أكد الدكتور عبدالسلام جمعة رئيس مركز البحوث الزراعية السابق - والملقب بأبوالقمح المصري احتياجاتنا لزراعة 4 ملايين فدان بالصحراء لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح. وأضاف في حواره ل«روزاليوسف» أن المشكلة التي تواجه زراعة القمح في مصر هي ضعف ميزانية الأبحاث التي تطبق عليه والتي لا تتجاوز المليون جنيه سنويا. ولفت إلي ضرورة لجوء مصر لاستيراد القمح من دول أخري بعد امتناع روسيا عن تصديره. كيف تري دور المراكز البحثية فيما يتعلق بزراعة القمح؟ - تعمل المراكز البحثية علي دراسة واستنباط اصناف ذات طاقة إنتاجية عالية وتتواءم مع ظروف الزراعة من حيث درجات الحرارة أو الرطوبة، وبالفعل فبفضل جهود مركز البحوث الزراعية فقد أصبح لدينا قرابة 15 صنفًا للزراعة ومازلنا في طريقنا لاستنباط أصناف جديدة وأدي هذا لزيادة العائد من زراعة القمح إلي 8 ملايين طن سنويا بعدما كانت لا تتعدي المليون ونصف في مرحلة الستينيات وهو العائد من اجمالي مساحة الأراضي التي تتم زراعتها «3 ملايين فدان». ما الأبحاث التي اجريت؟ وهل هناك مشكلة تواجه تطبيقها؟ - لقد أجريت مئات الأبحاث علي زراعة القمح في مصر بغرض تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة انتاجية المحصول ولدينا قرابة 6 آلاف باحث معنيين بأبحاث القمح، ولكن للأسف ضآلة ميزانية مركز البحوث الزراعية التي لا تتعدي 100 مليون جنيه، وبالطبع نصيب أبحاث القمح منها ضئيل للغاية لا يتعدي المليون جنيه، يؤدي لتعطل مسيرة البحث، ولكننا نسعي للتعاون مع جميع مراكز الأبحاث بالدول الأخري والتي لديها برامج وطنية. ما حجم استيرادنا من القمح؟ - نستورد قرابة نصف احتياجاتنا أي حوالي 8 ملايين طن سنويا سواء من روسيا أو أمريكا أو فرنسا أو ألمانيا أو البرازيل ولكننا نفضل الروسي لرخصه. ما المشاكل التي تواجه زراعة القمح في مصر؟ - أولا ضآلة المساحة وثانيا ضعف المياه لأن الفدان يستهلك نحو 3 آلاف متر معكب للأرض القديمة و1400م3 للأرض الجديدة «المستصلحة». هل لدينا استراتيجية بديلة؟ - بالفعل فمنذ عام قام فريق بحثي يضم 70 باحثًا من مختلف التخصصات وكان الهدف منها تحديدًا هو تحديث الزراعة المصرية وحل مشكلة تفتيت ملكية الأرض وتوفير المياه حتي نتمكن من استصلاح أراض جديدة، وتقوم تلك الاستراتيجية علي المطالبة بزيادة المساحة المزروعة بالقمح إلي 4 ملايين فدان بدلاً من ثلاثة فقط، وإنقاص المساحة المزروعة بالأرز إلي 1.350 مليون بدلا من 2.2 مليون فدان سنويا، وبالنسبة لمحصول الذرة، فقد طالبت الاستراتيجية بزيادة المساحة المزروعة إلي 3.5 مليون فدان بدلا من 1.60 مليون فدان سنويا، ومن ثم فأننا سنتحول من نظام الري بالغمر إلي الري السطحي المرشد سواء بأراضي الدلتا «5 ملايين فدان» أو بالأراضي الجديدة «2 مليون فدان». وهل تمت الموافقة علي تلك الاستراتيجية؟ - بالفعل، وتتم مناقشتها بلجان علمية علي مستوي الجمهورية. وهل نفذت؟ - تسري تلك الاستراتيجية في الفترة الزمنية «من 2010 إلي 2030»، وسوف يبدأ في تنفيذها العام المقبل. كيف تحقق الاكتفاء الذاتي من «الحبوب» بوجه عام؟ - نحن بحاجة لزراعة 4 ملايين فدان من محصول القمح ومليون و350 ألفًا من محصول الأرز، و3.5 مليون فدان من محصول الذرة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولدينا الكوادر القادرة علي ذلك. هل المشكلة القائمة حاليا في امتناع روسيا تصدير القمح ستؤثر في الأمن الغذائي بمصر؟ - لن تؤثر مطلقا فلدينا دول عديدة للاستيراد منها ولكن هذا سيكلفني قرابة 4 مليارات جنيه كمبالغ اضافية. خاصة أن سعر الأردب المستورد يقارب 350 جنيهًا، أما المحلي فلا يتعدي 270 جنيهًا. كيف تري مستقبل زراعة القمح في مصر؟ - الدولة من حيث انتاجية الفدان تتعدي المعدل العالمي، حيث ننتج 2.8 طن للفدان سنويا، بينما المعدل العالمي 1.4 طن للفدان سنويا. لهذا فنحن لا ينقصنا فقط سوي السعي لتوفير لمياه والزراعة بالصحراء.