رغم ما يعانيه الوسط الفني التشكيلي عامة، من الألم والصمت بعد أحداث سرقة لوحة زهرة الخشخاش، وما يعانيه أتيليه القاهرة -بشكل خاص- من حالة ترقب لانتخابات مجلس إدارة جديد في شهر أكتوبر القادم، قام الفنانون التشكيليون من أعضاء الجمعية العمومية لأتيليه القاهرة، بدعوة مجموعة من الفنانين لتنشيط الحركة التشكيلية، إيمانا منهم بأن استمرار رسالة الفن، لابد أن تكتمل وتتخطي وتتحدي أي عراقيل. قام بافتتاح صالون الأتيليه الثامن والخمسين كل الفنانين التشكيليين والنحاتين المشاركين به، فيما يشبه التحدي لسرقة الفن، ومواجهته بإيجابية، وكان من الملاحظ شغف الجمهور بشكل غير معتاد أو متوقع في مثل هذه المعارض، بما يعكس رغبة الجمهور وشغفه لحضور معرض فني وسط هذا الألم. الأعمال المشاركة في الصالون هي سلسة من التجارب الفنية الجمالية، ولقاء بين الأجيال من خلال 170 فناناً وفنانة تصوير ونحت وجرافيك ورسم وخزف، باختلاف الاتجاهات والمذاهب التشكيلية والتقنيات والموضوعات. استطاعت لجنة إعداد الصالون توزيع الأعمال في القاعات الأربعة للأتيليه بطريقة أكدت فيها مدي التواصل الفكري والتشكيلي بين أجيال الفنانين علي مستوي التصوير والنحت، وبرغم من خصوصية كل عمل تصويري أو نحتي، ورغم اختلاف المذاهب والاتجاهات الفنية، تمكنت اللجنة من خلق الشعور بالتلاحم والتقارب والوحدة بين الأعمال التصويرية والنحتية. فمن منطلق أن الإنسان عنده هو محور الفن الصادق شارك الفنان عادل السيوي، بتجربة تصويرية جمالية تشكيلية وفلسفية، وطرح بحثي تشكيلي اختزل فيه قضية تواصل الإنسان مع ذاته، بما فيها من متناقضات وشجون وهموم، عبر بتجريدية غنية بالقيمة عن الإنسان في حالاته الانفعالية التراجيدية والدرامية. الفنان الدكتور عبد الرحيم شاهين الذي شارك بلوحة تصويرية حداثية الفكر في المعالجة الفنية، والتعبيرية في المبالغة في التعبير بطائر ألبومه كرمز للكثير من التساولات الإنسانية، حيث استخلص المعني الكامن في وجود نظرات عتاب للطائر. الفنانة التشكيلية عزة مصطفي شاركت بأعمالها التي تميزت بالتحريف والمبالغة لصالح المضمون، وجعلت المرأة مادة أساسية لتنقد الأوضاع الاجتماعية، كما شاركت الفنانة أسماء الدسوقي باللوحات جرافيك الأبيض والأسود في لقاء خطي متميز التقنية والفكرة والمضمون. الفنانة أسماء سعيد التي قدمت لوحة تصويرية واقعية بالألوان الباستيل للرجل يحمل علي عاتقة الزمن وصبر السنين والتاريخ بين ملامحة.