فوجئت بأحد الزملاء الصحفيين يتصل بى ويطلب منى أن أفتح موقع جريدة الشروق الجزائرية لأجد صورتى، وأنا فى مقهى "ريش" الكافيه العريق بوسط البلد بجوار خبر يحمل عنوان "صحفية مصرية تبلغ عن مكان "نسيم لكحل" رئيس تحرير الموقع الإلكترونى لجريدة الشروق وتحرض على قتله".. وادعى أنى اتصلت بقناة المحور على الهواء مباشرة وقلت هناك صحفى جزائرى فى فندق النيل اقتلوه، وأنه اضطر للسفر متخفيا خوفا من القتل. لقد اعتدت مؤخرا على الذهاب لإفطار الجمعة الذى ينظمه أصحاب كافيه "ريش" العريق للأصدقاء من الصحفيين والكتاب والمثقفين، ولأن أصحاب ريش هم من استضافوا نجيب محفوظ لسنوات عدة ليقيم صالونه الأسبوعى فقد قرروا الاستفادة من هذا الإفطار وتحويله إلى منتدى ثقافى، وقدم الندوة الإعلامى حافظ المرازى وهو من رواد ريش وبجواره الإعلامى حمدى قنديل، ومعهم نبيل عبدالفتاح والإعلامى محمود العلايلى، والأديب رشيد الذاودى، وسيطر على الحوار موضوع مباراة مصر والجزائر خصوصا أن المرازى قد دعا مجموعة من الصحفيين من مختلف الدول العربية كانوا فى دورة تدريبية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان من بينهم صحفيان جزائريان وقد صفقنا لهما، وبدأ الصحفى توفيق بوقاعدة بالحديث، وبعده الصحفى نسيم الذى لم يعرف نفسه حتى قال المرازى أنه رئيس تحرير الموقع الإلكترونى لجريدة الشروق، وبدا كلامهما مستفزاً، شعرنا بالغليان من كلامه ولكننا المصريين تعلمنا أن نحترم ضيفنا ونكرمه. وبعد الندوة أخذت أرقام الحاضرين ممن لا أعرفهم وطلبت من نسيم رقمه وقلت له أنا سأكتب تقريرا فى روزاليوسف عن الندوة، ولم أسأله عن اسم الفندق، فكل ما همنا هو النقاش حول كرامة المصرى ومحاولة فهم ما حدث، والسماع من جميع الأطراف، وقد طلب منى شخص قال أنه صحفى سعودى التقاط صورة لى، ولم أكن لأمانع لأنهم صوروا الجميع بالإضافة إلى أنهم قالوا لى أن هذا من باب الأخوة وذكريات العروبة، وتلك الكلمات الكاذبة، فهل كنت ساذجة لأننى لم أتخيل للحظة أن إصرارهم على تصويرى أنهم كانوا يدبرون لتلك القصة ووضع الصورة على الموقع الإلكترونى ويقولون أنى استنجدت بقناة المحور على الهواء مباشرة بطريقة "الحقوا جزائرى فى فندق اقتلوه"، فأولاً لم أعرف اسم الفندق ولم أتصل بقناة المحور، فتلك قناة على الهواء ولا مجال للتلفيق، ولا أعتقد أن أحدا ممن شاهد القناة سمع عن صحفية باسمى اتصلت بالقناة وقالت هذا الكلام، وقد اتصلت بالإعلامى حافظ المرازى وقلت له ما حدث فقال: أنا آسف لم أكن أعرف أنه سيئ النية لتلك الدرجة، وأشعر بأسى شديد وسأحاول الاتصال به وأطلب منه رفع الصورة فقد صفقنا لهم وعاملناهم بما يليق بنا كمصريين.