تصوير شريف الليثي بدأ مشواره الإعلامى من التليفزيون المصرى وبالتحديد عندما كان عمره 23 سنة، إلا أن الجمهور عرفه من خلال عمله فى راديو نجوم إف إم كمذيع، وتدرج فى العمل حتى وصل إلى مدير البرامج فى أشهر المحطات الإذاعية انتشارا، ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل قدم برنامجا سياسيا ناجحا على قناة الساعة الفضائية قبل أن تتوقف. مع توليه إدارة البرامج بمحطة نجوم إف إم حرص على تقديم برامج إذاعية من حين لآخر ليعطى فرصة للمذيعين الشباب. مع يوسف الحسينى التقينا لنعرف رأيه فى جيل المذيعين الجدد وحكاية توليه منصب مدير البرامج لمدة 3 أشهر فقط، وكيفية تعامله كرئيس لزملائه الذين يقتربون منه فى المرحلة العمرية وحقيقة إغلاق لقناة «الساعة» الفضائية، واعتقاد البعض أن «نجوم إف إم» ما هى إلا محطة إعلانية. * دائما ما يبدأ المذيعون من الراديو ثم يتجهون إلى التليفزيون، لكنك فعلت العكس وتميزت فى العمل الإذاعى.. لماذا؟ - أنا نجحت فى الاثنين ولم أتميز فقط فى الراديو، فمنذ بدايتى فى التليفزيون المصرى كنت أبلغ من العمر 23 سنة، وأكد جميع من تعاملت معهم أننى أقدم أشياء مختلفة فى الفضائية المصرية وبعدها ذهبت إلى قناة «ميلودى»، وبعدها قناة «بيئتى»، ثم تقدمت للعمل فى إذاعة نجوم إف. إم فى عام 2004، وكنت مؤهلا للعمل فى الإذاعة، ولدى سيرة ذاتية متميزة من خلال عملى بالتليفزيون، فجلست مع الإعلامى عمرو أديب الذى اختبرنى وأسند لى برنامج «عيش صباحك» مع هبة الجارحى وهو برنامج هواء، فأخذت إجازة من التليفزيون المصرى وتفرغت للإذاعة، وحاليا أشغل منصب مدير البرامج بها منذ ثلاث سنوات. * لكنك شغلت هذا المنصب أواخر عام 2004، ثم أسندته الإدارة لشخص آخر.. هل لعدم ثقتهم فى خبرتك ؟ أم أنك فعلت أشياء جعلتهم يغيرون رأيهم ؟ - القصة الحقيقية، أن إدارة نجوم إف إم أسندوا لى هذا المنصب بشكل مؤقت وليس بشكل نهائى، فبعد خروج محمد عبد الغفار من الإذاعة، وجدوا أننى المناسب لهذا المنصب لحين وجود مدير للبرامج، وعملت بالفعل لمدة ثلاثة أشهر متصلة، وبعدها استطاعت الإدارة أن تجد الشخص المناسب للمنصب. * ولماذا لم تكمل المشوار وتم اختيار شخص آخر ؟ - قيل وقتها أن لديه خبرة أكثر فى العمل الإدارى أكثر منى. * يلاحظ أن أعمار مذيعى القناة مقتربة، فكيف تدير المنظومة بالشكل المعترف به «الرئيس والمرءوس»؟ - إذا عدنا بالزمن لسبع سنوات نجد أننا بدأنا جميعا كمذيعين وبدأنا نكبر معا ونزداد خبرة، ولكن احتفظنا بأننا زملاء وأصدقاء ولا يمكن أن تكون الترقية لأى فرد منا بمثابة حاجز بين أفراد المنظومة، وإذا تعاملنا بمبدأ الرئيس والمرءوس فلن تسير الأمور مثلما نريد، لأننا نسير بنظام وقواعد بمنتهى الحب دون الحاجة إلى هذا الشرط. * هل تعتقد أن هذا الشكل الكلاسيكى القديم يقف حائلا فى تطور وسائل الإعلام فى مصر ؟ - قال الله تعالى : «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، بمعنى أن الشخص إذا كان فظا فى كلامه، أى يأمر فقط، وغليظ القلب أى لا يرى شيئا غير القواعد فقط، فسوف ينفر الناس من حولك، وأخذنا هذه الحكمة من الله وحققناها بقدر المستطاع، لأننا نبنى القواعد معا وبالتالى تجد الجميع يسير عليها «كالمسطرة» وبحب، دون أن نرث قواعد لا نتقبلها، فى الوقت الذى يجد فيه بعض الأشخاص أن الشكل الكلاسيكى هو الأفضل. * ما الإضافة التى حققتها منذ توليك مهمة مدير البرامج منذ ثلاث سنوات ؟ - عندما بدأنا كانت المحطة موسيقية فقط يتخللها مجموعة من البرامج وتخاطب المراهقين فقط، ولكن أؤكد ولا أدعى أنه حدث تغير جذرى فى طريقة كلام المذيعين، جزء منه يعود للمذيعين أنفسهم لأن أعمارهم زادت وأصبحوا أكثر نضجا وخبرة، بالإضافة إلى أننا جزء من المجتمع، فيجب أن نتحدث بطريقتهم خصوصا المراهقين حتى إذا وصل عمرنا 60 عاما، إلى جانب زيادة فى الأخبار، كما أن هناك العديد من الحلقات مع عدد من النجوم تقوم على حوارات أكثر عمقا، وكنا أول من نصل للفنانة هند رستم والسيدة جيهان السادات، وبالتالى أصبحت المحطة تلامس العديد من الفئات والأعمار خلال الثلاث سنوات الأخيرة ؟ * هل المنصب زاد من أعباءك لدرجة جعلتك لا تستطيع تقديم البرامج والتواجد بشكل أكثر ؟ - بالتأكيد زادت أعبائى، ولكن لم يؤثر على تقديمى للبرامج فكنت فى البداية متواجدا باستمرار بحكم تقديمى لبرنامج يومى ثم كل أسبوع وانقطعت لمدة عام، بالإضافة إلى إيمانى بأنه لا يوجد من يقول أننى الأفضل وسط الموجودين، وقد أكون أكثر نجاحا فى إدارة الموهوبين، وبالتالى الشاطر هو من يخرج الشطار ويكتشف المواهب ويظهرهم، وفى النهاية مثلى مثل أى أحد. * أليس هذا الرد مثاليا ؟ - ليس مثالية، بل هو العدل لأنه ابتلاء وأخشى أن يحاسبنى الله على أى شخص يشعر بالظلم، لأنه فى النهاية سوف يؤثر على الشخص فى العمل والأداء. * وهل تعتقد أن نجاح نجوم «إف إم» واستمرارها، بسبب عدم تطرقها للخطوط الحمراء ؟ - تتطرق أحيانا وكلمة الخطوط الحمراء لدينا تعنى السياسة، وهى ليست من اهتماماتنا، فنحن إذاعة ترفيهية غنائية بالأساس غرضها التسلية، فهى محطة خفيفة على القلب تسعى لتخفيف معاناة وصعاب اليوم على المواطن، بالإضافة إلى أننا نتطرق للعديد من القضايا أيضا ونعمل على العديد من الحملات الخيرية دون أن نبتغى شيئا. * هل لديك تحفظات على بعض البرامج، ولكن نجاحها الجماهيرى يمنعك من إلغائها ؟ - إذا كان لدىَّ تحفظ على برنامج سوف أقوم بتعديله، مهما كان نجاح البرنامج، لأنه لا يوجد أحد فى الدنيا يعلو على الشكل الصحيح، فلا يمكن أن أتقبل أن يتحدث أحد باستهزاء أو يستخف بعقلية شخص أو يستعلى على أحد من الجمهور، الكل يعلم جيدا أن قلبى عليهم وعلى المحطة والعكس صحيح، لا يوجد أحد أكبر من التقييم. * هل تعتقد أن مذيع الراديو يحتاج للظهور على التليفزيون ؟ - إطلاقا، لأن الراديو أكثر متعة وسحرا وتأثيرا ووصولا أكثر من أى شاشة فى العالم، وهذا الكلام يعلمه جيدا كل من يفهم معنى كلمة راديو، والراديو فى كل مكان فى العالم يخضع إلى رقابة شديدة من كل الجهات المسئولة، والثورة عندما خرجت فى مصر كانت من الراديو، وكنت أتمنى ألا يعلم أحد شكل مذيع الراديو، ويظل فى مخيلة المستمع مثل «ماما فضيلة» و«عمر بطيشة» و«بابا شارو» وغيرهم، بالإضافة إلى أن مذيع الراديو أكثر قوة وتأثيرا من مذيع الشاشة. * لماذا انتبه الناس لأهمية الراديو مؤخرا، على الرغم من انطفاء بريقه لسنوات ؟ - عندما ظهرنا كان أمامنا 43 محطة تبث فعليا للجمهور، وكل المحطات التى تظهر جديدة تبنى نجاحها على نجاح محطتنا، ونجوم إف. إم هى صاحبة الفضل والريادة فى عودة الجمهور للراديو مرة أخرى، فتسمع دراما وأخبارا ونشرات إخبارية ومناقشات اجتماعية وغيرها من الوجبات التى تهم كل الشرائح فى مصر، وبالتالى بدأت الناس تعود للراديو مرة أخرى، وعندما قمنا بضخ 13 برنامجا جديدا، وليس لدينا منافس كان الهدف أن نظل داخل نسيج هذا المجتمع، وعند ظهور العديد من المحطات الجديدة سعدنا حتى نعلم أين نقف. * يعتقد البعض أن نجوم «إف. إم» محطة إعلانية ؟ - هذا الكلام ليس صحيحا، لأن الساعة الواحدة يبث خلالها 12 دقيقة إعلانات فقط وأقصى مدة 15 دقيقة، ويتحدث المذيع لمدة 10 دقائق والباقى أغانى، ونسعى لتقليل الفترة الإعلانية خلال الفترة القادمة، لأن الجمهور لا يحب الإعلانات ولذلك يشعر أن مدتها طويلة. * ظهور بعض مذيعى المحطة فى تقديم برامج تليفزيونية، هل أضاف للمحطة أم أخذ منها ؟ - لن تعود علينا أى مصالح من ظهور مذيعينا على التليفزيون، فنحن محطة أشهر من أى قناة تليفزيونية لأننا نحقق نسبة مستمعين تصل إلى 43 مليونا، وهي نسبة لا تحققها أى شاشة، ولكنها قد تعود بالنفع على المذيع لأنه قد يجد أن هناك بعض المواضيع لا يمكن تناولها إلا من خلال التليفزيون أو استفادة مادية، وفى النهاية لن يؤثر على العمل، مثلما حدث معى عندما قدمت برنامجا فى قناة الساعة وفى ذات الوقت مستمر فى محطة نجوم إف إم. * ماذا تحلم بتحقيقه فى محطة نجوم إف إم؟ - بالنسبة للمحطة أتمنى أن يكون هناك فرع للمحطة فى كل دولة فى العالم حتى ولو لم يكتب لى التواجد فى تلك المنظومة مستقبليا، لأن هذه المحطة حلم وهوس لكل العاملين بها. * وعلى أى أساس يتم اختيار المذيعين فى محطة إف إم ؟ - ليس شرط جمال الصوت، الأهم ألا يكون الصوت مزعجا، ولديه قدر من الجاذبية «الكاريزما» وهذه درجات، وعادة الشباب يرسلون السيرة الذاتية لهم ونختار على أساسها بخلاف المسابقات التى نقوم بها باستمرار لكى نختار مذيعين جددا. * ومن المذيعين الشباب الذين يعملون فى المحطة تتوقع أنه سيكون نجما فى الإذاعة قريبا ؟ - لا أحد منهم على الرغم من ظهورهم على الهواء، ومن وجهة نظرى أنهم يحتاجون إلى فترة تدريب أخرى غير التى حصلوا عليها. * ما رأيك فى الإذاعات المنافسة التى ظهرت مؤخرا مثل محطة مصر وميجا إف إم ؟ -لا أسمعهما إطلاقا.