مع قرب الموعد المرتقب لتقرير مصير جنوب السودان كشف مسئول جنوبي مضطلع - فضل عدم ذكر اسمه - أن العمالة السودانية في حقول البترول تهربت من عملها خوفا من حدوث نزاعات بين الشمال والجنوب بحقول البترول في ظل ضعف إجراءات تأمينها. وأضافت أن نصف المهندسين العاملين في حقول البترول تركوا عملهم وهاجروا مواقعهم في حين أن النسبة أل وسط العمالة، وأشار إلي أن هذه الظاهرة تنتشر بوضوح في ولايات الوحدة التي تنتشر فيها أكبر حقول البترول. وفي هذا السياق التقي امس الأول نائب رئيس الجمهورية علي عثمان طه نائب رئيس الحركة الشعبية رياك مشار في منطقة فلوج بولاية أعالي النيل بالجنوب لبحث الشراكة في إجراءات تأمين حقول البترول والحفاظ علي مسار العمل بها . كما عقد وفد من الجيش السوداني جلسة مفاوضات مطولة أمس مع الجيش الشعبي في جوبا للتنسيق فيما بينهما في الإجراءات الامنية خلال المراحل اللاحقة للاستفتاء ولمنع اي تصعيد مثل المناوشات التي حدثت مؤخرا في ولاية بحر الغزال ، فضلا عن دراسة الاستراتيجية الأمنية فيما بينهما خلال مرحلة ما بعد الاستفتاء وفي نفس الاطار بدأت امس في جوبا مفاوضات أمنية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية برئاسة ماثيو أمبيكي رئيس لجنة حكماء أفريقيا تستمر لمدة يومين لترتيب الاجراءات الأمنية لعملية الاستفتاء وما يتبعها من نتائج وتداعيات . يأتي ذلك في الوقت الذي انتهت فيه أمس الاربعاء الفترة القانونية التي سبق وأن حددتها المفوضية العامة للاستفتاء لتسجيل الناخبين الذين لهم حق التصويت في الاستفتاء ، وقبل ساعات من انتهاء التسجيل جابت عناصر من الحركة الشعبية مساء امس الاول شوارع العاصمة الجنوبيةجوبا بمكبرات الصوت لحث المواطنين الذين لم يسجلوا باللحاق في اليوم الاخير وألا يتركوا الفرصة للمشاركة في الحصول علي استقلالهم ،علي حد وصفهم . وسبق هذا الاجراء مؤتمر صحفي لرئيس مفوضية الاستفتاء بالجنوب باتريس خميسة اعلنت فيه أن نسبة المسجلين في الجنوب حتي اليوم قبل الاخير وصل الي 2 مليون و680 ألف شخص ، في حين سجل في الشمال 93 ألفا و693 في الجنوب، وأكدت أن باب الطعون سينتهي يوم 17 من ديسمبر الجاري وان الاستفتاء سيجري في موعده المحدد 9 يناير المقبل . وفي الخرطوم عقد رئيس المفوضية العامة للاستفتاء محمد خليل ابراهيم مؤتمرا صحفيا امس أعلن فيه ان نسبة التسجيل للاستفتاء بلغت 40% فقط في الشمال بإجمالي 105 الآف و508 بينما وصلت في جنوب السودان قبل اغلاق باب التسجيل نسبة 60% بإجمالي أصوات نحو 3 ملايين، بينما وصلت النسبة خارج السودان من 40 الي 50% بإجمالي أصوات 52 ألفا و625 شخصا. وطالب الشريكين وجميع الاحزاب بترك التشاكس والتوافق علي ميثاق يهييء للمفوضية فرصة إجراء التصويت في أجواء غير متوترة . ووسط هذه الاجواء تستعد مدينة " واو" أحد أكبر المدن في الجنوب لاستضافة دوري المدارس الذي سيتم افتتاحه يوم الجمعة بمشاركة قيادات من شريكي الحكم، ورغم أنها المرة الاولي التي يعقد فيها دوري المدارس بالجنوب إلا أن كثيراً من الجنوبيين المطالبين بالانفصال يرون أن ذلك لايمثل تاأيرا في مواقفهم تجاه الاستفتاء.