تصعد قوي الإخوان المتطرفة حملاتها المتوقعة مسبقا ضد مسلسل «الجماعة»، الذي يكشفهم علي حقيقتهم أمام العامة الذين خدع بعضهم في عناصرها المتاجرين بالدين. المسلسل صدم الإخوان وأصابهم بحالة «صرع» لا يستطيعون إخفائها هذه الأيام، وكان من المهم جداً أن يعرض هذا المسلسل قبل الانتخابات حتي يظهر الإخوان علي حقيقتهم أمام الناس ليقولوا كلمتهم. والمثير أن وحيد حامد أكد في تصريحات أنه التقي عصام العريان عضو مكتب الإرشاد في الجماعة وحصل منه علي بعض المعلومات التي تخص الجماعة، لكن الإخوان عندما فشلوا في جعل المؤلف يكتب عملا علي مقاسهم وبالمواصفات التي يحددونها، أخذوا في الهجوم عليه بشكل خال من الموضوعية التي تحلي بها هو لعلمه أنه يقترب بعمله هذا من "عش الدبابير"، ومن جانبها روزاليوسف ترصد ردود الفعل. قدمت عناصر جماعة الإخوان المحظورة من خلال هجومها المسبق علي مسلسل «الجماعة» -قبل عرضه بل وقبل كتابته- وكذلك هجومها علي شخص مؤلفه، افضل دليل علي صحة الانتقادات التي وجهها لها العمل من رفض للاخر واستغلال للدين لتحقيق أغراض سياسية، فالهجوم الإخواني جاء مع سبق الإصرار والترصد فلم يتمهل أحدهم ليري ما يطرحه العمل، كما لم يقدم أي منهم رؤية نقدية لتوضيح أوجه القصور فيه من وجهة نظرهم إن وجدت، وراحوا يشنون أشد هجمات الإرهاب الفكري ضد المؤلف وضد الممثلين المشاركين في العمل، وكأن الجماعة كيان مقدس لا يمكن لأحد الاقتراب منه. «روزاليوسف» من جانبها اهتمت باستيضاح ما إذا كان المؤلف تحامل علي الجماعة كما تقول، فحاورت أحمد رائف المعروف باسم مؤرخ الإخوان وسألته بشكل غير مباشر عن محاولات الجماعة التشويش علي العمل: هل تابعت المسلسل أم عملت بفتوي إخوانية تدعو لمقاطعته؟ - هذه فتاوي متشددة والاخوان أنفسهم لا ينفذونها، جميع محاولات التعتيم لا جدوي منها.. أنا حريص علي متابعة العمل يوميا وبدقة. وما رأيك في دقة المعلومات التاريخية الواردة فيه؟ حقيقة، حتي الآن العمل جيد جدا، الاخطاء التاريخية فيه تكاد تكون معدومة تقريبا فجميع ما يتعلق بنشأة حسن البنا ومراحل تأسيس الجماعة صحيح تماما ولا يمكن التشكيك فيه كما ان المؤلف استند إلي الكتب المعتمدة داخل الجماعة في جمع معلوماته ويبدو انه قرأ ما نشر في الصحف من متبعات لقضية مليشيا جامعة الأزهر جيدا حتي إنني لا أستطيع ايجاد ما آخذه عليه حتي الآن. بعيدا عن المعلومات ما رأيك في المسلسل من حيث جودته كعمل فني؟ - السيناريو محكم جدا وشخصياته مرسومة بدقة شديدة وأداء الممثلين أكثر من رائع، وأتصور أن مزيدا من الاهتمام بمكياج سامي مغاوري كان سيجعله أقرب من ملامح مهدي عاكف مرشد الجماعة. ولكنه لم يقل صراحة أن المقصود هو مهدي عاكف؟ - هو لم يقل هذا صراحة ولكنه واضح بشدة في العمل وهذا سر قوة العمل ومن المعروف للجميع أن مهدي عاكف هو مرشد الجماعة في الفترة من 2004 حتي 2010 وهي الفترة التي وقعت خلالها أحداث مليشيا جامعة الأزهر عام 2006 كما أن الشخصية المرسومة تقترب إلي حد كبير من شخصية مهدي عاكف والمؤلف يريد أن يوضح خلفيته العسكرية (كأحد أفراد التنظيم الخاص) التي لا تزال آثارها باقية في شخصيته. وماذا تقول إذن في الهجوم الذي يلقاه المسلسل ومؤلفه وحيد حامد منذ شرع في إعداد السيناريو؟ - الذين يهاجمون العمل واعتقد أنهم لم يطلعوا عليه «جهلة» وإذا كانوا يهاجمونه من الآن فماذا سيفعلون بعد 15 يوما عندما يتعرض لنقاط مظلمة بالنسبة لهم من تاريخ الجماعة؟!.. أختلف معهم تماما، كما أن ست أو سبع حلقات غير كافية للحكم علي العمل بشكل نهائي. تقصد ان العمل أنصف الإخوان؟ - لم يقل حتي الآن بشأنهم شيئا سيئا كل ما قاله إنهم جماعة محظورة قانونا وهذا واقع لا يمكن لأحد إنكاره. قيل إن الهدف منه هو تشويه الإخوان قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - العمل من وجهة نظري لم يضر بالجماعة حتي الآن بل استند إلي كتبها المعتمدة وبأمانة شديدة ووضع قائمة المراجع في تتر المسلسل. يقولون إن وحيد حامد معروف بمواقفه المعارضة للجماعة؟ - أري أن وحيد مثلما ذكر ما تعتبره الجماعة هجوما عليها، ذكر أيضا ما تعتبره الدولة هجوما ضدها، كما أن تاريخه وحرصه علي اسمه وسمعته يمنعانه من أن يقول معلومات غير تاريخية أو يتعامل بغير الموضوعية العلمية.