سحر الأستاذ ضيَّعها (5) والإرهاب في البيت يولد الانفجار! استشاط الأستاذ غضبا عندما رأي (الكتكوتة) كما كان يسميها جالسة مع شاب في مواجهة متعمدة لمكتبه فصرخ في وجهها: اطلعي بره يامنحلة! لقد أرادت «الكتكوتة» أن تثير غيرة «الديك» المنتفش فتعمدت الجلوس في مواجهة مكتب الأستاذ وربما كانت تري ريم هذا الشاب لأول مرة ومشاركته جلسة مرح حسب ما اعترفت لي هذه الشيطانة الصغيرة وإن كانت غلبانة لا أدري! كانت ريم تفعل أي شيء حتي تعيش في ظل أستاذها تريد أن تفوز به. وتريد أن تثير غيرته وتريد أن تصبح أهم أولوياته وتريد أن تجلس علي عرش قلبه كانت ريم مستعدة للانفلات التام بسبب ما تتعرض له في البيت. ريم من بين الدموع تعترف بمشاعر مرتبكة وغير مرتبة أي ضعيفة لاترفع صوتها بأي احتجاج تخاف أي رعب من زوجة ثانية كما هدد والدي مرات. والدي يشبه السيد عبدالجواد ولانعرف إن كانت له حياة ثانية أم لا. شبابيك البيت دائما مغلقة رغم أننا نعيش في الحلمية بقلب القاهرة. لانتأخر بعد الثامنة وإلا تعرضنا للإهانة وربما الصفعات باليد والركلات بالقدم ذات مرة صرخت في وجه أخي الأصغر مني حين اعترض علي ارتدائي تي شيرت ملون وقلت: أنت ملكش كلام علي. وسمع أبي بالحكاية. فاستدعاني ونادي علي أخي وقال: يامرة أضربها قلمين وربيها! وربما أشفق علي أخي مراد فقال لأبي (أنا سامحتها). وصاح أبي: بكره تضربك علي قفاك يامغفل ولم يسترح أبي حتي صفعني مراد قلمين وشلوت! ولم تستطع أمي أن تنطق بكلمة. أحيانا كنت أتمني الانتحار تحت عجلات المترو ولكني أستغفر الله. وحين سحرني الأستاذ بشخصيته سلبني إرادتي وتمنيت الحياة معه تحت سقف بيت. ولذا قال لي: يا منحلة مرتين، فهو رجل شرقي شعر أن شابا خطفني منه ولهذا قررت أن أغيب عن عينيه أسبوعا! - جن جنون الأستاذ ولكن كبرياءه لم يسمح له بأن يتقصي عنها ويسأل عن سبب غيابها، تليفون ريم المحمول مغلق. يريد أن يرسل لها رسالة واثنتين وعشرة يريد أن يستردها مرة أخري ويعتذر لها يريد أن يحتوي ثورتها يريد أن يطفيء نار الشوق لها. - المشهد في بيت الأستاذ هو شارد دائما ويردد بينه وبين نفسه ريم فين؟ راحت فين؟ ريم فين؟ ويوقظه من غيبوبته صوت زوجته الحمام الزاجل شاغل دماغك اليومين دول! (الحمام الزاجل مصطلح الزوجة عن بنات الكلية الصغيرات السن الناضرات الصدور). لم يرد الأستاذ حتي يتحاشي المعارك ولاذ بالصمت. سأل الأستاذ نفسه: لماذا لايتزوج ريم فتتبدل حياته ويشعر بطعم جديد؟ لماذا لايكتب ورقة الزواج العرفي لتطمئن إليه؟ ماذا يخيفه؟ أنها حرية شخصية وتبقي المشكلة: أين يلتقيان كزوج وزوجة؟ وللحكاية بقية.