يجزم كثير من خبراء المزادات أن في موسمي الخريف والشتاء يزدهر نشاط صالات التحف والأنتيكات حيث تزداد وتيرة اقامة مزاداتها.. ويبرهن علي ذلك زيادة الإعلان عنها في الصحف المختلفة، والأمر ليس لدينا فقط إنما في دور المزادات العالمية حيث تتري أنباء عن نتائج المزادات وأرقام مبيعاتها وتتسابق تلك الدور في أن تظهر أنباء عمليات البيع لديها والدعاية عنها في كل الصحف الكبري وترسل لها بصفة دورية بيانات صحفية. لكن الأمر في مصر يجبر علي تأمل أحوال تلك الصالات وعلاقاتها بالصحافة والجمهور العادي؛ فهي تجارة مغلقة بأسوار من صنع أصحابها وروادها علي السواء.. بدون مبرر أحياناً. كذلك يكتفي العاملون في المهنة -وهم يعدون علي الأصابع- في صلتهم بالعالم الخارجي بسطرين أو ثلاثة تبلغ العالم أن" هنا يقام مزاد" ويتشككون في الزملاء الذين يرغبون في تغطية أخبار مزاداتهم ومفارقاتها.. وأحوال تجارتهم لا لشيء سوي حق القارئ أياً كان موقعه واهتماماته في ان يعرف. وينعكس ذلك التوتر في رفض صريح لحضور المزاد متعللين ان رواده قد ينصرفون إذا لمحوا قلماً وورقة أو إذا لمع فلاش كاميرا، أو الخوف من الضرائب والحسد في احيان كثيرة. وليس بغافل عن أحد ان عالم التحف والأنتيكات من المهن التي تحمل في طياتها رقياً وثقافة رفيعة وترويج لحضارة الشعب المصري وكنوزها. فلماذا تقتصر المهمة علي فئة محدودة ولماذا التعتيم والانغلاق؟ ولماذا لا تتاح الفرصة لصالات وأشخاص آخرين ينضمون ويثرون المجال تنافساً وتعاوناً؟ آليات السوق في الخارج تنذر بأن أبراجنا العاجية في طريقها للتهاوي إثر دخول دول غيرنا -كانت بعيدة عن المجال- بقوة وببراعة فائقة في التعامل مع الإعلام ب"شياكة" ورقي ومن منطلق إخباري.