في تأكيد أن التهديدات التي أطلقتها تركيا ضد إسرائيل بعد الهجوم علي أسطول الحرية جوفاء ووهمية، أكدت انقرة أمس الأنباء التي ترددت عن عقد اجتماع سري بين أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي وبنيامين بن اليعازر وزير التجارة الاسرائيلي في أوروبا لبحث سبل تجاوز الازمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين، وذلك في أول اجتماع علي مستوي وزاري منذ الهجوم الاسرائيلي علي أسطول الحرية. وقال مسئول تركي رفض الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية: إن اللقاء بين الوزيرين التركي والاسرائيلي حدث أمس الأول بطلب من تل أبيب بعكس ما تقوله اسرائيل رسميا من أن أنقرة هي التي سعت لهذا الاجتماع. وأعلنت مصادر دبلوماسية تركية أنه اشتراك في المباحثات بين أوغلو وبن أليعازر كل من وكيل وزارة الخارجية التركية فريدوستيرلي أوغلو وممثل تركيا بالاتحاد الأوروبي سليم كوزالب مع مسئولين من الخارجية التركية وثلاثة مسئولين من الجانب الإسرائيلي. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر بالخارجية التركية قولها إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع السري علي تحديد موعد للقاء ثاٍن دون الإعلان عن مكان انعقاده. وفي إسرائيل، انتقد أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو لموافقته علي عقد اجتماع حكومي سري مع تركيا دون علمه واتهمه بتقويض سلطته. وقال ليبرمان ان اجتماع بن اليعازر عضو الكنيست عن حزب العمل مع وزير الخارجية التركي سرا قد أضر بعلاقته مع نتانياهو الذي اتهمه بتقويض سلطته لعدم علم وزارة الخارجية بهذا الاجتماع.واضاف بيان للخارجية الاسرائيلية انها اهانة للمعايير المتبعة وضربة قاصمة للثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية ان ليبرمان رفض أمس دعوة للقاء نتانياهو، في ظل تقارير ينفيها حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" عن احتمال انسحابه من الائتلاف الحكومي. وعلق ليبرمان في تصريحات لراديو اسرائيل قائلا "فجأة نكتشف أن وزير الدفاع وكبار المسئولين الآخرين علي علم بالأمر وأن العملية برمتها تم تنسيقها مع الجانب الأمريكي" وقد برر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي عدم إبلاغ ليبرمان بالاجتماع بالقول ان أسباباً فنية حالت دون ذلك. وذكر بيان إن مسئولين أتراكاً اتصلوا ب«بن اليعازر» شخصيا طالبين منه إجراء مباحثات غير رسمية، ولم ير نتانياهو أي سبب لرفض هذا الطلب. كان بن اليعازر قد أعرب خلال الأسابيع القليلة الماضية عن قلقه من تدهور العلاقات مع تركيا التي اقتربت من الانهيار بين حليفين كانا مقربين بعد الهجوم علي أسطول الحرية. وذكرت الصحيفة الاسرائيلية أن الهدف من المحادثات التركية الاسرائيلية كان إصلاح الضرر الدبلوماسي الذي لحق بالعلاقات بين البلدين. ونقلت "هاآرتس" عن مصدر اسرائيلي رفيع المستوي لم تحدده قوله ان الاجتماع جري بمبادرة أمريكية اذ تولي البيت الأبيض عملية التنسيق بين الطرفين، في تأكيد لما تناقلته صحيفة "حريت" التركية. وقالت تقارير تركية ان الاجتماع استمر ساعتين، موضحة أن أوغلو سافر الي زيورخ علي متن طائرة خاصة للحفاظ علي سرية اللقاء حتي ان قاعة المؤتمرات التي اجتمع فيها الوزيران تم حجزها تحت اسم مستعار.