تستعد الأحزاب لخوض المعركة منفردة خوفا من أن يؤدى فشل التحالفات إلى ارتباك داخلى مثل أحزاب الوفد والمؤتمر والحركة الوطنية المعروف إعلاميا باسم «حزب أحمد شفيق»، ووضعت هذه الأحزاب قوائمئمبدئية لها وتتفاوض على ضم شباب وشخصيات عامة لكى تحقق مكاسب حقيقية فى المعركة البرلمانية. وكشفت الصراعات بين الأحزاب والقوى السياسية، عن أن الخريطة الخاصةئبالتحالفات ستقتصر على أربعة أو خمسة تحالفات رئيسية الأولى تتضمن الوفد المصرى الذى يضم أحزاب «الوفد» و«المصرى الديمقراطى الاجتماعى» و«الاصلاح والتنمية» و«المحافظين»، ويتضمن التحالف الثانى الأحزاب اليسارية، أما التحالف الثالث فيضم حزب «المؤتمر» و«الحركة الوطنية» و«التجمع»، ويعانى هذائالتحالف من حالة من الارتباك حيث لم يحسم الشكل النهائى له، فيما أعلن حزبئالمصريين الأحرار عزمه خوض المعركة منفردا.
وتواجه محاولات توحيد القوى المدنية أزمة كبيرة، حيث كشفت الساعات السابقة لإبرام تحالف بين الوفد المصرى والدستور والتيار الشعبى أزمةئتنذر بانتهاء التحالف قبل أن يبدأ، حيث أعلن حزب الدستور أنه لم يحسم موقفه من التحالف الانتخابى مع الوفد الأمر الذى يتضارب مع ما أعلنه د.السيد البدوى رئيس حزب الوفد عن أنه تلقى طلبا واتصالا من رئيسة حزب الدستور هالة شكر الله للدخول فى تحالف انتخابى مع الوفد.
ونفى خالد داود، المتحدث الرسمى باسم حزب الدستور تقدم الحزب بطلب انضمام إلى أى من التحالفات التى يجرى تشكيلها حاليا، وأوضح أن أى قرار فى هذا الشأن لا بد أن يتم عرضه أولا على هيئات الحزب المختلفة واستطلاع رأى الأعضاء.
وأضاف داود: إن حزب الدستور ينسق سياسيا مع مجموعة أحزاب التيار الديمقراطى التى تضم التيار الشعبى والكرامة والتحالف الشعبى الاشتراكى ومصر الحرية والعدل والعيش والحرية، ويتم عقد اجتماعات منتظمة بين رؤساء هذه الأحزاب للضغط من أجل تعديل قانون انتخاب مجلس النواب،ئوزيادة نسبة المقاعد المخصصة للقائمة الحزبية النسبية، والتواصل فى هذا الصدد مع مختلف الأحزاب المدنية الأخرى بما فى ذلك أحزاب المصريين الأحرار والوفد والمصرى الديمقراطى الاجتماعى التى اعترضت على القانون.
وقد قامت تلك الأحزاب بتسليم مذكرة رسمية إلى رئيس الجمهورية يوم الأحد 29 يونيو تتضمن مقترحا محددا لتعديل قانون الانتخابات.
ونفى حزب الكرامة أيضا اتصاله بحزب الوفد لطلب التنسيق أو التحالف الانتخابى.
وفى الوقت نفسه تسعى تجمعات شبابية للحصول على مقاعد أكبر من النسب المخصصة لهم وفقا للكوتة أو التمييز الإيجابى، حيث يقوم شباب جبهة الإنقاذ والجمهورية الثالثة بالتنسيق مع الأحزاب والتحالفات للحصول على مقاعد متميزة فى القوائم الانتخابية.
وقال حسام فودة القيادى بجبهة الإنقاذ: إن شباب القوى الثورية يسعون إلى المنافسة على المقاعد الفردية بخلاف القوائم الانتخابية التى حددها القانون.
ومن المقرر أن تحسم الساعات القليلة القادمة مصير التحالف بين الوفد المصرى والدستور والكرامة والذى يتم برعاية عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، حيث تعقد الأحزاب والقوى السياسية اجتماعا مطلع الأسبوع القادم لبحث ملفئالتحالفات السياسية.
ورجحت مصادر أن يقتصر الأمر على تحالف بين الوفد المصرى والدستور على أن يتم على المقاعد الفردية والقوائم، وينتهى إلى خروجئ الكرامة من هذا التنسيق، نظرا لوجود خلافات بين من دعموا السيسى وصباحى من جهة، وبسبب اتهام حزب الكرامة لحزب الوفد بالتعالى عليه، وذلك على لسان محمد سامى رئيس حزب الكرامة.
وكشفت المصادر عن خلافات وفدية حول التنسيق مع حزب الدستور نظرا لاختلاف توجهاته عن حزب الوفد والتى ظهرت بوضوح فى الانتخابات الرئاسية حيث دعم الأول حمدين صباحى بينما أيد الثانى المشير عبدالفتاح السيسى.
بينما يرى البعض ضرورة التنسيق مع حزب الدستور والقوى المدنية منعا لتفتيت أصواتئالقوى المدنية، يرى اتجاه آخر ألا يتحالف الوفد مع حزب يختلف معه أيديولوجيا وفكريا وأن يكتفى بتحالف الوفد المصرى الذى يضم أحزاب «الاصلاح والتنمية والوفد والمصرى الديمقراطى الاجتماعى».
وأكدت مصادر أن عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين وجه لوما لحزب الوفد بسبب إعلانه تشكيل تحالف مستقل قبل استكمال مشاورات تأسيس تحالف عمرو موسى مراد موافى، الأمر الذى انتهى بانسحاب الأخير وتفكك التحالف قبل ان يبدأ.
اللافت أن عمرو موسى لم يعلن حتى الآن انضمامه للوفد المصرى رغم إعلانئقيادات الوفد أن هذا الأمر أصبح وشيكا، حيث أكد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أن عمرو موسى جزء أصيل من تحالف الوفد المصرى لافتًا إلى أن اجتماع التحالف المقبل سيكون بمكتبه، قبيل إعلان الوثيقة النهائية للتحالف.
وقال رئيس حزب الوفد عقب انتهاء الاجتماع المغلق للتحالف، الذى عقد بمقر حزب الوفد، أمس الأربعاء، إن حزب الدستور جزء من تحالف الوفد المصرى، موضحًا أن الحزب فى انتظار إصدار وثيقة التحالف بشكل نهائى، ليُعلن موقفه الرسمى من الانضمام للحزب.
