يوم الجمعة الماضى، بعد يومين من مباراة مصر والجزائر فى السودان، كان هناك حفل ختام منحة فى الصحافة الالكترونية لإعلاميين عرب، كان من بينهم نسيم لكحل رئيس تحرير الموقع الالكترونى لصحيفة الشروق الجزائرية، وتوفيق بوقاعدة مذيع بالإذاعة الجزائرية، وبعد ختام المنحة توجهنا إلى مقهى ريش الثقافى فى شارع طلعت حرب، لحضور لقاء ضم الإعلامى حمدى قنديل والإعلامى حافظ المرازى والناشر هشام قاسم والدكتور نبيل عبدالفتاح وسمير على مراسل الجزيرة بالقاهرة. تم استقبال لكحل وبوقاعدة بحفاوة من صاحب مقهى ريش، ولاقيا ترحيبا حارا من قبل الموجودين بالمقهى، مع علمهم بهويتهما وصفتهما، وقدم لهما صاحب المقهى الجاتوه والحلويات، بل اصطحبهما إلى الأماكن الأثرية فى غرفة تحت المقهى، فرأوا مكان اجتماع ثوار ثورة 1919، وأماكن اختبائهم. ومع هذا الاستقبال وهذه المعاملة التى لقياها مدة إقامتهما فى مصر وفندق النيل هيلتون، فوجئنا بصحيفة «الشروق» الجزائرية تنسب إلى لكحل بعد عودته إلى الجزائر أنه تعرض للتهديد بالقتل فى القاهرة، وأنه نجا بأعجوبة من موت محقق، حيث قال ل«الشروق» الجزائرية أمس الأول: «أشهد أننى لم أشعر بالخوف فى حياتى مثلما شعرت به خلال الأيام الثلاثة الأخيرة التى قضيتها فى القاهرة، ولم أشعر يوما بالموت إلا فى آخر يوم لى بالعاصمة المصرية، بعدما بلغنى خبر الدعوة إلى إهدار دمى من طرف بعض القنوات الفضائية المصرية التى لم تعد تفقه من ممارسة الإعلام سوى التحريض والدعاية الكاذبة». حاولت الاتصال بلكحل ثلاث مرات على هاتفه المحمول للتأكد من صحة ما نسبته له صحيفة الشروق الجزائرية، لكنه لم يرد على هاتفه. قبل مغادرته استمر لقائى معه بالقاهرة أكثر من ساعتين، حيث ذهبنا إلى الجامعة الأمريكية لتناول الغداء، وأثناء ذلك دار حوار عن اعتداءات الجزائريين على المصريين فى الخرطوم، والحرب الإعلامية بين وسائل الإعلام الجزائرية والمصرية عن الأحداث الأخيرة. ورغم أنه كان فى المنحة التى تحملت الجامعة الأمريكية تكلفتها كاملة بما فيها الإقامة بالفندق، إلا أن «الشروق» الجزائرية زعمت أنه كان ضمن بعثة صحفية جزائرية إلى القاهرة، ونسبت إليه قوله إنه دفع التكاليف المستحقة عليه طوال مدة الإقامة، وأنه قرر مغادرة القاهرة بعد تعرضه لتهديدات، لكن الحقيقة أنه غادر لأن المنحة انتهت. وقال فى حديثه معنا إنه يتأسف جدا لما حدث من قبل الجزائريين فى الخرطوم، وتساءل: ما ذنب المصرى الذى يعيش فى الجزائر، والجزائرى الذى يعيش فى مصر؟، وواصل لكحل حديثه قائلا: «جئت إلى مصر 4 مرات خلال هذه السنة، ولم أتعرض لأى أذى». وناشد لكحل الإعلام المصرى أن يتقى الله فى الأمة العربية وليس فى الجزائر، وقال إن الجزائريين مستعدون للاعتراف بأخطائهم، وأن علاقة الجزائر بمصر أكبر من مباراة كرة قدم.