أبو الغيط: زيارة مبارك للجزائر كانت "رسمية" وأعادت العلاقات للطريق الصحيح التقي الرئيس حسني مبارك نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بقصر الإليزيه في فرنسا، وعقد الرئيسان قمة مباحثات حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أهمية التشاور والتنسيق بين الرئيسين حسني مبارك ونيكولا ساركوزي فيما تتعلق بجهود السلام في الشرق الأوسط. وقال أبوالغيط في تصريحات صحفية أمس إن الرئيس مبارك علي اطلاع بالمواقف بالمنطقة، ولمصر اتصالات مع مختلف الأطراف، وبالتالي من المهم تبادل الرأي والمشورة فيما يتعلق بجهود السلام أو محاولة التوصل إلي تسوية خاصة أن العرب أمامهم حاليا خيارات مختلفة. وأوضح أن الرئيس مبارك وجد أن من المهم معاودة التنسيق والتفاهم مع الرئيس ساركوزي في عدد من المسائل ذات الأولوية، وفي مقدمتها التسوية في الشرق الأوسط التي تحتاج إلي كثير من التدبير، كما أن الرئيس الفرنسي قام بزيارات للولايات المتحدة مؤخرًا، ومن هنا تأتي أهمية المباحثات التي أجريت بينهما. وأشار إلي أن الرئيس مبارك زار فرنسا الشهر الماضي والتقي الرئيس ساركوزي خلال قمة فرنسا أفريقيا في نيس بجنوب فرنسا، وهناك حاجة لمتابعة الجهدين المصري والفرنسي إزاء القارة الأفريقية، فهناك الكثير من المسائل الملحة بالنسبة لأفريقيا التي تحتاج إلي البحث ومن بينها موضوع السودان والعلاقة بين الشمال والجنوب بالإضافة إلي دارفور، وكلها موضوعات تحتاج إلي تبادل للرؤي. وأضاف إن المباحثات ستتناول أيضًا قمة فرنسا أفريقيا المقبلة لأن فرنسا حاولت أن تقنع بعض الأطراف الأفريقية ببعض المواقف إلا أن هذه المواقف لم تتم بلورتها بعد. وقال إن هناك قمة مقبلة للاتحاد من أجل المتوسط، ومن المهم أن يدرس الزعيمان مبارك وساركوزي الخطوط المتعلقة بانعقادها والهدف منها وكيف يمكن تأمين عملية نشطة للاتحاد من أجل المتوسط، ولا سيما في ظل تعقد المسائل بعض الشيء في الفترة الأخيرة نتيجة لبعض التناقضات بين إسرائيل والعالم العربي، أو علي الأقل الأطراف العربية المشاركة في الاتحاد من أجل المتوسط. وحول أثر تعثر عملية السلام علي الاتحاد من أجل المتوسط، أشار أبوالغيط إلي أن الاتحاد من أجل المتوسط هو اتحاد لإقامة مشروعات في البيئة والمناخ والنقل البحري والطاقة، وكلها مسائل لا ينبغي أن تسمح للوضع الحالي أن يستمر كثيرا، معربا عن أمله أن تستمر فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الضغط علي إسرائيل لكي تعدل من مواقفها بما يتيح للاتحاد من أجل المتوسط أن يستمر. وبخصوص الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك إلي الجزائر، ومباحثاته مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، أعرب أبوالغيط عن قناعته أنها أعادت العلاقات المصرية الجزائرية إلي الطريق الصحيح، وقال: لم تكن زيارة مليئة بالمجاملات والاهتمام فقط، بل كانت زيارة علي مستوي الدولة وزيارة رسمية بها حرس شرف وكل ما تميزه زيارات الدولة، رغم قصرها. وفيما يتعلق بعدم إحراز أي تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال أبوالغيط إن الاجتماع الوزاري العربي قرر إعطاء فرصة 4 شهور للحكم علي مصداقية الجانب الإسرائيلي، وهل هو راغب فعلا في تسوية بشكل سريع بما يتيح للفلسطينيين الحصول علي دولتهم أم أن الأمر مجرد مناورة ومراوغة، وبالتالي فإن القرار العربي هو أن يجتمع وزراء