لا يمكن أن نفصل بين إطلاق رصاصة فى نذالة وخسة تخاصم شرف الجندية ونبل حركات المقاومة ولا تصلح إلا لقطاع الطرق والعصابات من قناص حمساوى على شاب مصرى كان يؤدى واجبه كجندى فى برج مراقبة على الحدود المصرية.. لم يهدد شخصا ولم يرتكب أى ذنب وبالتأكيد لم يعرف شخصية القناص الذى أطلق عليه النار ولا السبب الذى من أجله تلقى رصاصة أهدرت حياته. وبين ما تعرض له إخوة مصريون فى نجع حمادى من إطلاق رصاص على يد ثلاثة من المجرمين خطيئة قتل سبعة من المصريين وإصابة تسعة فى نجع حمادى ومصر كلها تحتفل بعيد الميلاد المجيد.. تدعو الله أن تكون السنة الجديدة بشرة خير ودعوة سلام وانطلاق إلى ما هو أفضل وأرحب لبسطائها يهنئ مسلموها مسيحييها. فكلتا الجريمتين ارتكبها قتلة مع سبق الإصرار والترصد. فى نجع حمادى أرادوها نارًا تشتعل لا تفرق بين مسلم ومسيحى وهى تأكل الأخضر واليابس.. ليست جريمة شرف فرصاص القتلة لم يفرق بين معتد على شرق وبرىء كان يحتفل بالعيد السنوى بل إن هذا الرصاص لم يفرق بين مسلم ومسيحى وقد أصاب مسلمين. وعلى الحدود المصرية أرادوها فى حماس نارا تشتعل تغطى على احترافهم الخيانة والغدر بين بعضهم البعض دون وازع من ضمير ولا هدف سوى مصالحهم الشخصية البحتة، يقتلون ويسحلون إخوانهم ويقتلون أهاليهم ويساومون على أرضهم ويتاجرون بمصالح شعبهم ويقبضونها ملايين الدولارات الإيرانية. فكلتا الجريمتين ارتكبها قتلة مع سبق الإصرار والترصد. نتائج طبيعية لمقدمات هى على مرمى البصر منا نراها ونعايشها يوميا.. نتعامل معها بالتحذير مرة وبالتنبيه لها مرة أخرى.. وبحسابات المواءمة مرات ومرات حتى أصبحت منهجًا وحيدًا للمواجهة.. حفاظًا على مصالح عليا للشعب الفلسطينى الذى لاتزال أرضه فى الضفة وغزة مقهورة تحت وطأة سلطة الاحتلال الإسرائيلى. ومن ثم نتحمل كل ما لا يمكن تحمله كدولة عظيمة كبيرة تليدة لها سيادتها غير القابلة للنقاش.. وأمنها القومى غير القابل للاختراق تحت أى مسمى أو دعوى أو شعار.. ومصالحها فى الإقليم والعالم المنيعة أمام كل أجندة التى تحاول اختراق محيطها أو التأثير فى امتداد مصالحها.. وواجباتها القومية التاريخية التى لا تقبل ابتزازا و لا تسمح بمزايدات أو متاجرات. لقد تحملت مصر والشعب المصرى الكثير.. وتعرضت لحملات إعلامية قذرة موجهة كانت رأس الحربة فيها حركة حماس.. وتحملت أيضا اجتياح حدودها.. ونقل الإرهابيين وسلاحهم عبر الأنفاق إلى العمق المصرى.. وتحملت أيضا المزايدات والمتاجرات من حماس وظهيرها الإيرانى.. وتحملت أيضا إطلاق النار الحمساوى على صدور الشباب المصرى عند الحدود. ولم تتوقف مصر عن تقديم كل الجهد والدعم والالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطينى، خاصة فى غزة، وقد أعلن الرئيس مبارك أن مصر لن تسمح بتجويع غزة فى اغتيال الجندى المصرى.. لن تفلح كلمات التعازى ولن تجدى عبارات الأخوة فى العقيدة والعروبة من قيادات حماس فى الداخل أو فى سوريا أو فى غيرها كمحاولة التفاف تهدأ فيها المشاعر المصرية لتعود حماس مرة أخرى للترويج لحملات إعلامية كاذبة وإطلاق النار على الجنود المصريين. وليس شكر مصر.. بعد كل ما قدمت وتقدم التزاما منها بواجبها القومى التاريخى.. أن تتعرض أرضها وسيادتها وحياة أبنائها لهذه السفالة من قريب فلسطينى حمساوى ولا من غريب مهما كانت جنسيته.. إنجليزى، فرنساوى أو أمريكانى.. ومهما كان غرض الشعار الذى يرفعه. وليس شكرها أيضا أن تتعرض لهذه الحملة التشهيرية من سفلة آخرين عبر الحدود لم يقدموا فلسا قطريا واحدا للشعب الفلسطينى إلا فى خدمة الاقتتال الفلسطينى وتحقق الاختراق الفارسى الإيرانى للأمن القومى العربى. ومن ثم أيضا نتحمل كمجتمع مصرى معروف بنسيجه الوطنى الرائع الذى تماسك عبر كل