أسباب كثيرة يمكن أن تفسر ظاهرة ارتفاع نسبة الوفيات بين السيدات المصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير خاصة الحوامل عن الرجال بفارق 10 ٪.. الفرق كبير، لكن المسألة مرتبطة باختلاف بيولوجى يضعف جهاز المناعة عند المرأة، ويزيد الضعف بالنسبة للحوامل.. السؤال المهم: ما الذى فعلته وزارة الصحة لاحتواء الظاهرة.. وهل سننهى العام ونحن على نفس درجة الخوف والفزع من أنفلونزا الخنازير؟!.. عموما فى السطور المقبلة نرصد سنة من عمر الفيروس المتوحش. ارتفاع نسبة الوفيات من النساء ظاهرة لها أسبابها، فالسيدات يعانين السمنة أكثر من الرجال ومعظم اللاتى توفين كن يعانين من السمنة المفرطة. هكذا يبدأ د. عادل خطاب - أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس ومساعد وزير الصحة للأمراض الصدرية حديثه، وأضاف: النسبة كانت58٪ سيدات، و42٪ رجالا، ثم ارتفعت إلى 60٪ سيدات و40٪ رجالا، ويدخل ضمن الأسباب نقص المناعة والحمل والسيدات أقل مناعة من الرجال.. المهم أن عدد الوفيات عندنا لايزال بسيطا. وتعتبر مصر من الدول المتوسطة فى عدد الإصابات والوفيات، كما أن كل الوفيات كانت مصابة بالتهاب رئوى وفشل تنفسى، و95٪ من الحالات كانت مصابة بأمراض خطرة مثل السمنة المفرطة وحساسية الصدر وأمراض القلب وقصور الشرايين وقصور فى وظائف الكبد أو الكلى، أو بياخدوا أدوية مثبطة للمناعة والحمل. حالات الأنفلونزا تنتشر فى الشتاء وممكن تكون90٪ من الحالات أنفلونزا موسمية - التأكيد للدكتور خطاب - ولهذا لا يجب المبالغة أو التهويل خاصة أن99٪ من حالات H1N1 تستجيب للعلاج التقليدى للأنفلونزا سواء من مخفضات الحرارة والمضادات الحيوية مع الراحة، كما يجب الحصول على المعلومات من المصدر المسئول، وهى وزارة الصحة ومن الأطباء المتخصصين وهم أطباء الأمراض الصدرية والحميات وعدم الهرولة لإجراء التحاليل وأخذ التاميفلو، فهناك حالات لا تستدعى إجراء تحليل أو تناول عقار التاميفلو وتشفى بالوقاية والنظافة الشخصية والراحة والعزل فى المنزل.. هذه الإجراءات يجب اتخاذها عند ظهور أعراض الأنفلونزا، أما علاج أنفلونزا الخنازير فينقسم إلى ثلاث وسائل: الأولى: حالات مريضة تعانى أعراضا بسيطة ولا تعانى من عوامل الخطورة السابقة تأخذ العلاج فى المنزل ويجب ألا تجرى تحليل H1N1, ولا تأخذ التاميفلو وتعالج بالعلاجات العادية للأنفلونزا، والثانية: حالات تعانى من أعراض بسيطة، وعندها عوامل خطورة، وعلاجها يكون فى المنزل وتناول التاميفلو فقط.. والثالثة: هى الحالات التى تعانى أعراضا شديدة مثل ضيق التنفس ونهجان وفقدان التركيز وجفاف الجلد، وعلاج هذه الحالات فى المستشفى، وإذا كانت السيدة "حاملا" فعليها أن تذهب فورا إلى أقرب مستشفى عام أو جامعى لتلقى العلاج فورا عند ارتفاع درجة الحرارة لأنهن يكن الأكثر تعرضا للمضاعفات الخطيرة والوفاة بسبب نقص المناعة أثناء الحمل. يقول د. أشرف حاتم - أستاذ الأمراض الصدرية وعضو لجنة الطوارئ لأنفلونزا الخنازير: حالات الوفيات الخاصة بالسيدات كن يعانين من أمراض مزمنة أو من الحمل، وبلغ عدد الوفيات 13 حالة، وأول 8 حالات وفيات كانت لسيدات، مما جعلنا - يواصل