كان ماكس فرش أساسا معماريا ناجحًا وفي البداية فهذه هي الصفة الوحيدة التي جمعتنا لأني كنت أدرس في البداية العمارة ولم أكملها فعدت إلي دراسة الهندسة المدنية رغم أنفي. ماكس فرش، الحائزة علي جائزة السلام، كان أكثر مني تصميما علي أن يتحرك في الاتجاه الذي كان لا يستطيع الحياة بدونه وهو أن يكون أديبًا وليس معماريا فقط، ولكنه أيضا كان عدة أشياء رغم أنفه فعلي سبيل المثال كان ماكس فرش سويسريا رغم أنفه.. وكان دقيق النظره مجتهد في عمله حرًا في قراره عنيدًا في رأيه شريفًا في اختياراته وصريحًا لحد قاتل في قوله. قالها دون أي رتوش لقد اغتنت سويسرا من دم المعذبين في العالم.. أموال مهربة من الولاياتالمتحدة يتم غسلها في سويسرا.. أموال حكام فاسدين من العالم الثالث مثل أموال الشعب الفلبيني التي هربها ماركوس وزوجته ولم تتمكن الحكومة الفيلبينية حتي الآن من استعادتها بسبب واهٍ وهو السرية البنكية وقوانينها في سويسرا. كثير من المؤامرات العالمية تحاك في سويسرا وكثير من المنظمات المشبوهة تعمل في سويسرا.. في القطاع الايطالي يسكن كثير من أعضاء المافيا الإيطالية وأبطال فضيحة بنك «أمبروزياني» الذي راح ضحيته رئيس البنك «البرتوكالفي» كان لها حلقات في سويسرا وكان الموضوع شائكًا لأنه يصل إلي باب «الفاتيكان» كان «ماكس فرش» لا يخاف من الحديث عن كل هذه الأشياء بالإضافة إلي مهاجمته الأديان وبالذات الدين المسيحي والشعب السويسري متدين بطريقته ومحافظ بطريقته ولذلك كان هناك عدد كبير ينزعج من تصريحات ماكس فرش الذي كانت كلمته مسموعة خصوصا بعد حصوله علي جائزة نوبل في الأدب. التاريخ السويسري وكذلك ربما الشخصية السويسرية بها كثير من المتناقضات سويسرا كانت دائما بلدًا محايدًا لا يدخل الحروب علي الرغم من ذلك فأكثر الجنود المرتزقة الذين يشتركون في الحروب كأيد أجيرة كانوا من سويسرا.. أغلب ضباط الفرقة الأجنبية في الجيش الفرنسي كانوا سويسريين وكذلك منذ أن أنشأ الفاتيكان كان حراس البابا جميعا من سويسرا ويسمون بالحرس السويسري للفاتيكان، ولكن أجرأ ما كتبه فرش كانت قصته «أندورا» التي هي مقاطعة صغيرة جدا في جبال البرانس بين أسبانيا وفرنسا ولكنه استخدمها ليرمز إلي سويسرا ويشير بأصبع الاتهام إلي الجرائم السويسرية ضد اليهود الذين هربوا من ألمانيا النازية إلي سويسرا فوجدوا نوعًا من الاستقبال نصفه سلب لأموالهم ونصفه الآخر نازية لا تقل كثيرا عن النازية التي هربوا منها. أنا شخصيا لي تجارب عديدة في سويسرا بعضها سيئ ولكن معظمها جيد وهناك قصة تدل علي الأخلاق الراقية وسوف أقصها غدا.