محسن وتنوب عنها «فريدة الوكيل» السكرتير العام لجمعية الرعاية المتكاملة، و«لجنة الأخبار والبرامج السياسية» ويرأسها الإعلامى أمين بسيونى، و«لجنة الهيكلة والموارد البشرية» ويرأسها د. صفوت النحاس، و«اللجنة الرياضية» ويرأسها المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة وينوب عنه الإعلامى فهمى عمر، و«لجنة الشباب» ويرأسها د. صفى الدين خربوش وينوب عنه د. عمرو عبدالسميع نائب رئيس تحرير الأهرام، و«لجنة الفنون» ويرأسها د. فوزى فهمى، و«لجنة الدراما» ويرأسها ممدوح الليثى وينوب عنه د. أشرف زكى، و«اللجنة القانونية» ويرأسها د. حسن جميعى رئيس قسم القانون المدنى بكلية الحقوق - جامعة القاهرة، و«لجنة تنمية الموارد الاقتصادية» ويرأسها د. عبدالعزيز حجازى رئيس مجلس الوزراء الأسبق وتنوب عنه د. منال حسين مساعد وزير المالية، و«لجنة الصحة والبيئة» وترأسها د. مديحة خطاب الأستاذ بكلية الطب - جامعة القاهرة وعميدة الكلية سابقا، و«لجنة التسويق والبحوث» ويرأسها «إبراهيم العقباوى» رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، أما «لجنة تنمية العلاقات الخارجية والإعلامية» فيرأسها السفير «إسماعيل خيرت» و«لجنة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات» ويرأسها المهندس محمود خطاب رئيس قطاع الهندسة الإذاعية الأسبق، و«لجنة الفضائيات» ويرأسها د. حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، و«لجنة المواطنة وحقوق الإنسان» ويرأسها السفير محمود كارم ، و«لجنة تنمية الكوادر الإعلامية والتدريب» ويرأسها د. سامى عبدالعزيز عميد كلية الإعلام - جامعة القاهرة، أما اللجنة الأخيرة فهى «اللجنة الثقافية» التى يرأسها الشاعر فاروق شوشة. البداية القصة بدأت عندما قام د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بإصدار قرار رقم 1934 لسنة 2010 بشأن تعيين أعضاء مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون لمدة سنتين بناء على ما عرضه عليه وزير الإعلام والذى تضمن تعيين أعضاء بصفتهم الوظيفية وهم فضيلة مفتى الديار المصرية، رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، رئيس المجلس القومى للشباب، رئيس المجلس القومى للرياضة، أمين عام المجلس القومى للمرأة، أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة، رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية، الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، رئيس مركز المعلومات بمجلس الوزراء، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ونقيب الصحفيين. هذا إلى جانب رؤساء القطاعات الرئيسية باتحاد الإذاعة والتليفزيون بصفتهم أعضاء مندوبين، أما الأعضاء من ذوى الخبرة من الشخصيات العامة فسيمثلون أسماء عديدة مثل الكاتب «أنيس منصور»، «سامى سعيد» وكيل أول وزارة الإعلام، د. منال حسين مساعد وزير المالية، فريدة الوكيل السكرتير العام لجمعية الرعاية المتكاملة، د. حسن جميعى رئيس قسم القانون المدنى - كلية الحقوق - جامعة القاهرة، و«الشاعر فاروق جويدة. لجان السياسة الإعلامية ال23 المنبثقة من مجلس الأمناء رغم أنه من الواضح أنها ستكون لها تفعيلها القوى المرحلة القادمة فإنها فى الأول والآخر هى لجان استشارية وآراؤها وقراراتها ليست آراء أو قرارات ملزمة، بل هى قرارات وآراء تخضع للقبول أو الرفض حسب