بعد ان تراجعت حدة الهجوم الإخواني ضد مسلسل «الجماعة» الذي عرضه التليفزيون خلال شهر رمضان ومؤلفه وحيد حامد لعدة أيام رأوا خلالها ان المسلسل انصف الجماعة وانه أفادها أكثر مما ضرها بتقديمه شخصية حسن البنا علي نحو جيد، عادت قيادات الجماعة للهجوم علي المسلسل مرة أخري، وظهرت المقالات الهجومية التي تصفه بأنه «محاولةٌ لطمس الحقائق وتضليل الرأي العام» مرة أخري بعد ان خفت بعض الشيء. ظلت عناصر الجماعة تثني علي العمل طوال تناوله للسنوات الأولي من حياة مؤسس الجماعة وخلال المراحل الأولي من تأسيس الإخوان كجماعة دينية، حتي إذا ما وصل إلي مرحلة خوضها للمعترك السياسي وانتهاجها اسلوب العنف والاغتيالات الذي كان سببا في حلها وحظر نشاطها، فاذا بهم يعاودون الهجوم علي العمل الذي فضح تاريخهم الدموي، فراح احمد سيف الاسلام نجل حسن البنا يقول إن الشخص الذي يتحدث عنه المسلسل ليس والدي. كتب النائب الاخواني محمد البلتاجي مقالا نشره موقع الجماعة الرسمي علي الانترنت حول المسلسل وصفه خلاله بالجريمة التي تسعي لنشر مزيدٍ من الغفلة والتخدير والإحباط والتضليل بين الناس، واخذ يقول ان المؤلف اعتمد بصفة رئيسية علي مذكرات مباحث أمن الدولة. ورغم اعترافه بان العرض العسكري لطلاب الجماعة المحظورة في جامعة الأزهر عام 2006 حمل رسالة سلبية للمجتمع المصري كله، وقوله ان الطلاب الذين مثلوا هذا المشهد أدركوا خطأهم واعترفوا به، إلا أن البلتاجي المسئول عن ملف طلبة الجامعة آنذاك مع رشاد البيومي، عاد ينتقد المسلسل ويقول انه حاول ربط الإخوان بالعنف في عقل المشاهد، وهذا العنف لم يكن من صنيعتهم. من جانبه أكد د.عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان تورط جماعة الإخوان في اغتيال كل من المستشار الخازندار ورئيس الوزراء الأسبق محمود فهمي النقراشي، وان كان تورطهم في اغتيال احمد ماهر لم يثبت بشكل قطعي، وقال من الثابت تاريخيا ان الجماعة اغتالت النقراشي بعد حل الجماعة واغلاق مقرها العام في الحلمية وجاء رد حكومة ابراهيم عبد الهادي باغتيال حسن البنا. وأضاف الدسوقي: إذا كانت الجماعة بدأت كدعوة دينية خالصة فان اشتراكها في العمل السياسي هو ما دفعها إلي انتهاج العنف لتحقيق اغراضها بالقوة وهو ما بينه مسلسل الجماعة دون انحياز أو خطأ من الناحية العلمية والتاريخية. وشدد صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة والقيادي اليساري البارز علي صحة وقائع العنف والاغتيالات التي وردت بالمسلسل وان التحقيقات في حينها أثبتتها، مشيرا إلي أن الشيخ الباقوري اورد في مذكراته وجود مخطط لدي الإخوان لاغتيال احمد ماهر رئيس الوزراء الاسبق، وانتقد عدم اعتراف الجماعة بارتكاب العنف والاعتذار عنه للمجتمع. ويتفق د.عبد المنعم الجميعي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الفيوم ان رغبة الإخوان في الوصول إلي السلطة دفعتهم لارتكاب جرائم لا يجوز لهم التنصل منها، مشددا علي ان أسلوبهم تاريخي اتسم بمحاولات إرهاب الخصوم أو تصفيتهم، وان تاريخهم ليس ناصعا كما يزعمون، وأعرب عن حسرته علي الشباب الذي يقع فريسة الانضمام لتلك الجماعة.