في المقال السابق حددت أنه لا يندرج في إطار الحياة الخاصة بعض المعلومات المتعلقة بالمشاهير، وأنه من الصعب رسم حدود بين الحياة الخاصة والحياة العامة لهم ونستكمل اليوم حدود الحق في الحق الخاصة. كان الحق في الصورة والحق في الحياة الخاصة كحقوق خارجة عن نطاق التجارة، باعتبارها حقوقًا شخصية وتعتبر حقوقًا غير مالية، أما اليوم فهما موضوع استغلال تجاري بلا حدود، فبات استغلال صور شخصيات العالم الاجتماعي والسياسي والرياضي والثقافي وحياتها الخاصة موضوع برامج حية تسمي ب " رياليتي شو Reality show " وتعتبر المنتجات الناجمة عن هذا الاستغلال "منتجات ثقافية وإعلامية" ولابد أن نقر اليوم بأنه إذا كان معظم الناس يهتم بحماية حياته الخاصة فإن هناك البعض لا يتواني عن إشراك الناس في تفاصيل حياته مقابل ثروات طائلة. الأنواع المختلفة لاستغلال الحقوق الشخصية برامج أخبار المشاهير: كانت هذه البرامج تقتصر علي الصحافة المكتوبة، ثم بدأت تنتشر في المجال السمعي والبصري وأصبحت هذه البرامج لا تتردد في كشف النقاب عن سعادة المشاهير أو تعاستهم في حياتهم الخاصة، ولا يتردد عدد كبير من المشاهير في نقل حياتهم الخاصة أو صورهم مقابل المال لصالح مجلات مخصصة للمشاهير، ولعل أغلي الصور أجراً هي تلك الخاصة بدوقة "يورك" / "سارة فرغسون" Sarah Ferguson أما القبلة المتبادلة بين " ليدي دي" Lady Di و"دودي الفايد" Dodi El Fayed فقد حصدت أكثر من 10 ملايين فرنك. 2- الترويج الإعلاني بغرض الاستغلال الإعلامي والتجاري: قد يوقع كثير من المشاهير اتفاقات إعلانية لاستغلال صورهم بشكل ملصقات أو للترويج لسلعة معينة سواء كانوا فنانين أو رياضيين، ولعل قيام شركتي "كوكاكولا " و " بيبسي كولا" لأسماء المشاهير من المغنيات ولاعبي الكرة للترويج لهاتين السلعتين، وكذلك الصراع الدائر بين شركات المحمول لاستغلال اسم وصور الإعلاميين للترويج لمنتجاتهم هو إشارة إلي أن هذا السوق يدر علي المشاهير من الفنانين ولاعبي الكرة ملايين الدولارات. 3- الترويج لأعمال نجوم الاستعراض: احتل الفنانون الذين يتسلقون سلم النجومية سواء في الغناء أو السينما مكانة مرموقة في عالم الاستعراض، وبدأو يتسابقون علي صناعة "الفيديو كليب" وأصبح بذلك النجم من وجهة نظر اقتصادية أكثر أهمية من العمل الإبداعي الذي يؤديه، حيث أصبح يتزاحم عليهم المشاهدون والمستمعون أكثر من إقبالهم علي الاهتمام بمضمون العمل الذي يقدمه ذلك النجم أو تلك النجمة. وقد اتسع نطاق النجومية ليشمل عارضي الأزياء وكثيرًا من الشخصيات الإعلامية البارزة بل والشخصيات السياسية، حيث تسعي إليهم الشركات التجارية للحصول منهم علي صور وتسجيلات حول حياتهم " كالترويج لسلع الرشاقة البدنية أو بعض المنتجات التجارية الأخري" . كيف تدافع عن نفسك في قضايا المشاهير 1- أنه ليس من المقبول أن يكشف نجم معين للعلن جزءا من حياته الخاصة لأغراض تجارية ويخفي طوعاً في الوقت ذاته الجزء الأقل مدعاة للاعتزاز. 2- أنه من باب أولي بالنجم بما أنه قام ولأغراض تجارية بالكشف علنا عن عناصر مستمدة من حياته الخاصة أن يقبل بالتالي النقد الموجه لها من الصحفيين ويقبل تحولها إلي مادة للسجال. 3- أنه ليس للنجم الذي دعا الصحفيين لحضور حفل زفافه مستفيداً تجارياً من هذا الحدث، أن يمنع بعد ذلك الصحافة من الاهتمام بمسائل طلاقه. 4- أنه ليس من المعقول الاكتفاء بالمعلومات أو الصور الرسمية التي حصلت عليها الصحافة طوعاًَ من النجوم لأنها تؤبد شهرتهم ضمن حدود رسموا معالمها بأنفسهم وفق مصالحهم وطموحهم دون أن يكون لها التحقق من هذه المعلومات وتصحيحها ونقضها بمعلومات وصور أخري غير رسمية، وأقل ملائمة لما يود النجوم نشره ولكن أكثر دقة. 5- أنه ليس من المعقول أن يضع أحدي النجوم سيرته الذاتية من منظاره الخاص وأن يحول بين الإعلام وبين أن يحصل الناس علي وجهة نظر أكثر موضوعية أو أكثر انتقاضاً بشأن حياة هذه الشخصية نفسها مادام قد كشف هو عن الحياة الخاصة علناً وبإرادته، وبالتالي فإن من حق الصحافة أن تناقش هذه المعلومات أيضاً تتناول مدي انعكاس هذه الحياة الخاصة علي أعمالهم العامة. 6- أن استغلال شخص حياته الخاصة كأي سلعة، فإنه يصبح للقارئ والذي هو المستهلك الحق كما هو الحال مع أي سلعة في الحصول علي إعلام كامل وصادق.