مراحل الزمن وتخطى كل مؤامرة أرادت النيل منه،نسيج لم يسمح يوما باختراقه من قوى تطرف دينى كانت مسلمة أو مسيحية.. تبعات ملامح هذا الاختراق بجرائم من هذا النوع فى نجع حمادى تستهدف الوطن كله وأمان وسلامة مواطنيه. لا يمكن الفصل بين الجريمتين وإن كان توقيت حدوثهما قد جاء صدفة.. وإن كنت لا أظن بالمرة أن هناك صدفة.. حسنا. خارج الحدود أجندات تنتظر تحقق أهدافها فى ضرب المصالح المصرية بحملات التشويه والتشهير.. لا تتمتع بجراءة مواجهة الخطر الحقيقى على الشعب الفلسطينى ومصالحه العليا وهو الاحتلال الإسرائيلى من جانب والخلاف الفلسطينى الفلسطينى من جانب آخر.. وإنما تقوى من السياسات والممارسات الإسرائيلية.. وتدفع عن إسرائيل الالتزام بمسئوليتها الدولية تجاه أرض وشعب واقعة تحت سلطتها الاحتلالية بما يفرض عليها استحقاقات قانونية دولية وإنسانية - دولية أيضا- بفتح معابرها الستة على قطاع غزة وفك الحصار. داخل الحدود مصريون قايضوا انتماءهم المصرى وراحوا يدافعون عن التعدى على السيادة المصرية وتهديد الأمن القومى المصرى فى كتابات على صفحات الجرائد وحوارات فى البرامج الليلية على شاشات الفضائيات وتحت قبة البرلمان من ظلاميين محظورين. وداخل الحدود مصريون راهنوا على اشعال نار الفتنة بين أبنائها المسلمين والمسيحيين.. ظلاميين ومنتفعين وخدام أجندات خارجية.. مضللين ومضللين. دعاة فتنة على شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد الصفراء المشبوهة.. وفى حلقات الدرس الدينى (مسلمة ومسيحية). لقد كانت رسالة مجلس الشورى الذى وقف دقيقتين حدادا على الأرواح البريئة دقيقة وشاملة حين وجه صفوت الشريف كلمته إلى وسائل الاعلام مطالبا إياها بأن تسعى لتهدئة النفوس وتضميد الجراح محذرا من سماع كلمات المضللين بالخارج والمأجورين بالداخل بسبب قلة إجرامية محترفة ليت مصر ما منحتهم اسماً.. فهم سبة ورذيلة. وحين طالب رئيس مجلس الشورى مؤسسات التعليم بأن تعلم الأبناء ألا يعطوا آذانهم لدعاة الفتنة.. فالفتنة دمار.. لعن الله من ايقظها.. فعمقوا ثقافة الوسطية والحب. وحين وجه الشريف وبالنيابة عن النواب رسائل شديدة اللهجة لأبطال الغدر فى غزة الذين اغتالوا بيد آثمة ورصاصة مقصودة النفس الذكية التى تحرس الوطن من إنسان عربى فلسطينى لعنه الله ولعن من ارتكب وخطط وأمر ووافق على تلك الجريمة ولعنة الله على الفاشل الذى علمه وعلى كل غبى غير فاهم عبأه الحقد والضغينة ضد مصر يد العون للفلسطينيين التى لم تبخل بالمال والنفس، قائلا بكل قوة: كان عليهم أن يعلموه أن لولا مصر لكانت القضية الفلسطينية نسياً منسياً. لا يمكن الفصل بين الجريمتين.. وكل منها يحتاج إلى رؤية حاسمة تضع حدودا صارمة لكل من تسول له نفسه شخصا أو مجموعة أو حركة أو دولة محاولة العبث مع مصر سيادة ومصالح وأمن قومى.. وكل من يظن - جماعة أو مجموعة أو شخص- أن بإمكانه إشعال نار فتنة بين أبناء الوطن الواحد. لقد قامت مصر بإجراءات على حدودها تضمن الأمن القومى المصرى بما يحمى العمق المصرى من الإرهاب والإرهابيين.. وأصدرت وزارة الخارجية قررات تحول دون هذا العبث الشيطانى تحت شعار قوافل المساعدات. وصحيح أن النائب العام قد اتهم المجرمين فى حادث نجع حمادى بتهمة الإرهاب بما يحقق القصاص العادل والناجز لمن قتل نفسا بغير حق وكأنه قتل الناس جميعا. إلا أننا نحتاج إلى اقتحام حقيقى يرفع عن المسلمين والمسيحيين حالة الاحتقان المستمرة والتى تنتظر شرارة واحدة حتى تنفجر عنفا والتى لا يمكن إنكارها أو الاستخفاف بأدواتها.. وهو اقتحام منتظر من كل حريص على هذا الوطن.. حكومة ومعارضة.. سياسيون ومثقفون وأدباء وفنانون.. شيوخ و رجال دين ووعاظ وقساوسة ورهبان. نحتاج و يحتاج الوطن.. إلى أن نجعلها آخر مرة.