ريم، طالبة الجامعة، دارسة الفلسفة «لخبط» حياتها أستاذ الفلسفة الشاب معاملته الحنونة، وهي تفتقد الحنان. احترامه لها، وهي تتعرض للإهانات في بيتها من إخوتها الصبيان. إصغاؤه لما تقول وهي لا يسمعها أحد، من هنا كان تفسيري لولع ريم به وأنا متأكدة أنه لو كانت ظروف ريم مختلفة اجتماعيا، ما نشأت هذه العلاقة وهذا يؤكد لي ما أنا واثقة منه أن ظروف الإنسان تفرض عليه نمطا من العلاقات الإنسانية ومشاعر معينة، ارتياح صداقة حب وظروف ريم العائلية كانت تدفعها دفعا لهذه العلاقة! • في غرفة الأستاذ بالجامعة وأثناء تساؤلات للطالبة ريم عن المنطق، لمس الأستاذ أصابعها وتعترف ريم بالكهرباء التي سرت في جسمها، استسلمت الشابة، الحزينة دوما الدامعة أحيانا، لهذه اللمسات الخاطفة، فأطبق الدكتور كفه فوق كفها مما جعلها تبدو كما لو كانت مخدرة تماما، كانت هذه أول مرة تتذوق طعم مسرات من هذا النوع! فجأة انخرطت ريم في البكاء وأخذت تمسحها في كم جاكيت الدكتور وتنبه الدكتور لحساسية الموقف، فقال لها بلهجة حاسمة: مالك يا آنسة ريم. وحين سمعت اسمها يسبقه كلمة «يا آنسة» أدركت أنها في حضرة أستاذ وهي طالبة وعليها أن تهندم نفسها ولكن ريم الحزينة، ابتسمت وقالت للدكتور عبارة زلزلته.. قالت ريم: مش عاوزة أرجع البيت خدني معاك! قال الدكتور بذهول: إزاي؟ ردت ريم: حضرتك، عقلك أكبر من عقلي وتعرف إزاي! قال الدكتور بحسم: حد وجهلك النهاردة أي إهانة يعني والدك أو والدتك أو إخواتك؟ قالت ريم من بين الدموع: النهاردة بس؟ كل يوم يا دكتور كل ساعة، كل دقيقة أنا وجودي غير مرغوب فيه أنا كمالة عدد بجد أن حشرة زاحفة برجلين! تأثر الدكتور فربت علي ظهرها بحنان، فاستسلمت وربما شعرت بالرغبة في النوم علي قدميه! لست مستعدة للإلقاء موعظة علي الأمهات حول التعامل مع البنات خصوصا عندما تكون بنت وحيدة علي حفنة صبيان عادة، مثل هذه الفتاة الوحيدة من الممكن أن تكون «دلوعة» العيلة ولكنها في حالة ريم «حشرة زاحفة برجلين»! • فجأة استيقظت ريم من حالة الحذر اللذيذ إثر جرعة الحنان من الدكتور أستاذها ورفعت ريم رأسها وصوبت عينيها في عين الأستاذ وقالت له: تتجوزني؟!! للحكاية بقية: العدد القادم