كلنا نعرف شفيقة ونعرف شقيقها متولي القصة قديمة وطويلة وشعبية وتحولت إلي موال يغنيه ويسمعه الملايين. وتفاصيلها أن شفيقة هي شقيقة متولي شعرت بالوحدة والوحشة بعد انتزاع شقيقها الوحيد منها، حيث جمعته الحكومة مع مئات الشباب من قريته للعمل بالسخرة والقهر في حفر قناة السويس، وقال البعض إنه كان مطلوبا للتجنيد، الظروف وقتها كانت قاسية وصعبة علي شفيقة البنت الجميلة الحزينة فاستسلمت لإغواء شاب من قريتها جذبها بمعسول الكلام وعسل الفلوس وقيل إنها كانت قليلة الحياء أصلا وليست في حاجة لإغراء من أحد، غدر بها الشاب بعدما سلمته جسدها فلما استندل معها توجهت للحرام شخصياً وصارت مومساً بغياً في أسيوط، ويبدو أن شفيقة أخلصت في الخيانة، وباتت مومساً معروفة ومرغوبة ومطلوبة في حدود الصعيد ودوائره، في هذا التوقيت كان متولي يعاني من صلف السلطة وقسوتها وعنف السخرة وقهرها، وقال البعض بل كان مجنداً متفوقاً وحصل علي شرائط في الجيش من إخلاصه وشطارته، اختلف معه أحد العساكر فضربه متولي فقال له العسكري روح اتشطر علي أختك المومس وهذه صورتها في جيبي ومحفظتي، الصدمة أطاحت بعقل متولي وكاد قلبه يتمزق حزناً وخجلاً، قرر النزول فوراً إلي بلدته وذهب لوالده حيث اكتشف هروبها من البيت فعلاً، فسافر لأسيوط وهناك تعرف علي جماعة أوصلوه إلي بيت البغاء الذي تعمل فيه شفيقة وصعد متولي بعدما أسكر أصحابه شفيقة في غرفتها، ويقول الموال: بسرعة متولي طلع فوق يقول ولا حد معايا ما تفوق شوف السكرانة لما تفوق وشافته وفاقت من الخمرة قالت له خدني وأتوب علي إيدك قاللها يا شفيقة بعد إيه تتوبي وتتمحكي وتقولي مكتوبي دي رقعة ماتطلعش من توبي وجه سريع تلف منظرها وعزل الجتة من زورها يا متولي يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي وطلع البلكونة بسكنته يقول جرحي في قلبي سكنته يا ناس وسعولي سكة أنتو وقعد يقطع في شفيقة.. ويرمي في الشارع.. وجت الحكومة.. قالوا له انزل يا متولي نزل يضحك ولا علي باله.. وم السجاير طلع عباله.. وبوليس وأهالي في استقباله.. يا متولي يا جرجاوي يا جرجاوي يا متولي قتل متولي أخته شفيقة في أشهر جرائم الشرف وغسل العار في حياتنا الشعبية، ورغم أنني كأي عاقل ضد جرائم الشرف وضد تخفيف عقوباتها أو التباهي بها أو العذر بالشرف للقتل.. فإن مصر كلها تتغني بمتولي (لو سمعت الموال بصوت الريس حفني أحمد حسن ستسقط في هوي متولي وجرائم الشرف من فرط روعة غناء الريس حفني! )، المجتمع المصري نظر لمتولي باعتباره بطلا تصرف بواجبات الرجولة والشرف كما يقول الموال: متولي شريف من دي الساعة وخلص م العار بشجاعة والحكم ست أشهر ده إشاعة وصعيدي عنده الشرف غالي متولي يا جرجاوي يا جرجاوي ما الذي أريد أن أصل إليه من هذا الموال؟ أبداً، متولي فعل ذلك منذ سنين طويلة لكن شفيقة ومتولي لو كانا بيننا في 2010 وفي قيم مجتمعنا المصري هذه الأيام فمن المؤكد أن متولي حين يعود ويعرف أن أخته مومس فإنه سيقرر فوراً أن يشتغل لها قواداً، يحرسها ويدير أعمالها وينظم دخول الزبائن إليها ويجمع الفلوس من علي سريرها!
