تواجه أكثر من 500 أسرة فقيرة تقيم في قرية السلاموني تحت سفح الجبل الشرقي بمركز أخميم في سوهاج خطر التشرد والحبس لعدم سدادهم قيمة إيجار منازلهم التي توارثوها أباً عن جد منذ أكثر من 100 عام فبعد أن كان الأهالي يدفعون قرشين عن المتر الواحد وارتفع الإيجار إلي جنيه و25 قرشاً طالبتهم إدارة أملاك الدولة بالمحافظة بسداد 10 جنيهات دفعة واحدة عن إيجار المتر و400 جنيه عن قيمة المتر في حالة التملك. الأهالي يعيشون علي معاش الضمان الاجتماعي وبعضهم مرضي ومنهم أرامل ولا يوجد دخل لهم ومن هنا كانت مأساتهم. أحمد عبده رشوان مدير مدرسة بقرية السلاموني يقول: لقد توارثنا منازلنا عن أجدادنا منذ أكثر من 100 سنة وفي عام 1980 قامت الوحدة المحلية في أخميم بربط هذه المنازل بالإيجار وكنا ندفع قرشين عن المتر الواحد وارتفع حتي وصل 3.5 جنيه وبعد أن تظلمنا انخفض الإيجار إلي جنيه و25 قرشاً للمتر الواحد وفي عام 1993 قررت المحافظة فتح باب التملك ب10 جنيهات للمتر الواحد وبعد شهر واحد تم إغلاق الباب وتقدم بالشراء عدد قليل جداً من الأهالي القادرين ولكننا فوجئنا مرة أخري بإنذارنا ووصل سعر المتر إلي 400 جنيه للشوارع الرئيسية و300 جنيه للمنازل المقامة في الشوارع الداخلية. سيد محمد أحمد النوبي من الأهالي يقول إنه تم ارسال لجنة من أملاك الدولة لتقدير سعر متر الأرض في قرية السلاموني ولكن اللجنة قدرت السعر حسب قيمة السوق في حي الكوثر الذي يفصل بينه وبين القرية مخر السيل مما أوقع ظلماً كبيراً علي الأهالي، فهناك فرق بين حي الكوثر وقرية السلاموني التي يعيش فيها الفقراء وهي من القري الأكثر فقراً علي مستوي الجمهورية ومعظم الأهالي لا دخل لهم ولا يوجد مصدر رزق خاصة أن الأراضي صحراوية. وتضيف اعتماد عبد الخالق أحمد «ربة منزل»: زوجي مريض وكان عاملاً بسيطاً ترك لي 3 أبناء من بينهم اثنان معوقان ذهنياً وليس لنا أي مصدر دخل سوي جنيهات معدودة فمن أين نستطيع سداد إيجار قيمة الأرض؟! ويقول زين العابدين حامد «مدرس»: لقد هددتنا اللجنة التابعة للمحافظة بسداد قيمة الإيجار أو التملك وإلا سيتم الحجز علي البيوت والطرد والتشريد والسجن ومساحة منزلي 240 متراً ومعي 5 أبناء في مراحل التعليم المختلفة وراتبي بسيط ولا أستطيع أن أسدد كل هذه المبالغ. ويوضح محمود هاشم بيومي «موظف» ان راتبه 620 جنيهاً وأسرته مكونة من 8 أفراد وسعر المتر مغال فيه أما الإيجار فسداده مستحيل بالنسبة لكل الأهالي محدودي الدخل. ويؤكد محمود النوبي من الأهالي: هناك 4 أسر قام أصحابها برفع دعاوي قضائية ضد المحافظة وتملكوا بيوتهم بناءً علي أحكام قضائية حيث استندوا علي وضع أياديهم علي الأراضي منذ عشرات السنين ولكن لجنة الأملاك ضللت الأهالي عندما ارغمتهم علي تحرير اقرارات بعدم رفع قضايا ضد المحافظة؟! ويشير زمزم أحمد عبد الحميد «من السكان» إلي أنه يعيش بمفرده في البيت بعد وفاة والده ويعاني من مرض الالتهاب الكبدي ويحصل علي معاش ضمان اجتماعي قيمته 50 جنيهاً فكيف يمكنه سداد قيمة الإيجار؟! ويلفت جمال صابر حمدان إلي أن منزله آيل للسقوط ومساحته 37 متراً وأن النمل الأبيض سبب انهيار منزله، موضحاً أن هذه الآفة منتشرة في كل بيوت العزبة وتهددها بالسقوط علي رأس سكانها. من جانبه يوضح المهندس عادل عبد اللطيف رئيس مركز ومدينة اخميم أن المهندس علاء يس السكرتير العام للمحافظة قرر تشكيل لجنة لفحص طلبات أهالي قرية السلاموني وعددهم 508 أسر وإعادة النظر في قيمة الإيجار والتمليك لأراضيهم، مراعاة للبعد الإنساني طبقاً لقرار رئيس الوزراء، مشيرًا إلي أن سعر الأرض في منطقة الكوثر والحواويش والسلاموني ارتفع إلي 200 ألف جنيه للقيراط الواحد.