اتهم أولياء أمور شاركوا فى مؤتمر الحوار الوطنى لإصلاح التعليم وزارة التربية والتعليم بالفشل فى تنظيم المؤتمر وتحويله إلى «حوار طرشان» لا يسمع فيه طرف الآخر. استطاعت وزارة التربية والتعليم، أن تجعل مؤتمر الحوار المجتمعى لإصلاح التعليم «فاشلا»، فالوزارة لم تكن بقدر المسئولية لإنجاح فاعلية من أجل الحوار المجتمعي، للوصول إلى حلول لمشاكل التعليم، من المفترض أن يكون بطل هذا المؤتمر هو الطالب وولى الأمر، ولكن الانسحابات المتتالية لممثلى أولياء الأمور والطلاب، تعكس المسار الذى شهده المؤتمر بقيادة وزير التربية والتعليم. المؤتمر يشارك فيه الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، والمستشار حسام عبدالرحيم وزير العدل، والمهندس محمد سعفان وزير القوى العاملة، واللواء كمال الدالى محافظ الجيزة، وممثلون عن: الأزهر الشريف، والكنيسة المصرية، والمؤسسات الإعلامية، ومؤسسات المجتمع المدني، ونقابة المعلمين، واتحاد الطلاب، والشباب، وأولياء الأمور. انسحب رئيس اتحاد طلاب مصر من المؤتمر فى جلسته الأولى لعدم إعطائه الفرصة للتحدث عما توصلت إليه ورش العمل لتحديد المشكلات التى تواجه طلاب المدارس. تهميش الطلاب هو عادة وزارة التربية والتعليم، هذا كان رأى الطالب عبدالرحمن عمران عضو المكتب التنفيذى لاتحاد الطلاب، الذى يثمن قرار الانسحاب الذى اتخذه ممثلو الاتحاد فى الجلسة الأولى للحوار مع الوزارة. وأكد أنه كان واضحاً أن الوزارة اعطت الطلاب الكلمة تحصيل حاصل فى نهاية الجلسة ولم يقدروا جهد الطلاب فى ورش العمل للخروج بمذكرة تمثل جميع الطلاب. وأكد عمران ان هذه ليست المرة الأولى التى تهمش فيها الوزارة الطلاب، حيث منعت عقد مؤتمر صحفى للاتحاد من قبل بنقابة الصحفيين، بعد إعلانهم الحديث عن تسريب امتحانات الثانوية العامة. وفى الجلسة الثانية قررت حملة «ثورة أمهات مصر» على المناهج التعليمية والممثلون عن أولياء الأمور المشاركون بجلسات الحوار المجتمعى لتطوير التعليم الانسحاب احتجاجا على إعطائهم الفرصة للحديث فى آخر اللقاء لمدة دقيقة واحدة فقط. وقالت عبير أحمد أدمن جروب «ثورة أمهات مصر» إن الدولة تقوم بعمل الحوارات وندوات للخروج بحلول وأفكار ممكنة وقابلة للتنفيذ على عكس ما تم فى الحوار المجتمعى هذا والذى تم استغلال أكثر من 70 % منه فى سرد إنجازات الوزارة والخروج بتوصيات لا تعبر عن طلبات أولياء الأمور والطلبة لتكون مجرد حبر على الورق. وأضافت أن وزارة التربية والتعليم تتعمد تهميش أولياء الأمور مثلما قامت بتهميش اتحاد طلاب مصر أول يوم والحوار لا يشمل ما يرقى لطموح ولى الأمر ولا توجد نية جادة للتطوير ولا يتناسب هذا الحوار المجتمعى أبدا مع ما دعا إليه الرئيس السيسى لأنه كان بعيدًا كل البعد عن لغة الحوار خاصة فى اليوم الثاني. وقالت إن بداية الانطلاق لتطوير التعليم كانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب، بدعوته لحلول غير تقليدية لتطوير التعليم، وهذا الحوار الذى نظمته الوزارة معاكس تمامًا لكلام الرئيس. وخلال كلمته كممثل عن أولياء الأمور، قاطعه الدكتور الهلالى الشربينى مرتين ثم أنهى الحوار، ما جعل خالد صفوت ينسحب من الحوار قائلا: إن الوزارة تعمدت أن يكون الحوار من طرف واحد، لتفرض مسارا محددا للحديث، دون التطرق إلى القضايا المهمة، التى تزعج أولياء الأمور، مثل قضية صعوبة المناهج، والتى أصرت أن تتجاهلها، لتخرج بتوصيات لا فائدة لها. وأكد أن خبراء التعليم المتخصصين الذين حضروا الحوار، لم يتح لهم الحديث وظلوا صامتين طوال الجلسات، فى حين أن الوزارة أعطت الكلمة لممثليها وموظفيها ليقولوا رأيهم فى التعليم، مشيرا إلى أن أولياء الأمور لم ينسحبوا منذ اليوم الأول مع الطلاب أملاً فى أن يكون اليوم الثانى أكثر تنظيماً ولكن ما حدث أكد أن المؤتمر سيئول للفشل لا محال. مؤتمر فاشل بكل المقاييس وإضاعة للوقت والمال، هذا ما أكد عليه أحد ممثلى أولياء الأمور فى المؤتمر، قائلاً المؤتمر لم يحقق أى أهداف من التى حددها الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتساءل: كيف لمؤتمر يناقش كيفية إصلاح التعليم، يرفض الوزير فى الحديث عن مشاكل المنظومة التعليمية، والمناهج الدراسية، وتغيب عنه رئيسة هيئة جودة التعليم؟