في ظل خلافات حول قضايا أساسية تنطلق الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين غداً في شرم الشيخ بحضور كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووفقا لما ذكرته تقارير إخبارية فإن نتانياهو يريد بدء المفاوضات بالترتيبات الأمنية والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية واستعداد الفلسطينيين لإعلان إنهاء الصراع عند توقيع اتفاقية للسلام في المقابل فإن عباس يريد البدء بتحديد حدود الدولة الفلسطينية وفي تأكيد علي جدية الدور الأمريكي في المفاوضات ستحضر وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يرافقها المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل المفاوضات غداً في شرم الشيخ وبعد غد في القدس. وتوقع روبرت دانين المساعد السابق لوزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط أن تكون المستوطنات «مسألة اساسية» في الجولة الثانية من المفاوضات. وقال دانين للوكالة الفرنسية «التحدي الأول هو التوصل إلي قرار ما حول انتهاء مدة تجميد الاستيطان لأنه من دون هذا الأمر سينتهي كل ما بدأناه». وأضاف دانين وهو من أعضاء مجلس العلاقات الخارجية إن «كلا من الاسرائيليين والفلسطينيين يضعون أنفسهم في مواقع صعبة ومتشددة» في موضوع الاستيطان. وأشار مسئولون اسرائيليون الي أنه لن يتم تمديد التجميد بينما حذر الفلسطينيون من أنهم سينسحبون من المفاوضات اذا استمرت أعمال البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة. وأكدت مصادر سياسية اسرائيلية استحالة تمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات بعد الموعد المحدد وهو أواخر الشهر الجاري. وذلك تعقيبا علي دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أكد فيها أنه من المنطقي استمرار سريان تجميد مشاريع البناء في المستوطنات مادامت استمرت المفاوضات المباشرة. ونقل راديو «صوت اسرائيل» أمس عن المصادر قولها إن أوباما يعلم أيضا أنه يستحيل مواصلة تطبيق قرار التجميد علي اعتبار أنها كانت بادرة حسن نية اسرائيلية أحادية. ورأت المصادر أنه يتعين علي الفلسطينيين إثباتا لجديتهم التخلي عن مطلبهم باستمرار تجميد الاستيطان وترك القضايا الجوهرية للعملية التفاوضية نفسها. وفسرت المصادر تصريحات أوباما علي أنها توحي بدعوته الفلسطينيين الي عدم الانسحاب من المفاوضات المباشرة حتي لو تأزم الخلاف حول المستوطنات. يأتي ذلك بينما ذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية أن موعد انتهاء مهلة تجميد اسرائيل وقف الاستيطان اليهودي في 26 سبتمبر الجاري لن يشكل عائقا أمام المفاوضات المباشرة. وأوضحت الصحيفة أمس نقلا عن مصادر دبلوماسية أن الادارة الأمريكية تلقت وعدا من نتانياهو بألا تعمد حكومته الي الاعلان عن تمديد العمل بقرار تجميد بناء المستوطنات ولا عن استئنافه. كما أكد مسئول فلسطيني أمس أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن سيادتهم في الحرم القدسي الشريف ضمن أي اتفاق مع اسرائيل. ونقلت الإذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن المسئول الذي لم تذكر اسمه أن الفلسطينيين سيوافقون علي حل وسط يقضي بأن تكون سيادتهم في الحرم القدسي ذات طابع ديني وغير سياسي لكنهم سيرفضون قطعا منح اسرائيل أي شكل من أشكال السيادة هناك. وأضاف إنه قد يتم اعتماد تدابير خاصة لضمان حرية وصول اليهود الراغبين في أداء صلواتهم في حائط المبكي. وفي الوقت نفسه استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الأول موفد اللجنة الرباعية الي الشرق الأوسط توني بلير وبحث معه عملية السلام في الشرق الأوسط، وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبدالله استقبل بلير في مدينة العقبة الساحلية حيث تم بحث الجهود المبذولة لضمان تحقيق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة تقدما ملموسا نحو حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي علي أساس حل الدولتين. وفي سياق متصل نفي مسئولون فلسطينيون أمس وجود صراع خفي بين صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ونبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بشأن رئاسة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال عريقات في تصريحات صحفية أمس إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلفه شخصيا برئاسة وفد المفاوضات المباشرة التي بدأت بقمة خماسية في واشنطن أوائل الشهر الجاري، وأكد أن شعث سيكون عضوا في الوفد الفلسطيني. ومن جانبه، نفي شعث وجود صراع من هذا القبيل قائلا: إن هذا عار من الصحة.. وليس هناك أي صراع من أي نوع.. بل هناك موقف واحد. وميدانياً اقتحمت قوة من شرطة الاحتلال الاسرائيلي الليلة قبل الماضية المصلي القبلي في المسجد الأقصي المبارك في القدسالمحتلة. وذكرت مصادر فلسطينية أمس أن عملية الاقتحام التي شارك فيها ضباط وأفراد من شرطة الاحتلال استهدفت إنزال العلم الفلسطيني المرفوع علي المصلي. وحلقت مروحية اسرائيلية فوق البلدة القديمة والمسجد الأقصي خلال عملية الاقتحام.