في أطراف العاصمة السودانية الخرطوم , وتحديدا في منطقة الحاج يوسف بمحطة «شندي فوق».. عثرت "روزاليوسف" علي أحفاد الزعيم المصري "أحمد عرابي"، الذين حرموا من الجنسية المصرية، بعدما فر الأبن الأصغر للزعيم من القاهرة غضبا من بطش زوجة أبيه ليستقر بالسودان، وينفي أبناءه من بعده، لا يحملون جنسية بلدهم الأم، ويعيشون حياة صعبة بعدما فشلوا في الحصول علي إرثهم من تركة جدهم.. التقينا معهم وحملونا رسالة إلي المسئوليين يطلبون تمصير خانة الجنسية في هويتهم الشخصية، وانقاذ حياة آخر فروع شجرة العائلة محمد علي أحمد ابراهيم أحمد عرابي والملقب بأضخم رجل في السودان بعلاجه من ورم ولو علي نفقة كتاب التاريخ. من داخل منزلهم البسيط، التقينا ست أبوها علي أحمد إبراهيم أحمد عرابي حفيدة الزعيم المصري عرابي، وشقيقها محمد والملقب بأضخم رجل في السودان حيث يقدر وزنه 200 كيلو لنتعرف علي قصتهم التي تغلفها الغرابة وكأنها واحدة من حكايات كتاب ألف ليلة وليلة، فمثلما فرض بطش الاحتلال الانجليزي للبلاد علي الزعيم عرابي النفي في عام 1882 فرضت قسوة زوجة الأب النفي علي ابنه الأصغر فعاش منفيا بالسودان طوال حياته.. لينبت فرع جديد لشجرة عائلة الزعيم المصري تحمل الجنسية السودانية. والقصة كما ترويها «ست أبوها» بدأت بفرار جدها إبراهيم بك أحمد عرابي تاركا مصر كلها لزوجة أبيه بعدما ضاق به الحال من قسوتها وسوء معاملتها، ليركب قطارا لا يعرف وجهته وهو في مرحلة الثانوية، ويستقر به المطاف بمنطقة سنمار بالسودان، ثم يتزوج من سودانية، وينجب منها 4 أولاد، هم حسن وإبراهيم ومحمد وعلي وثلاث بنات هن نفيسة ورقية ومحاسن، لتتفرع شجرة عائلة زعيم الثورة العرابية وتمد جذورها إلي السودان الشقيق، إلي أن ينتهي الحال بآخر فروع الشجرة في منزل متواضع مكون من طابق واحد به غرفة نوم «مسقوفة» بينما باقي مساحة المنزل بدون سقف حيث يتم استغلالها كورشة لاصلاح ماكينات فرم الفلافل "الطعمية" والتي تصنع من الحمص بالسودان. وتتمني «ست أبوها» أن تمنحها الحكومة المصرية جنسيتها الأم، لينام جدها الزعيم عرابي مستريحا في قبره، وتقول إنه ليس من المعقول أن يمجد المصريون جدنا الزعيم بوضع تماثيله حاملا سيفه وهو علي حصانه ويبخلون علي أحفاده بالجنسية المصرية. أما شقيقها «محمد» وهو آخر عنقود الفرع السوداني لعائلة الزعيم عرابي فيعاني من تضخم في ساقه بسبب ورم حميد كان يجب استئصاله لولا ضيق الحال، كما يعاني حفيد الزعيم عرابي من زيادة في افرازات البنكرياس. ويعلق «محمد» بأنه طيلة عمره يفتخر بتمجيد كتب التاريخ المصري للثورة العرابية، لهذا يطلب من وطنه الأم الذي وقف ليدافع عن مصالحه جده الزعيم عرابي أمام الاحتلال، أن يرد المعروف للزعيم الراحل بعلاجه والدفاع عن حياته بعدما هاجمه المرض واحتل جسده، وشل حركته، مشيرا إلي أنه سمع الكثير عن نظام علاج المواطنين المصريين علي نفقة الدولة، وكذا علاج المشاهير، مما يشجعه علي أن يطلب من وطنه الحبيب أن يتبني علاجه الذي يتكلف 15 ألف دولار ليواصل حياته، مؤكدا أنه يعلم أن عدم تمتعه بالجنسية المصرية قد لا يساعده علي الحصول علي هذه الفرصة إلا أنه يستنجد بكتاب التاريخ المصري وهو الوثيقة الوحيدة التي تقر بجنسيته المصرية، ويطالب المسئولين المصريين بعلاجه اكراما لتاريخ جده الزعيم عرابي. ويروي أحفاد عرابي قصتهم مع تركة جدهم، قائلين إن عمة والدهم اشترت نصيب والدهم في تركة جدهم المتمثلة في عمارة بروض الفرج بالقاهرة، علي مساحة 427 مترا، وقالت إن نصيب كل اشقائها المتواجدين في السودان وصل إلي 500 جنيه مصري حيث كان الاجمالي الذي تم ارساله لهم 1500 جنيه مصري. وأكدوا إن هناك خلافا مع جدتهم في القاهرة رغم انهم زاروها في عام 2003 قبل وفاة والدهم. واشارت ست ابوهم إلي انها انفصلت عن زوجها منذ عام بسبب خدمتها لشقيقها محمد ، حيث اصرت علي السفر معه للاردن من اجل العلاج ، وعندما رفض زوجها قالت له "لا يمكن ان آتي باخ جديد ولكن يمكن ان يكون لي زوج آخر".. واشارت الي انها انفصلت ولديها اربع بنات اكبرهن في كلية الصيدلة بجامعة الرباطبالخرطوم.