ْأعلن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أمين أباظة انه سيتم زراعة نحو 600 ألف فدان فقط هذا العام بتقاوي القمح المحسنة العالية الانتاجية من 7.2 مليون فدان سيتم زراعتها بهذا المحصول الاستراتيجي في الاراضي القديمة بالوادي والدلتا.. وقال إن هناك اقبالا كبيرا من المزارعين علي التوسع أفقيا في مساحة القمح المزروعة بهدف تحقيق أعلي عائد من المحصول، خاصة بعد الاعلان عن ان أسعار تسلُّم القمح لهذا العام من المزارعين لن تقل عن 300 جنيه للأردب. الخبراء والمستثمرون الزراعيون من جانبهم انتقدوا بشدة عدم تغطية التقاوي المحسنة للمساحة المزروعة بالقمح بالكامل في الموسم الحالي.. وأكدوا وجود عجز كبير في التقاوي المحسنة ووجود صعوبة كبيرة في الحصول عليها من الجمعيات الزراعية، وأشاروا إلي ان نقص الاعتمادات المالية هو الذي يحول دون انتاج تقاوي تغطي كامل المساحة المزروعة بالقمح ولفتوا الانتباه إلي ان قطاعا كبيرا من صغار المزارعين توفر تقاوي القمح من حصاد العام الماضي مما يؤثر علي مستوي الانتاج. ومن جهته، أشار د. حمدي الصوالحي الأمين العام للجمعية المصرية للاقتصاد الزراعي إلي ان التقاوي الجيدة العالية الانتاجية لا تغطي فقط إلا حوالي 20 أو 25% من المساحة التي أعلن عنها والتي تتجاوز ال 7.2 مليون فدان من الأراضي القديمة بالوادي والدلتا. ولفت إلي غياب الإرادة السياسية والتخطيط الجيد والقصور في مركز البحوث الزراعية ومراكز انتاج التقاوي التابعة لوزارة الزراعة كل ذلك حال دون تغطية كامل المساحة بأصناف من القمح عالية الانتاجية، وبالتالي لن نستطيع في ظل هذه الاوضاع تحقيق حد آمن من الاكتفاء الذاتي من القمح. أزمة التقاوي قال د. الصوالحي: لم يكن من المناسب علي الاطلاق ان تحدث أزمة التقاوي في هذا التوقيت الحرج بالنسبة للمزارعين الذين أقبلوا علي زراعة مساحات كبيرة من القمح بعد الاعلان عن أن أسعار تسلُّم القمح لهذا العام من المزارعين لا تقل عن 300 جنيه للأردب، وشدد علي أهمية توفير التقاوي المحسنة العالية الانتاجية كي يتمكن المستثمرون الزراعيون والمزارعون الصغار من زراعة أراضيهم بهذه النوعية الجيدة من التقاوي، ودعا إلي توفير الاعتمادات المالية اللازمة لمركز البحوث الزراعية الذي خفضت ميزانيته إلي 42 مليون جنيه فقط بعد ان كانت 100 مليون جنيه، مشيرا إلي ان تراجع الاعتمادات المالية لن يمكن مركز البحوث والمؤسسات المسئولة عن انتاج التقاوي بوزارة الزراعة - من انتاج كميات كافية تغطي كل المساحة المزروعة بالقمح علي مستوي الجمهورية، وقد أكد هذا التوجه أيضا "أبوالقمح" د. عبدالسلام جمعة رئيس مركز البحوث الزراعية الاسبق، مشيرا إلي ان المشكلة الكبري التي تواجه التوسع في زراعة القمح هي ان التقاوي الجيدة غير متوافرة بالشكل المطلوب وان أسعار التقاوي إن وجدت مرتفعة وتجعل صغار المزارعين يعزفون عن شرائها ويفضلون عليها التقاوي التي تم تخزينها من العام الماضي. وشدد د. جمعة علي ضرورة ان تحرص الدولة علي زراعة 50% علي الاقل من المساحة المقررة كل عام بالتقاوي العالية الانتاجية، كي نتمكن في فترة قصيرة من تحقيق حد آمن من الاكتفاء الذاتي من الغذاء. تقاوي العام الماضي أكد متولي عبدالعليم أحد المستثمرين الزراعيين بمحافظة المنوفية ان معظم المزارعين بالمحافظة اضطروا بسبب عدم وجود التقاوي المحسنة التي توفرها الجمعيات الزراعية إلي استخدام تقاوي القمح التي قام المزارعون بتخزينها من زراعات العام الماضي رغم انها غير مأمونة وانتاجيتها ضعيفة للغاية.