كشفت 92 ألف وثيقة سرية عن تفاصيل ست سنوات من الحرب في أفغانستان تم تسريبها أمس عن تفاصيل مخزية عن حالات لم يبلغ عنها من عمليات قتل للمدنيين الأفغان ووجود قوة خاصة لمطاردة قادة طالبان لقتلهم أو أسرهم دون محاكمة وقيام باكستان بإذكاء التمرد هناك. قام موقع "ويكيليكس" المتخصص في نشر المعلومات والتقارير السرية بتسريب أسرار ملفات الجيش الأمريكي عن الحرب في أفغانستان إلي وسائل الإعلام وقامت بنشرها صحيفتا "نيويورك تايمز" الأمريكية و"الجارديان" البريطانية ومجلة "دير شبيجل" الأسبوعية الألمانية.. ولم يتم التعرف علي الجهة التي سربت المعلومات. وجاء علي الموقع إن الوثائق التي أسماها بيوميات الحرب الأفغانية كتبها جنود وضباط استخبارات وهي تصف في الأساس الأعمال العسكرية المميتة التي يشارك فيها الجيش الأمريكي. وقال: إن التقارير لا تغطي العمليات بالغة السرية أو العمليات التي تقوم بها القوات الأوروبية والقوات الدولية الأخري. وذكرت "نيويورك تايمز" أن الوثائق تغطي فترة إدارتين أمريكيتين وتوضح بشكل مفصل لماذا أصبحت طالبان أكثر قوة من أي وقت مضي منذ عام 2001 بعد قيام الولاياتالمتحدة بإنفاق ما يقرب من 300 مليار دولار علي الحرب في أفغانستان. وقالت الصحيفة الامريكية: إن المعلومات عبارة عن يوميات لقوة أمريكية تفتقد غالبا للموارد والاهتمام وهي تحارب التمرد الذي ينمو بشكل أكبر و تحسن التنسيق له و يزداد ضرباته المميتة كل عام. واعترفت الصحيفة بأن الوثائق سجل غير كامل عن الحرب.. كما أنها لا تغطي أحداثاً في عام 2010 مع بدء زيادة القوات في أفغانستان ووجود استراتيجية جديدة لمكافحة التمرد. ولكنها ذكرت أن الوثائق تعطي "صورة محبطة" للشرطة والجنود الأفغان الذين ينفق عليهم البنتاجون مليارات الدولارات من أجل التدريب. وأشارت الصحيفة الي ان التقارير تسرد روايات عن وحشية الشرطة الافغانية وفساد علي نطاق صغير وكبير وابتزاز وخطف. كما يهرب بعض ضباط الشرطة إلي حركة طالبان. ويتهم آخرون بالتعاون مع المتمردين ومهربي الأسلحة وعصابات الطرق. وقالت الصحيفة: إن باكستان حليف الولاياتالمتحدة والتي تتلقي أكثر من مليار دولار سنويا من واشنطن تسمح لجهاز مخابراتها بالتعاون مع طالبان ومقابلتهم سرا لتنظيم شبكات الجماعات المسلحة التي تحارب الجنود الأمريكيين في أفغانستان. ووصفت "نيويورك تايمز" كيفية التستر علي عمليات قتل المدنيين الأفغان وأن الكثير من الحالات لا يعلن عنها في حينها. وركزت "الجارديان" علي وحدات القوات الخاصة "الكوماندوز" مثل قوة المهام 373 وهي مجموعة مميزة من عناصر الجيش والبحرية والتي تتعقب قادة طالبان من أجل "قتلهم أو اعتقالهم" دون محاكمة. وقالت: إن الولاياتالمتحدة تخفي أدلة عن حصول طالبان علي صواريخ أرض جو وتحدثت عن تصعيد طالبان لعمليات التفجيرات علي الطرق التي أدت لمقتل أكثر من ألفي مدني حتي الآن. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية امس أن الوثائق تكشف بشكل عام عن تفاصيل مؤلمة تتعلق بالمعاناة التي يلاقيها الجنود الأمريكيون في حربهم مع مقاتلي طالبان الذين تزداد قوتهم بشكل مطرد. ومن جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز: إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة عملية كشف عن معلومات سرية تتعلق بالحرب في أفغانستان معتبرا أن هذا الفعل يمكن أن يعرض حياة أشخاص للخطر ويهدد الأمن القومي. كما نفي حسين حقاني السفير الباكستاني في واشنطن دعم مخابرات بلاده لطالبان. وجاءت تلك التسريبات في حين توقع رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة الادميرال مايك مولن مقتل المزيد من جنود حلف شمال الاطلسي (الناتو) في أفغانستان، مع تصاعد العنف خلال الصيف.. وأضاف خلال زيارته لكابول: أنه بالرغم من تزايد الخسائر البشرية فإن تقدما "بطيئا لكن مطردا" يتحقق، وأن استراتيجية واشنطن الخاصة بفت عضد التمرد ما زال تحقيقها ممكنا بحلول نهاية العام مؤكدا أن الشهور المقبلة ستكون حاسمة. شاهد كاريكاتير الأخيرة