د. أشرف - نقول إن نسبة وفيات السيدات أعلى من الرجال، ثم زادت النسبة حتى وصلت إلى 58٪ سيدات، و42٪ رجالا، ثم ارتفعت إلى 60٪ سيدات، و40٪ رجالا، ومعظمهن كن يعانين من السمنة المفرطة والسكر غير المتحكم وعدد كبير منهن كن يعانين من فشل كلوى مزمن أو يعالجن بأدوية مثبطة للمناعة بعد زرع كلى أو عندهن أمراض مزمنة وفشل كبدى أو سدة رئوية مزمنة، وهؤلاء كن يمثلن90٪ من الوفيات، أما بالنسبة للسيدات الحوامل فقد كن يعانين من مرض السكر ولا يعرفن أنهن مصابات بمرض السكر أو إجراء عمليات فى القلب أو أجرين عمليات زرع أعضاء. ومن أسباب ارتفاع نسبة الوفيات أيضا بين السيدات - وفق د. حاتم - أن السيدة تهمل نفسها وتفضل أبناءها وأسرتها على نفسها، وعندما تنجب ابنها تذهب به فورا إلى الطبيب، ولهذا فإن عدد الوفيات من الأطفال قليل، وعندما تتعب هى تقوم بأخذ دواء من نفسها، وإذا لم تشف وتنخفض الحرارة تذهب إلى الصيدلى ليصف لها الدواء، وإذا لم تتحسن تذهب إلى طبيب غير متخصص، وإذا زادت المضاعفات تذهب إلى طبيب متخصص ثم تذهب إلى المستشفى، وعندها يكون حدث التهاب رئوى مزدوج وفشل فى التنفس وأصبحت الحالة خطيرة! وينصح السيدات اللاتى لديهن أمراض مزمنة أو حمل أو يعانين من مرض يؤدى إلى نقص المناعة لو حدث لهن أى أعراض للأنفلونزا العادية أو أى أعراض برد وارتفاع ولو بسيطا فى الحرارة أن يأخذن عقار التاميفلو فى نفس اليوم. أما السيدات الصحيحات فينتظرن ثلاثة أيام ويأخذن مخفضات الحرارة وسوائل دافئة ويمكن أن يأخذن مضادا حيويا، وفى حالة استمرار الحرارة أكثر من ثلاثة أيام فوق 5,38 يبدأن فى أخذ عقار التاميفلو أو يتوجهن إلى أقرب مستشفى عام أو جامعى. د.أميمة إدريس - أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب قصر العينى جامعة القاهرة - تقول: مناعة المرأة أقل من الرجال خاصة أثناء الحمل ف50٪ من السيدات عندنا يعانين من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكر والضغط، و10٪ منهن يعانين من الأنيميا، بالإضافة إلى أنهن يعانين من أمراض مزمنة متكررة تجعل المناعة أثناء الحمل ضعيفة وفيروس H1N1 يكون شديدا على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. وطبقا لإحصائيات وزارة الصحة فإن نسبة الوفيات فى السيدات الحوامل12٪، وفى الأشخاص العاديين2.1 ٪. وتنصح السيدات خاصة الحوامل بتناول الأطعمة التى ترفع المناعة مثل الخضروات والفاكهة الطازجة والبروتين والأطعمة التى تحتوى على نسبة عالية من فيتامين سى مثل البرتقال والجوافة والليمون والأطعمة التى تحتوى على الأميجا ثرى "زيت السمك"، ويوجد فى المكسرات والفاكهة وأيضا تناول المشروبات والأعشاب الطبيعية وحبة البركة والجنزبيل وزيت الزيتون والعسل الأبيض، وجرام من فيتامين سى يوميا أثناء الحمل، إذ لا يفضل إعطاء أى أدوية للسيدة أثناء الشهور الثلاثة الأولى من الحمل إلا فى حالة الضرورة، وحتى الآن لا يعرف تأثير فيروس H1N1 على الجنين لأنه شىء جديد، والمصل لو تم أخذه بعد الشهور الثلاثة الأولى لا يؤثر على الجنين بشرط أن يكون المصل المحتوى على جزء من الفيروس ميتا، والأفضل أن تتجنب السيدة الحامل الأماكن المزدحمة وتلتزم