يرتبط قدوم فصلي الخريف والشتاء في دول العالم عادة بعالم مزادات التحف والأنتيكات؛ إذ ينشط أصحاب الصالات لاستقطاب روادها إثر انتهاء مواسم المصايف والاجازات. وفي مصر أيضاً توارث العاملون في المهنة التقليد في تكثيف المزادات خلال شهور الشتاء وذلك في زمن كانوا يتمتعون فيه برفاهية التنقل بين العواصم الأوروبية لالتقاط تحف ثمينة بأثمان بخسة وإعادة بيعها لعشاق الاقتناء. ولنجاح الموسم القادم في ظل غلاء الأسعار ومتطلبات المدارس، يتعين علي أبناء المهنة توسيع دائرة اهتمامهم وعدم الاستسلام لمنطق أن زبائنهم يندثرون برحيل هواة الاقتناء المخضرمين وسيطرة التحف الصينية علي السوق، فهي ليست حجة سليمة المنطق فالصين تسيطر علي كل العالم، وليبحثوا عن زبون جديد باهتمامات مختلفة. لما لاينظمون أسابيع ترويجية للعرسان، مثلاً، يركزون فيها علي طرح الهدايا والتحف التي تجتذب من يؤسس منزلا جديدا ويمكنهم الانتقال بين الصالات المختلفة خاصة المنتشرة في منطقة وسط البلد؟! هذه الفكرة تتيح تنوعاً فريداً ما بين أسابيع الأثاث وأخري للسجاد أو النجف.. وهكذا. من المزادات التي تلقي رواجاً بين الأوروبيين- بوجه خاص- ما اعتادت عليه كبري دور المزادات في لندن وجنيف وباريس من تنظيم مزاد ضخم لفن الديكور الأوروبي طوال 500 عام . وتحقق تلك المزادات، التي تقام أكثر من مرة في العام، أرقاماً قياسية وتعرض فيها طرز قطع الأثاث الأوروبية الشهيرة مثل لويس الخامس عشر «لوي كانز» وأدوات المائدة من طراز الملكة آن وجورج الثالث، فلما لا نقتبس الفكرة وتبادر إحدي الصالات الشهيرة بتنظيم مزاد لفن الديكور في البيت المصري أو العربي؟ من يتابع سوق المزادات في الخارج يوقن بأن الإبداع في الفكر التسويقي لا سقف له أو حدود، فقط يجب علي القائمين علي مهنة التحف والأنتيكات أن يدافعوا عنها من الانهيار والاندثار بجميع أسلحتهم.