يااااه.. فيه حد بيقبض 100 جنيه في الشهر؟! عبارة يمكن أن تضع بعدها أي عدد من علامات التعجب.. طبعا تعجبك لن يكون من أن هناك من يقبض 100 جنيه في الشهر.. لأن أنا وأنت عايشين في مصر وبنمشي في شوارعها لكن عجيبة الدنيا الثامنة هنا.. أن من يتعجب أو يندهش أن فيه حد بيقبض 100 جنيه في الشهر هو رئيس الوزراء «المصري» ورئيس مجلس الشعب «المصري» برضه! وقبلهما كان السيد أحمد عز زعيم الأغلبية في البرلمان المصري ومعه الدكتور عثمان محمد عثمان يتحديان المستشار جودت الملط عقب إلقاء الأخير بيانه في مجلسنا الموقر.. أن يكون هناك من يحصل علي مرتب أقل من 265 جنيها في الشهر.. وزاد السيد أحمد عز من تحديه مضيفا أن هذا المبلغ «اللي هو 265 جنيها» غير الأجر المتغير كمان! قوم يشاء السميع العليم.. أن يؤكد لنا جهارا نهارا.. أنهم ما عدوش علي مصر.. ويعتصم ضمن من يعتصمون أمام البرلمان الموقر عمال مراكز معلومات التنمية المحلية ليصرخوا علي الملأ بمرتباتهم «99 جنيها»، يعني حتي لم يكملوا المائة. بيقولك إن سبعة ملايين خرجوا من تحت خط الفقر.. وستة ملايين دخلوا تحت خط الفقر.. عروستي! ؟ وزير الإسكان المهندس أحمد المغربي.. في رده علي أحد الاستجوابات بمجلس الشعب من أسبوعين.. وكان الاستجواب يتعلق بتلوث مياه الشرب في إحدي القري علي ما أذكر. قال في معرض حديثه: إنه لو كان صحيحا كل ما يقال عن أن مياه الشرب ملوثة والهواء ملوث والطعام ملوث.. لو كان هذا صحيحا لتوفي الشعب المصري كله. وكما هو واضح من سياق الأحداث فقد اعتبر نوابنا في المجلس الموقر أنهم ماداموا علي قيد الحياة فهذا دليل قاطع علي كذب كل ادعاءات التلوث! كان نفسي أنضم إليهم وأصدق كل ما ذهب إليه الوزير.. لكن المشكلة أن الهواء والماء والطعام الملوث.. اللي هم عماد حياتنا لا يؤدون إلي الوفاة.. يا ريت! يا معالي الوزير الموت علينا حق، ومن لم يمت بالطعام والماء والهواء الملوث في بلدنا ممكن يموت بأي وسيلة أخري والوسائل متوافرة في بلدنا.. لكن المصيبة أن كل هذا التلوث لا يؤدي إلي الوفاة، لكن لو راجعت معدلات الزيادة في الإصابة بالأمراض السرطانية والفشل الكلوي والفشل الكبدي والفيروسات علي كل لون ومعدلات الزيادة في الإصابة بالأمراض الصدرية والرئوية حتي بين الأطفال.. الأرقام مرعبة وتستطيع أن تطالعها بنفسك، فهي متوافرة علي الشبكة العنكبوتية وبنقرة واحدة ستجد ما لا يسرك بالتأكيد! باختصار.. يا ريت كان التلوث يؤدي إلي الوفاة، لكنه للأسف يؤدي بداية إلي المرض.. وما أدراك ما المرض «خاصة الناتج عن التلوث في بلدنا». يا معالي الوزير.. أول خطوة للقضاء علي ما نعانيه من تلوث أن نعترف أن هناك تلوثا.. فكيف سنتعامل مع هذه المصيبة إذا كانت الحكومة تعتبر استمرارنا علي قيد الحياة دليلا علي عدم وجود تلوث؟! ؟ عملت رياضة النهارده! قبل ما تقول الست دي اتجننت! مش أنا اللي باسأل ده المجلس القومي للرياضة.. ولأن كما هو واضح المجلس معاه قرش محيره فقرر يعمل إعلان ويطيره.. قام بتصوير إعلانات تحث علي الرياضة وأقلها رياضة المشي، لكنها إعلانات تخاطب شريحة معينة، من يملكون الاشتراك في أندية توفر لهم فرصة ممارسة الرياضة. ورغم أنني مشتركة في نادٍ يعني من الشريحة التي يخاطبها الإعلان للأسف، إلا أن المسافة من بيتي للنادي حوالي ستة كيلومترات أقطعها بالسيارة في ساعة ونصف الساعة، ومن هذه النقطة تحديدا فكرت أن أحبس في السيارة ساعة ونصف الساعة ذهابا وساعتين علي الأقل في العودة، فمجرد التفكير في ممارسة الرياضة بالنادي يصيبني بالإرهاق، وبناء عليه، ولكي يستغل المجلس القومي للرياضة فلوسه فيما ينفع وبدلا من الإعلانات أقترح عليه أن ينفقها في إصلاح الأرصفة مثلا، وليبدأ بأرصفة الكورنيش لنمارس عليها رياضة المشي دون خوف من بلاطة مكسورة أو حفرة مخفية تنهي التجربة في أقرب مستشفي للعظام!