بالقواعد العامة للنظافة الشخصية ولا داعى للقبلات ويجب تهوية الأماكن المتواجدة فيها والابتعاد عن أى شخص يعانى من حرارة مرتفعة أو أعراض الأنفلونزا أو البرد. ويحذر د. صادق حافظ - استشارى أمراض الباطنة بمستشفى الدمرداش - السيدات خاصة بعد انقطاع الدورة، من الإصابة بفيروس H1N1 حيث إن السيدات فى هذه السن يعانين من ضغط الدم العالى ومشاكل فى القلب، وبالتالى مناعتهن تكون أضعف وعرضة لحدوث مضاعفات المرض فى حالة الإصابة بفيروس أنفلونزا H1N1 من التهابات فى الجهاز التنفسى من الرجال أكثر، حيث إنها أمراض متعلقة بالقلب والضغط. يضيف د. حافظ: إن حدوث خلل فى الهرمونات وانقطاع الدورة يكون أكثر فى السيدات من الرجال، مما يؤثر بطريقة غير مباشرة على نمو الفيروس وتكاثره ومقاومته للعلاج، والسيدات بشكل عام يكن عرضة أكثر من الرجال لمضاعفات المرض الخطيرة، وبالتالى يكن أكثر عرضة للوفاة، والإحصاءات سوف تتأكد أكثر بعد انتهاء الموسم الحالى، وتحديد نسب وفيات السيدات للرجال بدقة أكثر.. كما أن الوقاية خير من العلاج، وهى ليست مرهقة وتعتمد على النظافة الشخصية وتناول الثوم والبصل النيئ يوميا بتقطيعه على الفول أو السلطة أو التونة وتناول السوائل الدافئة خاصة الحريفة مثل الجنزبيل والقرفة والينسون، حيث إن لها القدرة على تدمير الخلايا الفيروسية وإعاقة تكاثرها بشكل عام. يقول د.عبدالرحمن شاهين - المستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى لوزارة الصحة: متوسط عمر الحالات المصابة 20 سنة، ومتوسط عمر حالات الوفاة 30 سنة، ومعدلات الوفاة فى إقليم شرق المتوسط 3.1٪، وعلى مستوى العالم 6.1٪، وفى مصر 2.1٪، وتعتبر المرحلة العمرية عندنا من 20: 30 سنة هى المرحلة الأخطر ومعدلات الإصابة حتى الآن56٪ ذكورا و44٪ إناثا، أما حالات الوفيات فنسبة السيدات أعلى60٪ إناثا، و40٪ ذكورا، بسبب عوامل الخطورة التى تعانى منها المرأة أكثر من الرجل، حيث إن 73٪ من حالات الوفيات كن يعانين من أمراض القلب والسكر والأوعية الدموية وأمراض الصدر المزمنة وأمراض الكبد والكلى المزمنة وأمراض الدم أو كن يتلقين علاجا كيميائيا أو إشعاعيا ويعانين من أمراض الجهاز العصبى، وهناك 26٪ لم يعانين من عوامل الخطورة، والحمل يمثل السبب الثانى للوفيات من مرض H1N1 ومعدلات الإصابة فى الشهر الرابع وحتى الشهر الثامن هى الأعلى. ونظرا لارتفاع نسبة الوفيات فى السيدات خاصة الحوامل قرر د.حاتم الجبلى تطعيم الحوامل فى الفترة ما بين الشهر الرابع والشهر الثامن وفى المحافظات التى بها نسبة إصابة عالية وهى محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة، إذا ما ثبت لوزارة الصحة بمراجعة الموقف العالمى أنه لم تحدث أعراض جانبية غير متعارف عليها من اللقاح وبعد استخدام اللقاح فى أعداد كافية فى الحوامل من الناحية الإحصائية فى دول العالم المختلفة، ويتم حاليا متابعة الوضع فى هذه الدول من أجل تطعيم السيدات الحوامل عندنا بأمان خاصة فى الشهور الأكثر عرضة للإصابة، وهى الشهور من الرابع وحتى الثامن. والوزارة تسعى الآن إلى زيادة عدد جرعات اللقاح الخاص بفيروس H1N1 إلى 15 مليون جرعة لتوسيع دائرة التطعيم.