ما يتراءى للجهات العليا وهى مجلس الأمناء الذى لابد من موافقته بإجماع الآراء على هذه القرارات لرفعها إلى أنس الفقى وزير الإعلام وهو فى نفس الوقت رئيس لجنة السياسات بالمجلس. لجنة الأخبار والبرامج السياسية عليها عبء كبير فى المرحلة القادمة التى تعتبر مرحلة التحديات السياسية العظمى وهى المرحلة التى تبحث فيها الأخبار والبرامج السياسية عن استقلالها وتحررها من إطار القنوات الرسمية لتكون لها قنواتها الخاصة مثل الجزيرة والعربية والM.B.C وهو ما سيتحقق قريبا بإطلاق قناة مصر الإخبارية وهى التى يعمل عليها قطاع الأخبار حاليا ومعها لجنة الأخبار والبرامج السياسية التى يرأسها «أمين بسيونى» الذى يؤكد أن هدف اللجنة الارتقاء بنشرات الأخبار والبرامج السياسية سواء فى التليفزيون أو الإذاعة ومناقشة نقاط الضعف وتلافيها ومحاولة تجنبها فى المرات التالية وكذلك مناقشة كيفية تغطية الأحداث كما يجب أن يكون وألا تتكرر نقاط الضعف والقصور فى مثل هذه التغطيات مثلما حدث من قبل فى أحداث غزة، نحن فى اللجنة -والكلام على لسان بسيونى - نعد التقارير بالملاحظات ونرفعها إلى مجلس الأمناء ليعرضها فى اجتماعه ويرى ما هو مناسب سواء بالموافقة عليها أو رفضها، فى حالة رفضها يتم التعامل معها وكأن شيئا لم يكن، أما فى حالة قبولها فيتم رفعها إلى وزير الإعلام لاتخاد ما يراه مناسبا بشأن هذه الملاحظات، فنحن بعيدون عن الشكل التنفيذى تماما. الدراما هى الحل بعد انفصال لجنة الصحة والبيئة لأول مرة منذ تشكيل لجان مجلس الأمناء منذ 15 سنة عن لجنة الصحة والسكان لتنفصلا كل فى لجنة مستقلة أكدت د. مديحة خطاب رئيسة اللجنة أنها - أى اللجنة - ستهتم بدورها بشكل ملحوظ فى إلقاء الضوء على المشاكل الصحية المهمة التى يتعرض لها المجتمع وتقديم النصائع والطرق الإرشادية للإعلاميين الذين يقدمون هذه البرامج ليكونوا على درجة وعى بما يقولون قبل المستمع الذى يتلقى منهم المعلومات التى من المفترض أن تصل إليهم بشكل علمى صحيح، والأزمات الصحية التى مرت بنا فى الفترة الأخيرة كثيرة مثل «أنفلونزا الطيور» «أنفلونزا الخنازير» و«المحتقنة» ومن قبلها «السارس» فلابد من تدريب الكوادر الإعلامية على الأسلوب الأمثل لعرض هذه المشاكل الصحية وكيفية محاورة الأطباء بشكل علمى كما يجب وهو ما سننادى به فى المرحلة القادمة بزيادة عدد البرامج الصحية فى التليفزيون المصرى ومتابعة صحة المواطن المصرى أولا بأول من خلال هذه البرامج، كذلك لابد من اللجوء إلى الدراما فى توصيل رسالتنا إلى المشاهد بشكل أيسر وأكثر تأثيرا. أما د. ماجد عثمان - رئيس لجنة السكان - فيعمل على قيادة حركة إعلامية هدفها تأكيد دور الإعلام فى تغير ثقافة ومفاهيم المجتمع فى قضايا السكان، ويؤكد أنه رغم التحدث والكلام عن القضية السكانية، فإن الإعلام لابد أن يلعب دورا أكبر فى ذلك من أجل مصلحة المجتمع، فقضايا تنظيم الأسرة من أهم ما يشغل لجنة الأسرة والسكان إلى جانب قضايا تطوير الأسرة المصرية وتوعيتها وإعادة صياغتها لخلق مجتمع سوى ناهض. د. سامى عبدالعزيز الذى يرأس لجنة تنمية الكوادر الإعلامية والتدريب يؤكد أن أول قرار يدرسه حاليا هو تحويل معهد الإذاعة والتليفزيون إلى كلية إعلام مصغرة ومؤسسة تدريبية مستقلة تعمل على إعطاء دفعة قوية للبنية الأساسية للكوادر الإعلامية فى عمليات التدريب وذلك بالتعاون مع د. عادل نور الدين - رئيس المعهد - ويؤكد د. سامى عبدالعزيز: آن الأوان لإعادة قولبة الكوادر الإعلامية لترتقى إلى المستوى العالمى مثلما نرى فى BBC والCNN، وأضاف د. سامى عبدالعزيز: سيكون هناك نوع من الشراكة والتوءمة بين كلية الإعلام ومعهد الإذاعة والتليفزيون، كما أكد أن كل قراراته سيسعى لتنفيذها وسيجعلها ملزمة أمام المسئولين فى وزارة الإعلام.. ووصف نفسه بأنه «زنان» عندما يؤمن بشىء لا يتركه إلا وهو فى قيد التنفيذ مادامت النتيجة للصالح العام. مشروع ثقافى رغم أن الشاعر «فاروق شوشة» ترأس اللجنة الثقافية مرات عديدة من قبل، فإنه يبدو كأنه يئس من تفعيل أى شىء بها وهو ما كان واضحا من كلامه عندما قال: يبدو أن الثقافة أصبحت مادة ثقيلة الظل لا يرتضيها الإعلام وهو ما ينسحب أيضا على الإعلام بشكل عام فى مختلف القنوات الفضائية العربية وليس الإعلام المصرى فقط.. ويقول «شوشة»: البرامج الثقافية لم يعد لها وجود، وما يوجد منها لم يعد له معنى، المسألة تحتاج إلى ضرورة وجود خريطة ثقافية قادرة على تغيير ثقافة المجتمع وتنمية وعيه وفكره وسلوكياته، ورغم وجود مشروع كبير وضخم مثل القراءة للجميع ومكتبة الأسرة على الساحة الثقافية فإن هذا المشروع لا يوازيه مشروع ثقافى على الساحة الإعلامية، فلابد من تغيير الخريطة الثقافية فى الإعلام المصرى والاهتمام بها أكثر من ذلك وإن كنت واثقا أن هذا سيتم قريبا من خلال اللجنة الثقافية التى توجد نية صادقة لتفعيلها هذه المرة بجد. أما لجنة المرأة التى ترأسها د. فرخندة حسن أمين عام المجلس القومى للمرأة فعليها عبء ثقيل الفترة القادمة بعد أن نزلت المرأة المصرية الساحة بقوة خاصة وهى على وشك خوض معركة انتخابات مجلس الشعب بكل ثقلها آملة فى أن تخلق لنفسها مساحة تأثير حقيقية وليست صورية واللجنة تسعى - كما تؤكد أمينة شفيق المتحدثة الإعلامية بلسان اللجنة - لوضع استراتيجية للمرأة فى برامج الإذاعة والتليفزيون وكيفية تناول قضاياها المختلفة تعليميا واقتصاديا ومجتمعيا وصحيا وبما أن المرأة هى شريك أساسى فى الأسرة فكل ما يتعلق من مشاكل بالأسرة المرأة طرف فيه سواء كانت مشاكل اقتصادية مثل الأزمة الاقتصادية الراهنة وتأثيرها على الأسرة المصرية وضعف الأجور والفقر والمرض والبطالة كلها مفردات المرأة طرف فيها سواء من قريب أو من بعيد. لجنة تنمية الموارد الاقتصادية برئاسة د. عبدالعزيز حجازى رئيس مجلس الوزراء الأسبق عليها عبء ثقيل وهو يتحمل مهمة صعبة فى محاولة لإنقاذ التليفزيون من أزمته المالية التى وصلت ديونه فيها إلى 13 مليار جنيه.. مهمة د. حجازى تتمثل فى دفع عجلة الموارد الاقتصادية والبحث عن بدائل سواء من خلال التسويق للأعمال الفنية أو من خلال الحفلات أو من خلال تأجير الاستديوهات بخلاف الإعلانات التى يجب الاهتمام بها فى المرحلة القادمة وهو ما يحتاج لتطوير البرامج والمواد الإعلامية لتكون جاذبة للمادة الإعلانية وهو نفس الدور الذى يقوم به إبراهيم العقباوى رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ورئيس شركة صوت القاهرة للإعلان الذى يتولى رئاسة لجنة التسويق والبحوث والذى يؤكد أن الإعلانات بدأت تنتعش فى الفترة الأخيرة وإن كان هذا الانتعاش غير كاف فى مقابل ما يتم إنفاقه على البرامج والمسلسلات ولكن اللجنة ستعمل فى المرحلة القادمة على زيادة حجم الإعلانات بالشكل الذى يحقق لها أرباحا وليس خسائر ملحوظة.