عزيزى الدكتور محمد مرسى.. من واقع سياسى يؤكد أن غالبية الناس تغيرهم المناصب ومن صورة النشاط المفاجئ الذى أصاب حملة المباخر الذين انقلبوا من الهجوم عليك إلى مدحك وكأنهم اكتشفوا فجأة أنك كنت نجما وكنت الأفضل فى برلمان 2005، وراحوا يعددون مواهبك التى لم يكونوا يعرفون عنها من قبل، أجد واجبا على أن أكتب إليك طالبا ألا تقنن الفساد الذى يأمل كثيرون أن تتصدى له، خاصة أن بعض رموزه سارعوا صبيحة فوزك إلى حجز صفحات التهنئة فى الصحف ووجهوا فضائياتهم لينافقوك أملا فى أن تتغاضى عن ملفات فسادهم التى نجحوا فى الإفلات بها حتى الآن وغالبيتهم أسماء مشهورة تستطيع بأموالها أن تشترى أى شىء ونجحوا ضمن مخطط مدروس فى اختراق الإعلام والسيطرة عليه، ووضعوا كشوف بركة ضمت بعض رموزه ليضمنوا صمتهم وهو ما قد كان.
وبمناسبة الحديث عن الإعلام أتمنى ألا يسرقك الحديث الناعم له عقب فوزك فتتغاضى عن إصلاحه وإعادة هيكلته وإنهاء عصر القوائم السوداء والقوائم البيضاء فى التليفزيون الرسمى، وأن تصلح أوضاع الصحف القومية التى عانت كثيرا من الفساد وإهدار المال العام قبل الثورة وتحملت بعدها أوزار كل من أفسدوها وجعلوها خارج المنافسة والتطوير.
أطلب منك قبل أن تجلس على مقعدك ألا تتجاهل الصعيد الذى يرى أنك لم تعامله كما يجب أن يعامل فى حملتك وبرنامجك الانتخابى، وهو الذى تجاهل برلمانا تقوده أغلبية من حزبك الذى كنت تنتمى إليه رغم أن رجال الصعيد كانوا ولايزالون عمادا رئيسيا فى هذا الوطن واقتصاده. ولأن البطانة هى عنوان الحاكم أتمنى ألا تكون لك بطانة سيئة وألا يأخذ رجالك المقربون غرور نصر أراه بدا واضحا على تصرفات بعضهم لأن ذلك الأمر هو بداية النهاية لأى نظام حتى لو كان لم يبدأ بعد.
ولو قيل لك أن «الأمور تمام» اعلم أن من يقولها يكذب عليك من أولها، فالأمور ليست «تمام» أبدا، وأنت فى موقف صعب وهناك حالة توجس كبيرة من قطاعات مختلفة تجاهك رغم حلو الكلام، فالأقباط يريدون فعلا مطمئنا ومن انتخبوا شفيق وباقى المرشحين مارسوا حقهم الدستورى وأصبحت رئيسهم فتعامل معهم من هذا المنظور وحده لأنك رئيس مصر ولست رئيس جماعة أو فئة، والنوبيون وأهل سيناء ومطروح وحلايب وشلاتين ينتظرون تحركك.
والمواطن البسيط يريد أن يلمس وبشكل عاجل أن هناك فرقا كبيرا تحقق وأن الأمن عاد أفضل مما كان وأن ابنه المريض سيجد علاجه فى المستشفى العام وستختفى الأزمات المصنوعة من بنزين وغاز وخلافه، وستستقر الأوضاع، ولا تتوان فى ذلك لأن أحدا لن يصبر على بقاء الوضع كما هو عليه، وشهر رمضان أول اختباراتك.
وأخيرا أقولها لك لأن أحدا لن يقولها لك فالصحف على اختلاف انتماءاتها صدرت وكأنك الفاتح صلاح الدين وأصبح «الطبل والزمر» عنوانا وحيدا للحديث عنك خاصة فى وسائل الإعلام الرسمية التى تجاوزت البروتوكول المهنى فى الأخبار وقدمت مرشد الإخوان على شيخ الأزهر الشريف، وهو ما لا يليق بأى حال من الأحوال، فى محاولة لتملقك وأقولها لك «ولا تمش فى الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا»، ولا تستمتع لمن يمدحونك لأنهم يمدحون منصبك، وأدعو لك الله بأن يوفقك ما سرت فى صلاح الأمة وخدمة البسطاء.