فيما أوضح عدد من أطباء التحرير أن هناك حالة اختناق كل 5 دقائق داخل الميدان استنكر د. عمرو حلمى وزير الصحة والسكان الاعتداء على المستشفى الميدانى. وقال لنا: من المرفوض فى كل دساتير الدنيا وأدبيات حقوق الإنسان الاعتداء على المستشفيات والجرحى. وأكد أن الوزارة كانت حريصة على عدم تكرار ما حدث فى المظاهرات الأولى للثورة «يوم 25 يناير» من استغلال عربات الإسعاف للاعتداء على المتظاهرين. وقد أكدنا ذلك للمتظاهرين عندما رفضوا استخدام عربات الإسعاف فى أول يوم للتظاهرات إذ كانوا يقومون بتفتيش العربات للتأكد من خلوها من عناصر الأمن. وأضاف حلمى أن الوزارة من أول يوم قامت بدفع أكثر من 55 سيارة إسعاف إلى ميدان التحرير وإنشاء ثلاث عيادات متنقلة خلف مسجد عمر مكرم بها كل الإمكانيات والمستلزمات الطبية.. وتم وضع جميع إمكانياتها تحت طلب المتظاهرين. وقال محمد الشربينى المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان: أن د. حلمى أعطى أوامره إلى جميع المستشفيات باستقبال المصابين والتعامل معهم بأعلى مستوى، وتقديم كل المستلزمات الطبية.. وأن تكون لهم الأولوية فى الدخول والعلاج. وكان وزير الصحة قد ذهب إلى ميدان التحرير فجر يوم الجمعة قبل الماضى مع عزازى على عزازى محافظ الشرقية لمعاينة التجهيزات والتحضيرات الطبية لمليونية المطلب الوحيد. ومن ناحية أخرى كان د. حلمى قد أكد أن قنابل الغاز لا تحتوى على غاز الأعصاب على عكس ما ردده البعض وتبناه عدد من النشطاء والسياسيين مثل د. محمد البرادعى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.. وأنه سوف يقوم بتحليلها بعد رفض المتظاهرين وساطته مع الأجهزة الأمنية. فى حين ذهب د. محمد فتوح أحد أطباء العيادات الميدانية إلى أن الأمن كان يلقى على المتظاهرين 200 قنبلة فى الدقيقة الواحدة وأن القنابل الجديدة مختلفة عن القنابل التى تم استخدامها يوم 25 يناير. وقال د. أحمد فايز فى المستشفى الميدانى أن القنابل الجديدة تتميز بتأثيرها القوى على الأعصاب وتؤدى إلى الدوار والشلل إذا كانت قريبة وتصيب العين بحرقان شديد ورشح من الأنف وتهيج الجلد وتشنج فى الجفن قد تصل إلى العمى على حد توصيفه. وقال د. أشرف الرفاعى مدير مشرحة الطب الشرعى أن الوفيات تنوعت بين الطلق النارى أو الخرطوش.. أما باقى المتوفين فبينهم حالتا اختناق نتيجة إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع عليها.. وقد تم تسليم الجثث التى تم تشريحها إلى ذويهم عقب صدور قرار النيابة العامة. ولم يبق فى المشرحة سوى حالتين جار تشريحهما، مردفاً: أنه قد تم أخذ عينات من الحالتين اللتين توفيتا بالاختناق وذلك للوقوف على ما إذا كان الغاز المستنشق ساما من عدمه، كما تردد، وأن نتيجة التحليل سوف تظهر خلال الأسبوع المقبل.