في أول انعقاد لمجلس الشوري في دورته البرلمانية الحادية والثلاثين، ووسط حضور مكثف من النواب، طالب صفوت الشريف رئيس المجلس الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية بتحمل مسئولياتها في تفعيل النصوص الدستورية، القوانين لحماية العملية الانتخابية لمجلس الشعب في دورته الجديدة. حماية العملية الإنتخابية ودعا الشريف الحكومة باسم رؤساء الأحزاب المصرية الذين فوضوه في اجتماعه معهم قبل انعقاد الجلسة، لضرورة التأكيد علي حماية العملية الانتخابية بما يحقق مناخاً صحياً ديمقراطياً تعلو فيه أصوات المرشحين، وحركتهم وحقهم في التعبير بوسائل الإعلام المملوكة للدولة، مع مطالبة غيرها بالالتزام حتي يمكن لهم التواصل مع مرشحيهم. وشدد الشريف علي ضرورة التصدي لكل مخالف للقانون في الدعاية سواء في الشكل أو المضمون، مع تفعيل كل الآليات التي تمنع أي تجاوز سواء في الصرف، أو ممارسة الرشاوي الانتخابية، أو البلطجة والعنف. التصدي للفساد والبلطجة وشدد النواب علي ضرورة تصدي الحكومة لأي فساد والمواجهة بكل حزم لأي محاولات لاستخدام المال والبلطجة والشعارات الدينية في العملية الانتخابية التي تستهدف الخروج عما هو متفق عليه دستوريا، وطلب د. محمد رجب زعيم الأغلبية من اللجنة العليا للانتخابات التصدي لهذه المحاولات. بينما دعا د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إلي منع الاتجار بالدين لأن الأمر يحتاج لمزيد من الحزم لكي تسود الشفافية والتكافؤ في الانتخابات منتقدا محاولات بعض القوي بما وصفه بمحاولات اطفاء شمس وحدتنا الوطنية، وقال إن الكنائس شموس تضيء وحدتنا الوطنية وسنحميها جميعا. الأقباط أبناء الوطن ورد الشريف قائلا: «الأقباط أبناء الوطن ومصريون حتي النخاع، وجميعنا يعلي قيم المواطنة» وطالب بتوحيد الجبهة الداخلية وتعزيز صلابتها ضد المرجعيين والمشككين ودفع القواعد الانتخابية إلي المشاركة في انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وقال الشريف إن أمن مصر خط أحمر، ولن نسمح بأن يستباح ولن نقبل يومًا بالتدخل في الشأن الداخلي تحت أي مسمي أو غرض معلنًا رفض محاولات التفرقة أو الاقتراب من وحدة أبناء الوطن، وطالب بإعلاء مصالح مصر، وقيم الحق والعدل والمساواة، وتكافؤ الفرص والمساندة في كشف الفساد والتصدي له وأن نصون قيم الدولة المدنية، وأن نشيع وعيا عامًا بالالتزام بالدستور والقانون، في ظل قناعتنا بحقنا في تحديد خياراتنا. وأشار إلي أن ما تشهده مصر خلال المرحلة الحالية من حراك سياسي واسع تجسده الحملات والدعايات الانتخابية، التي تشارك فيها الأحزاب السياسية إلي جانب المستقلين من مختلف التوجهات لاختيار نواب مجلس الشعب، في مناخ من الشفافية والنزاهة والالتزام بأحكام الدستور، إنما يمثل في واقع الأمر مرحلة نجني فيها ثمار التعديلات الدستورية والإصلاحات التشريعية الشاملة، التي اطلق عنانها وأرسي قواعدها رئيس الجمهورية. حقوق الأحزاب وأضاف: إن انتخابات مجلس الشعب 2010 هي الأولي التي تجري تحت مظلة تلك التعديلات، وعلي رأسها ما يتعلق باختصاصات اللجنة العليا للانتخابات، التي تتمتع بصلاحيات كاملة في إدارة العملية الانتخابية بدءًا من الإعلان عن إجراءات الانتخابات وانتهاء بإعلان النتيجة