لم يخف قطاع كبير من المصريين دهشتهم من ثبات سعر سندويتش الكبدة أو السجق أو الكفتة عند 1.5 جنيه لفترة طويلة، دون أن يجدوا دليلاً دامغاً على أن ما يأكلونه لحوم حمير جرى محو هويتها بفعل التوابل الزائدة عن المعتاد.وعندما بدأ الطلب الصيني يتزايد على استيراد الحمير المتاحة، توقف الكثير من التجار عن توريد الحمير إلى الحكومة.. ويؤكد الدكتور شعبان محمد درويش مدير عام الطب البيطرى بالجيزة سابقا، أن التكوين التشريحى للحمار يجعل تمييزه بالعين المجردة سهلا، من خلال ملاحظة حجم الدهون القليلة وعظمه الرفيع.. من المستحيل على أى جزار ضعيف النفس يتسم ببعض العقل، أن يعرض حماراً مذبوحاً داخل محله، على أنه لحم جاموسى أو بقرى، فالعين المجردة قادرة على تمييز الحمار من بين مئات الحيوانات المذبوحة، لكن يمكن استخدام لحوم الحمير فى اللحوم المصنعة مثل الكفتة والسجق والحواوشى، بحيث يجرى إخفاء رائحتها بالتوابل أثناء الطهى، ليخدع بها ضعاف النفوس عملاءهم بسهولة على أنها لحوم بلدية أو حتى مستوردة.. ويؤكد د. شعبان أن أكل لحوم الحمير قد يكون له أضرار كبيرة على صحة الإنسان، مثل نقل مرض السعار، إضافة إلى وجود دودة شريطية فى هذه اللحوم تمثل خطرا على صحة الإنسان.. يمكن التفرقة بين لحوم الحمير واللحوم البلدية خلال عملية الطهى، من خلال ملاحظة تكون كرات أشبه بالدهون حول المياه، وتطفو على السطح، وهو دلالة على أن هذه لحوم حمير. • جلود الحمير تدخل المادة الجيلاتينية فى جلود الحمير فى صناعة بعض المنشطات ومساحيق التجميل، ومؤخرا فى صناعة أدوية أمراض الدم والدورة الدموية، ليصبح دعم مربيهم فى الصين مطلباً صناعياً بينما ظل البحث لا ينقطع عن هذه الحيوانات فى أفريقيا وكانت مصر مصدراً رئيسياً لها.. تجار الحمير رفعوا سعر توريد الحمار الواحد إلى 3 آلاف جنيه لحديقة الحيوانات بعدما كان سعره 250 جنيها تقريباً، لاسيما أنه الوسيلة المناسبة لإطعام الحيوانات الشرسة مثل الأسود والنمور. من ناحية أخرى ارتفعت أسعار تذاكر السيرك، فالحمير وجبة رئيسية على مائدة الأسود، فبدأت الحكومة التشديد على ضرورة الالتزام بالقرار الوزارى رقم 692 لسنة 2012، الذى ينص على ضرورة تصدير جلود 8 آلاف حمار فقط، لتفعيل أدوات المراقبة وعدم تسرب لحومه إلى الأسواق. وتحاول الدولة تعقب جلود الحمير، فتطلب من المصدرين الكشف عن مصدر الحصول على جلد الحمار، كى تضمن السيطرة على الأسواق غير الشرعية التى قد تضر بالمواطنين، ولم يعد مستغربا ملاحقة أطنان من جلود الحمير ولحومها، فبدأ التجار يذبحونها فى الصحراء بعيدا عن الأعين. • مزاد حديقة الحيوان المصدر الرسمى الوحيد لجلود الحمير القابل للتصدير هو مزاد حديقة الحيوان، ويقتصر ذبح الحمير على مذبح حديقة حيوانات الجيزة، وهو مجرز غير قانونى وغير شرعى وغير مرخص... خاصة أن دار الإفتاء المصرية رفضت إنشاء مجازر تذبح فيها الحمير، ويتم تقديمها كطعام لأسود حدائق الحيوان الأربع بالجيزة والإسكندرية وبنى سويف، والفيوم، وأسود السيرك القومى. وتستهلك الحديقة والسيرك 10حمير يومياً، لمدة 5 أيام أسبوعيا أى نحو 50 حماراً كل أسبوع، وهذه الحمير يتم توريدها من خلال موردين تتعاقد معهم حدائق الحيوان والسيرك القومى لمدة عام، ويتعهد كل مورد بتسليم عدد محدد من الحمير يومياً، وأغلب هؤلاء الموردين من محافظات الصعيد. ويتم تمليح الجلود حتى لا تصاب بالعفن وتتآكل، وعندما يصل عددها إلى 1500 إلى 2000 قطعة، يتم تنظيم مزاد لبيعها. وفى آخر مزاد تم بيع جلد الحمار الواحد بسعر 2500 جنيه، فيما يتم تصديرها وبيعها فى دول شرق آسيا مقابل أسعار تتراوح بين 500 إلى 1000 دولار، أى 10 آلاف و20 ألف جنيه، حسب حالة الجلد وحجمه.. ويحصل الفائز بمزاد جلود الحديقة على ترخيص بتصديرها من هيئة الخدمات البيطرية لمدة 6 شهور وهى مزادات تم احتكارها من قبل شركات تصدير بعينها ابتدعت تصدير وتجميع الجلود للتصدير. وقال د. لطفى شاور، مدير التفتيش على المجازر واللحوم الأسبق: 70% من جلود الحمير يتم تهريبها للخارج، وما يتم ضبطه هى كميات قليلة. وأكد الدكتور إبراهيم محروس، رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، الحمير معرضة للانقراض فى مصر، نظرًا للأعداد التى يتم ذبحها بشكلٍ عشوائى، فضلًا عن الأعداد التى يتم تهريبها وحتى تصديرها، ولا توجد مزارع مرخصة للحمير فى مصر. • ضعف القوانين قال أحمد صالح المحامي: لا توجد مادة صريحة فى قانون العقوبات المصرى تعاقب على الاتجار فى لحوم الحمير، وهذه الجريمة تقع تحت طائلة جريمة الغش التجارى والشروع فى بيع سلع غير صالحة للاستهلاك الآدمى للمواطنين، وتصل عقوبتها وفقًا للقانون ما بين سنة ل 3 سنوات، وغرامة مالية تقديرية من قِبل القاضى حسب وقائع الدعوى، مطالبًا بتغليظ العقوبة من السجن 3 سنوات إلى 7 سنوات وتعديل القانون لتصبح جناية.•