الله يرحمك يا أمى، عمرك ما كلمتينى غير بالعربى.. طول عمرك صبورة والإنجليزى ولا الفرنساوى ما طلعش من بقك حتى فى وقت الغضب، مع إنك كنت بتتكلمى إنجليزى ولا مرجريت تاتشر فى زمانها، أما أمهات هذا الزمان.. فلا يعترفن باللغة العربية على اعتبار أنها لغة شوارعى، أول ما الولد أو البنت يعمل حاجة غلط تلاقيها تقول «no..baby. no» وسبحان الله ألاقى الولد فعلا يسمع الكلام، وزمان كنا بنقول.. ماما، بابا، تيته، النهارده بقت مامى، بابى، ناناه، مين نانَّاه دى؟! طلعت هى نفسها تيته.. بس بالأفرنجى، مالها جدتى وست الحاجة. العجيب بقى الأطفال أنفسهم.. فى الأول الأب والأم بيعرفوا يفردوا صدورهم فى اللغة، عشان الموضوع يبقى مجرد no وyes وgood ، وbadو waw فى البسيط يعنى لكن بعد كده يدخل ابنه مدرسة لغات وسنة ورا سنة يبدأ الولد فى تصليح النطق للأب والأم.. وبعدين لما يكبر شوية يبتدى يسخر من مامى وبابى عشان بيتكلموا إنجليزى زى الشاويش عطية.. وبعد شوية بقى تبدأ مرحلة الكسوف والخجل منهم، ويبقى مش عايزهم لا يظهروا ولا يتكلموا أمام أصحابه.. ويبتدى يطلب طلبات غريبة مش مفهومة «طلاسم»، وتبتدى الأم تسأل صاحباتها، تلاقيهم بيشتكوا من نفس الموضوع، ويقولوا لها والله يا حبيبتى ما إحنا فاهمين.. الظاهر احنا غلطنا لما دخلناهم مدارس لغات.. كنا سيبناهم يعيشوا عيشة أهاليهم.. ما إحنا زى الفل أهه. لدرجة أن إحدى الأمهات قررت تأخد كورس إنجليزى فى أى حتة، عشان منظرها ما يبقاش وحش، فكانت فضيحة بجلاجل فى المنطقة كلها، لدرجة أن المركز البريطانى قرر رفع قضية ضدها لتدمير اللغة الإنجليزية، أو إرسالها إلى جوانتانامو.