ب 14 لوحة مرسومة بخامات الزيت والباستيل يعود الفنان التشكيلى د. ياسر شحاتة إلى وطنه بعد إقامة طويلة خارج مصر ليقدم لنا معرضا فنيا متميزا يهتم بقواعد وأصول التصوير ويعبر بشكل واقعى غير مباشر عن مصر الثورة وما بعدها من أحداث ووقائع ولخبطة.
المعرض الذى احتضنه أتيليه القاهرة فرضت الثورة المصرية أحداثها وعثراتها عليه برغم أن جزءا من المعرض صور مصر قبل الثورة، والفنان يؤكد أنه ليس فنانا تحريضيا ولا يهتم بعمل معارض عن مناسبات بعينها وإنما يهتم باللغة التشكيلية الواقعية التى يرى أن الفن المصرى يحتاج إلى ترسيخ تلك القواعد التشكيلية لأن المجتمع المصرى عطشان لهذه الأساسيات والأبجديات التى يعبر عنها على حساب الأشكال الفنية التى استوردناها واهتممنا بها على حساب التصوير الواقعى، ولهذا فإنه يحرص فى أكاديميته للفن والفكر بمعهد جوته على التركيز على هذه الأساسيات، وقد قصر هذا الأسلوب فى المعرض الذى جاءت لوحاته معبرة عن مصر الثورة التى عايشها منذ بدايتها ولعب الفنان على تيمة الجرائد التى يعتبرها مثيرا تشكيليا اراد من خلاله أن يبرز التناقضات واللخبطات التى تحدث فى الوطن الآن،
ومنها لوحة ( العصائر ) التى تجسد شخصا يسير فى طريق طويل على جانبيه جرائد تحتوى فى داخلها على شخصيات ارتبطت بالثورة مثل أحمد حرارة والشهيد مينا دانيال وغيرهما، ويحاول الفنان فى أكثر من عمل مناقشة القضايا التى ارتبطت بالثورة مثل مدنية مدنية، وصعود التيارات الدينية، الحرية، المتاهة التى نعيش فيها وبخاصة لوحة الفنان المنقبة والأخرى شبه العارية، والتى حظيت بتعليقات الجمهور من عينة عالم متناقض نعيش فيه، واتنين تائهين.
حوار الأبيض والأسود فى (رسم) عبدالمعطى
يهتم ( مصطفى عبد المعطى ) فى أعماله بالبحث وراء الأشكال الهندسية التى يبرز بها أعماله، وفى معرضه الجديد ( رسم ) بقاعة الزمالك للفن يقدم الفنان 40 لوحة فنية مرسومة بالرصاص على ورق
وتخلى فيها عن الألوان واكتفى باللونين الأبيض والأسود واستغلهما فى تحقيق الضوء والتركيب وبقية عناصر العمل، وتبرز فى الأعمال الأشكال الهندسية كالهرم والمثلث والدائرة وقد حمَّلها هذه المرة بأبعاد إنسانية، حيث حولتها بصيرته الفنية وعقله الباطن إلى أشكال عضوية وتشخيصية تمتلئ بالتوتر والقلق والبحث عن المجهول، وتظهر فيها ضعف الإنسان وقلقه مما نعيشه حاليا، وترك الفنان للمتلقى ترجمة العمل حسب إدراكه ومشاعره ووجدانه، وهو ليس مشغولا بالظروف السياسية والاجتماعية فى حد ذاتها بقدر اهتمامه بالعمق وغير المباشرة بهدف الخروج عن القوانين الاعتيادية ومهاجمة التعود والخمول وشد الناس إلى مرحلة أكثر رحابة وتحمل طاقات روحية تبحث عن اكتشاف ذاتها.