شفيقة ومتولي المثل الشعبي يقول «إذا أفلس التاجر فتش في دفاتره القديمة» هذا المثل ينطبق علي الدراما هذه الأيام فصناعها بدأوا حملات تفتيش مكثفة في الدفاتر القديمة للسينما، والدليل هذا الكم من الأفلام التي قرر المؤلفون تحويلها لمسلسلات تليفزيونية ومنها «الكيف» و«سمارة» و«شفيقة ومتولي»، و«شباب امرأة» وغيرها، ولا يمكن أن يكون الاتجاه للتفتيش في الدفاتر القديمة بهذا الكم صدفة، لكن المؤكد أن هناك علامة تعجب علينا أن نطرحها حول هذه الهرولة الجماعية نحو أفلام السينما الشهيرة لتحويلها لمسلسلات، والخطورة ليست فقط في النتيجة الأولي التي يمكن استخلاصها من هذه الظاهرة وهي إفلاس المؤلفين ولكن الخطورة الأكبر في أن الدراما ستنفصل تدريجياً عن الواقع لتعيش في الماضي وهي تعيد تقديم هذه الأفلام التي دارت أحداثها في الخمسينيات والستينيات. نعم هناك إفلاس واستسهال أحياناً لأن الكلام عن الرؤية الجديدة في تقديم هذه الأفلام لا يصدق دائماً وهو كلام يحاول أصحابه تفسير موقفهم بالرجوع للخلف في الأعمال التي يقدمونها. الحكاية لم تعد حالات قليلة علي فترات متباعدة مثلما كان يحدث في السنوات الأخيرة لكنها أصبحت ظاهرة يؤكدها هذا الإقبال المتزايد علي التفتيش في أفلام زمان التي تصلح لإعادة تقديمها في التليفزيون. ويبدو أن تجار الدراما قد أفلسوا فلم يجدوا سوي التفتيش في الدفاتر القديمة حتي إن لم تكن دفاترهم الشخصية.