إلي جانب القواعد المنظمة للدعاية الانتخابية، وإعطاء حقوق متساوية للأحزاب في عرض برامجها الانتخابية من خلال وسائل الإعلام. وانتقد الشريف الظواهر المؤسفة التي شهدتها الفترة الماضية، والتي دفعت إليها تصريحات غير مسئولة وأقوال مرسلة من بعض المتعصبين دينيا، وتراشق طائفي متطرف في الطرح أبعد ما يكون عن تقاليد مصرية ترسخت، مؤكدًا رفض التدخل والتراشق فيما ورد بالكتب السماوية والذي يمثل خروجًا علي القيم الوطنية التي حصنت وحدة هذا الوطن. شكر وفدي وتقدم محمد سرحان، نائب حزب الوفد بالشكر لرئيس المجلس بمساهمته في رفع المعوقات التي كانت تفوق مشاركة الوفد في العملية الانتخابية، وأهمها شرط أوراق الجنسية، مشيرًا إلي تطلع الحزب لأن تكون الحكومة محايدة في الانتخابات بغض النظر عن نتائجها. وأضاف أحمد حسن أمين الحزب الناصري إنه ينضم إلي رئيس المجلس وزملائه في التأكيد علي أن شعب مصر ليس مجموعة قوي، وإنما هو ذو أصل ديني واحد رافضًا التهديدات الموجهة لأي فرد من الشعب سواء مسلماً أو مسيحياً، وكذا أي رقابة دولية للعملية الانتخابية، باعتبارها تدخلاً في شئوننا الداخلية. وأيده ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، مشددًا علي رفض استخدام البلطجة والشعارات الدينية، والرشاوي الانتخابية وقال إن الشعار يفرق بين المسلمين وبعضهم، ويبث روح عدم الانضباط في الشارع السياسي. رفض المقاطعة وطالب موسي مصطفي موسي، رئيس حزب الغد الأحزاب بعدم الاستماع لدعوات المقاطعة التي تطلقها قوي الظلام، التي تتصور أن لها وزناً في حياتنا السياسية.. فيما أكد د.شوقي السيد أن الرقابة الدولية تجعل المواطن يشعر بأنه ناقص الأهلية، وإن كانت هناك أخطاء يجب أن نصلحها بأنفسنا. وطلب رئيس المجلس صفوت الشريف من الأعضاء الوقوف دقيقة حداداً لنعي ثلاثة من أعضائه وهم السفير أحمد ماهر العضو المعين، ومحمد علي سالم أبو المجد عضو المجلس فئات عن دائرة الباجور بالمنوفية، وفاروق عبد الغني صقر نائب أبو المطامير بالبحيرة، وأعلن المجلس خلو مقاعدهم بعد تلاوة 3 رسائل من وزير الداخلية لاتخاذ اللازم وفقاً لأحكام المادة 94 من الدستور. شكر للرئيس وأخيراً بعث صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري برقية للرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة دور الانعقاد الجديد.. جاء نصها: يشرفني.. يا سيادة الرئيس.. بمناسبة بدء دور الانعقاد العادي الحادي والثلاثين لمجلس الشوري، أن أرفع لسيادتكم بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن زملائي أعضاء المجلس أسمي آيات الاعتزاز والاحترام. واليوم.. يا سيادة الرئيس.. ونحن نبدأ - بعون الله وتوفيقه - دورة برلمانية جديدة تتوازي مع مرحلة مهمة من مراحل العمل الوطني.. استقرت علي قاعدة صلبة من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.. كان لكم فضل المناداة بها، وكانت بمثابة الدرع الواقية لأمتنا في مواجهة تقلبات ومخاطر عديدة يشهدها عالمنا، كما كانت ظهيرًا لرؤية مستقبلية ثاقبة، جسدتها حكمتكم ووطنيتكم الصادقة.. نمضي بإذن الله لنستكمل مسيرة الإصلاح والبناء.. ونعمل خلف قيادتكم الوطنية الصادقة بكل الأمانة والشرف لكل ما فيه خير شعب مصر العظيم وتقدمه.