لرمضان غاية وفضائل كثيرة، فغاية الصوم التقوي وفضائله متعددة وكثيرة كلها تصب لتحقيق تلك الغاية، إذا التقوي من الفضائل والشمائل العظيمة التي تأخذ بالإنسان إلي طريق الرشاد «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ويصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً»، فهذه الآية تدعو المؤمنين إلي أن يتقوا الله، وتقوي الله مرتبطة بفريضة الصوم كما في قوله تعالي «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون» ولعل هنا تفيد الترجي أي رجاء أن تصلوا إلي قيمة التقوي فالتقوي قيمة عليا وفضيلة كبري يمكن أن نصل إليها في رمضان وهي ذات معانٍ إيجابية كثيرة أي أن يتخذ الإنسان أموره كلها علي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم فالعمل الجاد تقوي واتقان العمل تقوي وحب الدنيا والكدح فيها تقوي والسعي إلي رضا الله تقوي هذه بمعانيها الايجابية وليست فيها معان سلبية علي الاطلاق لأن التقوي تأخذ بالإنسان إلي العمل وقيمة الحياة وتنبني في الإنسان فلسفة يحب بها الدنيا فقد أمر الله سبحانه وتعالي بحب الدنيا لأنه من خلال حب الدنيا يكسب الإنسان قوتا ينال به الآخرة، لذلك فحب الدنيا والكدح والعمل فيها هو قمة فضيلة التقوي وينبغي علي المؤمنين أن يتقوا الله في رمضان فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها». الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر