أحال مجمع البحوث الإسلامية السؤال الخاص بمدى جواز إخراج زكاة المال لمساعدة الشباب غير القادر على الزواج إلى لجنة البحوث الفقهية لمزيد من الدراسة والمناقشة وبيان الحكم الشرعى فيه والتى من المنتظر أن تنعقد فى منتصف هذا الشهر. كان مدير الجمعية الخيرية الإسلامية بأسيوط قد أرسل سؤالا إلى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية يستفسر فيه عن مشروعية مساعدة الشباب غير القادر على الزواج من أموال الزكاة استغرقت المناقشة وقتا محدودا جدا، ثم أحيلت إلى اللجنة الفقهية التى يرأسها الدكتور عبدالفتاح الشيخ، وكان اتجاه العديد من الأعضاء للموافقة على مساعدة الشباب غير القادر على الزواج عن طريق زكاة المال، وكان أكثرهم حماسا الدكتور محمود حمدى زقزوق والدكتور عبدالمعطى بيومى الذى اعتبر الشباب غير القادر فقيرا، وهو المصرف الأول من الزكاة حسب الآية الكريمة التى تقول إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم. فالفقير هو الذى لا تكفى إيراداته من أموال الصرف الآن، أي هو الذى لا يجد من الأموال ما يغطى حاجاته الأساسية وهى المأكل والمشرب والملبس والمسكن ويلحق بهذه الأشياء الأساسية الزواج؛ لأنه يعصمه من الوقوع فى الخطأ، وهى حاجة ضرورية ومن لا يجد المال الذى يتزوج به يكون فقيرا، وبالتالى يستحق الزكاة وقد كان عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين يخرج من بيت مال المسلمين الذى يعتمد أساسا على الزكاة والخراج لتزويج الشباب. وبند الفقراء هو البند الوحيد الذى ينطبق على الشباب الذين لا تكفى مواردهم للزواج لأنه إذا كانت الزكاة ستصرف فى سبيل الله فلا تعطى لأفراد، وإنما تصرف فى منافع عامة دفاعية عن المجتمع مثل الجهاد وأعمال الخير العامة. أما الغارمون فلابد أن يكون قد غرم بالفعل أى استدان أموالا وأصبح مدينا وغير قادر على سداد دينه، هنا حقيقة أنه يستحق أن يأخذ من أموال الزكاة بدون أى مجادلة، فلو أن شابا غير قادر على الزواج واستدان لكى يتزوج وعجز عن السداد هنا أصبح من الغارمين بدون أى مجادلة أو مناقشة، لكن لا يحبذ إجبار الناس على الدين إذا كان لهم من الشرع مخرج، وهو أن نعدهم من الفقراء ونحفظ ماء وجوههم من الاستدانة ومن الجائز أن يتأخر فى سداد الدين فيموت مدينا، وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يصلى الجنازة على من عليه دين فكان يؤتى بالميت للصلاة عليه فيقول صلى الله عليه وسلم: هل عليه دين؟ فإذا ما كان عليه دين يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فليصل عليه أحد غيرى حتى لا يقبل الناس على الاستدانة. أما المسكين فهو الذى لا يجد قوت يومه وليلته، وهذا المصرف لا ينطبق على الشباب غير القادر على الزواج. كذلك لا يجوز تشجيع العاملين عليها حتى لا يسترزق أناس بجمع الزكاة لكى يأخذوا جزءا منها، فمن حق جامع الزكاة شرعا أن يأخذ ما يقرب من ثُمن ما جمعه، إذن لا مصرف للشباب غير القادر على الزواج سوى اعتباره فقيرا، وهو أول مصرف من مصارف الزكاة. ولأن البعض أكد على أنه لا يوجد نص فى كتب الفقه ولم يرد دليل فى القرآن ولا السنة النبوية الشريفة يعطى الحق للراغبين فى الزواج غير القادرين أن يأخذوا من أموال الزكاة، لذلك أحال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الموضوع برمته إلى اللجنة الفقهية لمزيد من البحث والدراسة والخروج بحكم شرعى بتأصيل من الكتاب والسنة.