وضعت جماعة الإخوان «المحظورة» خطة للسطو علي الائتلاف الرباعي للمعارضة حال موافقة الأحزاب علي توسيعه ليضم الحركات وجميع القوي السياسية، وبدأت تحركات مكثفة فور إعلان رئيس الوفد السيد البدوي عزمه توسيع الائتلاف ليضم جميع الأحزاب والحركات الاحتجاجية باستثناء الإخوان وهو ما اعتبرته الجماعة المحظورة خطرًا داهمًا يهدد مستقبلها السياسي كون ذلك يمثل عزلاً سياسيا لها. وعلمت «روزاليوسف» أن خطة الإخوان تعتمد علي استقطاب جبهات مؤيدة لانضمامها للائتلاف داخل الأحزاب، خاصة أن تصريحات البدوي رهنت قبول عضوية الإخوان بقرارات مؤسسات الأحزاب، وبدأت التحركات باتصالات انتهت بالفشل مع الحزب الناصري وذلك بعد أن تجاهل أحمد الجمال نائب رئيس الحزب اتصالاتهم، الأمر الذي جعلهم يتصلون بأحمد حسن الأمين العام الذي لم يعلن موقفه الرافض لأي تنسيق أو تعاون بشكل قاطع. وقال حسن في تصريحات ل«روزاليوسف»: لم نتخذ أي قرارات للتنسيق مع الإخوان بشأن البحث عن ضمانات لنزاهة الانتخابات، مستطردًا: هذا الدور منوط بالأحزاب القيام به والائتلاف لن يوافق علي ضم الحركات أو الإخوان. وتحايلت المحظورة علي قرار التجمع بعدم التنسيق معهم من خلال الاتصال بحسين عبدالرازق عضو المجلس الرئاسي الذي عرض علي الحزب التنسيق معهم، ولكن اصطدم برفض الأمانة المركزية غير أنهم يراهنون علي عبدالرازق وأنيس البياع عضوي الأمانة المركزية لمواجهة التيار الرافض للإخوان. وفي الوفد ظهر اتجاهان متبانيان أحدهما يرجح المشاركة تحت مسمي الحوار وعدم الانعزال عن باقي القوي السياسية، والآخر يرفض المشاركة بشكل نهائي، وتركوا حسم الأمر للحظات الأخيرة لاستطلاع رأي أكبر عدد ممكن، وأكد الاتجاه الذي دعا للمشاركة أنه ضد أي تحالف انتخابي. أما حزب الجبهة الديمقراطية فكان الحزب الوحيد الذي أعلن مشاركته بشكل مباشر علي خلفية شراكته الحركة الوطنية للتغيير التي تضم الإخوان، غير أن به تيارًا بدأ يتنامي معارضًا للغزالي تتزعمه مارجريت عازر الأمين العام للحزب. وفي ذات السياق كشفت الانقسامات الداخلية لأحزاب المعارضة الرئيسية حول فكرة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة عن ان التنسيق بين المعارضة سيكون مقتصراً علي الجبهات المؤيدة للمشاركة داخل هذه الاحزاب فحزب الجبهة الديمقراطية انشطر لفريقين، الاول يرفض خوض المعركة بقيادة د.أسامة الغزالي حرب رئيس الحزب، والثاني يعلن رغبته في المشاركة وتتبناه مارجريت عازر الامين العام للحزب التي زارت د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد أمس الأول للحوار حول ضرورة تفعيل الائتلاف الرباعي وتوسعته. وقالت عازر ل «روزاليوسف»: لابد من المطالبة بضمانات لنزاهة الانتخابات ولن أترك الجبهة لأنني أسعي لأن يواصل الحزب مسيرته ليثري الحياة السياسية. وينقسم الناصري لجبهتين علي خلفية أزمات داخلية إحداها تدعو للمقاطعة برئاسة سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب والثانية للمشاركة بقيادة احمد حسن الامين العام، وقال سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب: من الطبيعي أن يحدث تنسيق فقط بين الأطراف المتفقة علي فكرة المشاركة داخل هذه الاحزاب بعيدًا عن المعترضين، وأضاف: «الخلاف أمر طبيعي ولكن الأمانة العامة أقرت المشاركة.. ومن الطبيعي أن تتهم القيادات المقا طعة العناصر المشاركة بعقد صفقات وهذا يتكرر من حين لآخر». وأشار منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد إلي أن التنسيق بين الجبهات الموافقة علي المشاركة في الانتخابات داخل الأحزاب أمر إيجابي، مضيفا لكن الأمر سيؤثر علي الأحزاب المنقسمة ذاتها حيث ستقل عملية دعم مرشحيهم معنويا من جانب أحزابهم التي توصف بالضعيفة. وقال حسين عبدالرازق عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع: إن الأحزاب التي شهدت أزمات بسبب الخلافات حول المشاركة في الانتخابات البرلمانية تعاني صراعًا حادًا بين أقطابها، مستطردًا: هذا يؤدي لضعف الحزب المشارك في الانتخابات وتفككه، مما قد يضعف أي ائتلاف أو جبهة جديدة.