الخارجية العرب مرة أخري في الأسبوع الثاني من سبتمبر المقبل لينظروا في الموقف ويقرروا ماذا يفعلون، وهل تحقق بعض التقدم علي مستوي المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو هل تتحول المفاوضات في الأسابيع المقبلة من غير مباشرة إلي مباشرة نتيجة للتقدم في عملية السلام. وأضاف أبوالغيط إن الخيارات ستكون إما أن يمضي العرب في المسألة مثلما هي الآن، أو يتحركون في اتجاه مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا وجود خيارات كثيرة أخري. وأشار أبوالغيط إلي أن المقترح الفرنسي بعقد مؤتمر دولي للسلام كانت إحدي النقاط محل البحث خلال المباحثات. ------------------------------------------------------------------------ الإعلام الجزائري: زيارة مبارك أذابت الجليد اهتمت جميع وسائل الاعلام الجزائرية بزيارة الرئيس مبارك الي الجزائر أمس الأول والتي استغرقت عدة ساعات قدم خلالها تعازيه للرئيس عبدالعزيز بوتفليقه في وفاة شقيقه، كما تم خلال اللقاء بحث العلاقات العربية والافريقية وقضية توسيع مجلس الأمن وجميع القضايا التي تهم الجزائر ومصر كدولتين عربيتين وأفريقيتين. احتلت الزيارة العناوين الرئيسية لغالبية الصحف الصادرة صباح أمس وجاء عنوان صحيفة الشعب الرسمية: الرئيس بوتفليقة يتحادث علي انفراد مع نظيره المصري.. وصحيفة «الشروق» مبارك في الجزائر لتعزية بوتفليقة ورأب الصدع وصحيفة «الوطن الناطقة بالفرنسية» حسني مبارك في الجزائر وصحيفة «ليبرتي» بوتفليقة ومبارك وذوبان الجليد. من جهتها نشرت صحيفة «النهار» تقريرا خبريا عن الزيارة مع صورة للرئيسين بالداخل.. كما نشرت تعليقا ايجابيا علي صفحتها الثانية تحت عنوان «مبارك يؤدي واجب الأخوة» جاء فيه سجل الرئيس المصري محمد حسني مبارك أمس نقاطا مهمة في تاريخ العلاقات بين القاهرةوالجزائر بعد أن تنقل شخصيا الي الجزائر لتأدية واجب العزاء إثر فقدان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لشقيقه الاصغر، الدكتور مصطفي وأثبت الرئيس حسني مبارك أنه شخص يقدر حكمة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة كزعيم عربي يستحق الوقوف الي جانبه في أوقات الشدة، وهو موقف سيسجل للرئيس حسني مبارك الذي عرف كيف ومتي يوفي الرجال حقهم في التقدير والاحترام وهذه اخلاق الكبار. أما الصحف الصادرة بالفرنسية.. فقد أوردت صحيفة «الوطن» تقريرا بنفس العنوان الرئيسي للصحيفة.. دار حول وصف الزيارة وملابسات توقيتها وأنها تأتي في سياق تطبيع العلاقات بين البلدين بعد أزمة تصفيات كأس العالم.. كما تطرق الي تصريحات أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن الزيارة. ------------------------------------------------------------------------ .. وسيف النصر: الزيارة دفعت العلاقات بين البلدين أكد السفير عبدالعزيز سيف النصر سفير مصر بالجزائر أن الزيارة التي قام بها الرئيس حسني مبارك للجزائر أعطت دفعة جديدة للعلاقات بين مصر والجزائر كدولتين عربيتين واسلاميتين كبيرتين يجمعهما ماض مجيد ومستقبل واسع. وقال في تصريحات صحفية أمس في الجزائر إن زيارة الرئيس حسني مبارك أظهرت أيضا عمق الروابط التي تجمع القيادتين والشعبين والتقدير المتبادل المترسخ في وجدانهما. وأضاف أن الاتفاق في الرؤي في القضايا التي بحثها الزعيمان يعد تعبيرا عن الاهمية التي يوليانها للتشاور والتنسيق في جميع الدوائر التي تجمعهما.