جمعيات خيرية عديدة قامت بجمع تبرعات لمساعدة ضحايا سيول سيناء وأسوان، منها جمعية رسالة الخيرية التى تصادف أن لمست عن قرب بعضا من جهودها المخلصة لجمع وتوصيل التبرعات للضحايا. من يتصل تليفونيا بالجمعية يجد منذ اللحظة الأولى صوتا يسهل له كل الأمور. فإذا لم يكن لديك الوقت لتوصيل التبرعات العينية سواء البطاطين والملابس أو أى شىء فسيخبرك الصوت أن مندوبا من الجمعية على استعداد أن يصل إليك أينما كنت. بوصول المندوب إلى بيتك ستجده من الشباب المتطوع الذين تبدو على وجوههم نضارة من استمتع بمتعة عمل الخير، كما تبدو على الملامح فى الوقت ذاته علامات الإرهاق من مشقة مواصلة العمل لساعات طويلة بهدف سرعة إنجاز العمل الذى يؤديه. يأخذ الشاب منك التبرع ويسلمك إيصالا يفيد بالاستلام، ويقوم فى الوقت نفسه بإهدائك أسطوانة سى دى تتضمن أنشطة الجمعية العديدة ومعلومات عنها لتكتشف أن هذه الجمعية التى صارت مشهورة جدا بمساهماتها الخيرية الإيجابية وبالسمعة الطيبة عمرها حوالى عشر سنوات فقط، فلقد نشأت الجمعية عام 9991 كحركة طلابية فى كلية الهندسة (جامعة القاهرة) بتشجيع من أستاذهم الشاب د.شريف عبد العظيم ، وذلك رغبة من الطلاب فى محاولة تطوير مجتمعهم والقيام بأدوار إيجابية فيه، وكانت الأنشطة تتراوح بين التبرع بالدم وخدمات الكلية وزيارات دور الأيتام والمسنين والمستشفيات، إلى أن كانت النقلة الأولى لرسالة عندما تبرع شخص بقطعة أرض فى منطقة فيصل كما استطاع الشباب المتطوع توفير التمويل اللازم بمجهوداتهم الشخصية فتم إشهار الجمعية فى أول فرع من فروعها. بعدها وصل عدد فروع الجمعية إلى خمسين فرعا فى عدة محافظات، تقوم على العمل التطوعى من الشباب عبر أنشطة متعددة بداية من دروس التقوية المجانية وتوزيع حقائب مدرسية بها المستلزمات المكتبية على الطلبة المحتاجين وتوزيع الطعام والملابس، مرورا بإنشاء عدد من دور الأيتام، وصولا إلى إقامة عدد من المراكز الطبية وتجهيز قوافل الخير لمساعدة المحتاجين فى قرى بعيدة. أحد الشباب قرأت له على شبكة الإنترنت فى موقع اسمه الطلبة يتحدث عن تجربة تطوعه فى جمعية رسالة قائلا إن المكسب من العمل التطوعى لا يعود فقط على المجتمع ولا على المحتاجين الذين وجدوا من يمد لهم يد المساعدة، إنما يعود المكسب أيضا على المتطوع نفسه لأنه عبر قيامه بخدمة الآخرين سيكتشف جانبا جميلا مضيئا بداخله لم يسبق له التعرف على أنه يملكه من قبل، فهذا الجانب الطيب يجعل الشاب يشعر أنه إنسان صالح وهذا بحد ذاته يمده بالطاقة ويمنحه - على حد تعبيره- شعورا ب لذة ، إنها لذة لا يعرفها إلا من تذوقها عبر مساهمته فى تخفيف آلام الآخرين وعمل الخير. وإذا كان البعض يستمتع بالاستهلاك تحت شعار متعة الشراء فإن هذا الشاب قد اختتم كلامه حول حلاوة عمل الخير وأثرها على المتطوع بشعار هو رسالة : متعة العطاء .؟