في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يسرب خبرًا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن إغلاق الأجواء التركية أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية، كانت مدينة تورنتو الكندية التي تشهد اجتماعًا لدول الثماني تشهد مشاورات سرية أجراها البيت الأبيض لعقد اجتماع سري بين وزيرين تركي وإسرائيلي لإصلاح العلاقات المتوترة بينهما. وبعد أقل من 24 ساعة كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يستقل طائرة خاصة قادته إلي مدينة زيورخ السويسرية حيث عقد اجتماعًا استمر ساعتين مع وزير التجارة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر لبحث إنهاء حالة التوتر التي نشبت بين البلدين عقب أزمة أسطول الحرية، وإعادة تلك العلاقات إلي حالتها الطبيعية. اللقاء الذي كشف عنه أمس الأول أثار جدلاً كبيرًا داخل تركيا وإسرائيل علي السواء حيث انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان عقد الاجتماع دون علمه، مما اعتبره تجاوزًا من رئيس وزرائه، وتعديا علي صلاحياته وقال في بيان أصدرته الخارجية الإسرائيلية «الزيارة إهانة للمعايير المتبعة وضربة قاصمة للثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء». وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن البيت الأبيض تولي شخصيًا التنسيق والترتيب لعقد الاجتماع، بما في ذلك حجز قاعة الاجتماعات التي عقد بها اللقاء في زيورخ تحت اسم مستعار، وأشار مكتب نتانياهو إلي أن مسئولين أتراكًا اتصلوا مباشرة بالوزير بن اليعازر طالبين منه عقد هذه المباحثات، ولم ير نتانياهو مبررًا لرفض الطلب. وفي حين تفادي المسئولون الأتراك الحديث العلني حول اللقاء قال مسئول تركي رفض ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية أمس إن إسرائيل هي التي طلبت عقد الاجتماع، لكن تل أبيب نفت ذلك مؤكدة استجابتها لطلب تركيا بعقد الاجتماع المثير. شئون عربية ودولية ص11