إشراف: نبيل صديق الوضع الغذائى فى مصر أصبح فى حالة يرثى لها، ومعدلات الغش الغذائى بالأسواق فى تزايد مستمر، حيث بلغ عدد المخالفات الغذائية 500 ألف قضية سنويا وفقا لتقديرات رقمية، كما بلغ عدد المصانع المسجلة رسميا نحو 300 مصنع تنتج 20% فقط من الإنتاج الغذائى و80% تنتجها المصانع العشوائية، مما زاد من خطورة التعرض للعديد من الأمراض التى تنقلها تلك الأغذية. فعلى سبيل المثال يتم غش اللبن من خلال طرق طبيعية وأخرى كيماوية من خلال نزع أى مادة من مكونات اللبن، أو إضافة أى مادة غير مكونات اللبن الطبيعية، فالغش الطبيعى يقصد به تغيير إحدى خواص اللبن الطبيعية، ويتم عن طريق نزع كمية من الدهن بإضافة ماء إلى اللبن فضلاً عن إضافة لبن فرز. والطريقة الأخرى وهى الغش الكيماوى، وهو أقل خطرا ويتم كالتالى (بإضافة الماء أو بنزع القشدة أو بإضافة الماء ونزع القشدة أو بإضافة اللبن الفرز) حيث يتم فرز اللبن أى استخراج القشدة من اللبن ثم تتم إضافة زيت نباتى، ومن يمتلك جهاز التجنيس يتم تجنيس اللبن مع الزيت، ومن لا يمتلك هذا الجهاز يتم تقليب اللبن مع الزيت جيدا. ثم تتم إضافة لبن مجفف (والطامة الكبرى أيضا فى هذا اللبن المجفف لأنهم يستخدمون لبناً مجففاً مستورداً لتغذية العجول وليس للاستخدام الآدمى)، وتتم إضافة الماء وقد يتطلب الأمر إضافة مادة مثقلة لقوام اللبن سواء نزع دهن النشا أو أحد المثبتات أو جيلاتين وبهذا يكون قد تم تصنيع اللبن المقلد وإضافة ماء. وهناك طريقة أخرى لغش الألبان وهى الغش الكيماوى ويكون ذلك عن طريق استخدام النشا أو الجيلاتين أو الغراء (المستخدم فى تحضير البويات ولصق الأشياء) أو الدقيق لزيادة لزوجة الألبان. وكذلك استخدام الفورمالين أو البيروكسيد أو حامض السلسليك أو المضادات الحيوية بهدف إطالة مدة حفظه. وأخطر هذه المواد والتى تستخدم بكميات كبيرة هى الفورمالين. ونأتى للطامة الكبرى وهى غش اللحوم المصنعة، وهى من أكثر صور غش الأغذية، حيث نجد العديد من الباعة الجائلين والمحلات بالمناطق العشوائية يبيعون سندويتشات «السجق والكبدة» بأرخص الأسعار، والتى لا يعقل لأى ذهن بأن يصدق أنها لحوم بلدى أو حتى مستوردة، فما هى إلا عبارة عن «شغت» وهى بقايا اللحوم والدم والدهن والتى تضرب سويا لتصنع منها السندويتشات سواء سجق أو كبدة وخاصة الحواوشى. ولم تنج الجبن من محاولات غش بعض مصانع بير السلم وذلك من خلال إعادة تصنيع ما يسمى بشرش الجبنة، بالإضافة إلى بقايا دهون نباتية ثم يتم ضربها معا فيما يشبه الغسالة. ويقول د. أحمد غنيم أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة من الضرورى مواجهة تلك الظاهرة التى تضر بالاقتصاد المصرى، فهذه الأغذية إنتاج مصانع بير السلم وتؤثر على صحة المواطنين. وأضاف: صناعات بير السلم هى أحد أشكال الاقتصاد الخفى، وهى صناعات عشوائية تقدر بحوالى 70 مليار جنيه من إجمالى قطاع التجارة الداخلية الذى يقدر ب140 مليار جنيه كما تشير التقديرات. وتفتقد لأى ضوابط أو ضمانات للجودة الصحية أو البيئية، ويزيد من حدة المشكلة الثقافة الاستهلاكية للمصريين التى تميل إلى تفضيل المنتج الأرخص سعراً لأن الذين يقبلون على هذه المنتجات من سكان الأحياء الشعبية والريفيين.