الأحزاب الناصرية في مهب الريح، تعصف بها الخلافات والانشقاقات للاستئثار بالمواقع القيادية، الأمر الذي يعكس حالة التخبط والضعف في التيار الناصري، ففي الحزب العربي الناصري تتجه أوضاع الحزب نحو التجميد مع تفاقم الخلاف القانوني بين سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب وجبهته الذي تولي رئاسة الحزب خلفًا لداود لحين إجراء الانتخابات، وجبهة أحمد حسن الأمين العام الذي يشكك في شرعية مؤتمر عاشور، ومن المنتظر انعقاد لجنة الانضباط الحزبي بالناصري اليوم للتحقيق مع عاشور. وقال د.محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية في الحزب: إن عاشور خالف المادة 24 من البند الخامس للائحة الحزب وستبدأ العقوبة الموجهة إليهم، أما بلفت النظر في حالة حضورهم التحقيق وإما الفصل في حالة تغيبهم عن تحقيقات اللجنة. يأتي ذلك في الوقت الذي اشتعلت فيه الخلافات داخل بقية الأحزاب الناصرية، إذ ينتظر المتنازعون في حزب الوفاق القومي اليوم قرارًا من محكمة القضاء الإداري بشأن الدعوي القضائية التي تقدم بها محمد رفعت الأمين العام للحزب عقب وفاة د.رفعت العجرودي في 25 من يناير الماضي ضد لجنة شئون الأحزاب للاعتداد بمؤتمره العام الذي عقده في 19 مارس الماضي حيث يطالب برئاسة الحزب. فيما تداخل مصطفي مدبولي أمين التنظيم مؤكدًا أحقيته برئاسة حزب الوفاق، خاصة أنه هو الآخر عقد مؤتمرًا عامًا في 21 من الشهر ذاته وتم انتخابه رئيسًا للحزب. وفي حزب مصر العربي الاشتراكي اشتعلت المواجهة بين وحيد الأقصري رئيس الحزب السابق وعادل القلا الأمين العام علي موقع رئيس الحزب، ففي حين حصل القلا علي حكم بعدم الاعتداد بالأقصري رئيسًا للحزب فإن الأخير أصدر قرارًا بفصل القلا من خلال مؤتمر عام مطعون علي شرعيته، ما جعل الحزب بلا ممثل قانوني حتي الآن وأدي وقف صرف اعتمادات الحزب المالية إلي فقر شديد يهدده بالطرد للعجز عن سداد إيجار المقر. بينما تجمد النزاع الداخلي في حزب مصر 2000 بين رئيس الحزب د.فوزي غزال وأمينه العام إبراهيم عبدالملك بعد أن أعلن عبدالملك الحرب علي رئيس الحزب الذي قال إنه يحتفظ بصلاحيات عنجهية لا تفيد في تنمية القاعدة الجماهيرية للحزب وحتي أصبح الحزب مجرد مكتب رئيس الحزب والعكس. وفي ذات الوقت فشل حزب الكرامة تحت التأسيس في الحصول علي رخصة حتي الآن من لجنة شئون الأحزاب، فيما فشل مرشحه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ومن جانبه علق د.حسام عيسي النائب السابق لرئيس الحزب الناصري علي ما يشهده الحزب حاليًا، واصفًا الوضع بأنه عبارة عن خناقات بين مجموعة الجنرالات في حزب ليس به جنود. وقال عيسي متهكمًا: من قال إن قيادات هذا الحزب يمثلون الناصرية؟ فهم لا يمثلون إلا أنفسهم فقط فلا يزيد عدد من يمثلونهم علي 300 عضو فقط. وهاجم النائب السابق للحزب القائمين علي الحزب والخلاف حاليًا قائلاً: هؤلاء هم يسيئون للناصرية ووجودهم يضعف التيار الناصري بانتهازيتهم لخدمة مصالحهم، مستطردًا: أي سلطة يسعون للحصول عليها في حزب بلا قواعد جماهيرية.