قبل ختام الأسبوع الثقافي المصري في زامبيا أقام صلاح عبدالصادق سفير مصر لدي زامبيا حفل عشاء في منزله للسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي المتواجد هناك ووجه الدعوة إلي رئيس زامبيا روبية باندا وكانت المفاجأة هي حضور الرئيس الزامبي للعشاء في منزل السفير وهي واقعة تعد نادرة الحدوث أن يذهب رئيس جمهورية إلي عشاء في منزل سفير ولم تكن هذه الواقعة وحدها التي تمثل حالة فريدة بل حمل النقاش الذي دار بين الرئيس باندا والسفير المصري رسالة تستحق التوقف في فترة «جلد الذات» الذي نمارسه تجاه دورنا في أفريقيا قال الرئيس باندا للسفير المصري متسائلاً: تري إذا سألني أحد السفراء الحاضرين لماذا قمت بتلبية دعوة السفير المصري وحضرت إلي منزله علي وجه التحديد ما الرد المناسب علي هذا التساؤل؟ فأجابة السفير بتساؤل ماذا سيكون ردك يا فخامة الرئيس؟ فرد الرئيس باندا سأقول لهم من منكم مصر. وفي الأسبوع الماضي برهنت زامبيا وقياداتها علي المكانة التي تحتلها مصر لديهم مع انعقاد أعمال اللجنة المصرية الزامبية المشتركة والتي شاركت خلالها مصر بوفد يضم 27 ممثلاً لوزارات وجهات حكومة مصرية برئاسة السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية والتي أوضحت في لقاء مع المحررين الدبلوماسيين أنه تم خلالها التوقيع علي سبع اتفاقيات تعاون مشترك في مجالات الزراعة والثروة المعدنية والتعاون التكنولوجي والسياحة والثروة السمكية وبروتوكول تعاون بين المعهد الدبلوماسي المصري ونظيره الزامبي. وخلال الزيارة تم الاتفاق أيضا علي قيام وزارة الصحة المصرية بإنشاء مصنع للواقي الذكري في زامبيا التي تعاني من وباء الإيدز وفي المقابل وعدت الجهات الزامبية بتسهيل جميع الإجراءات الخاصة بتسجيل الأدوية المصرية لفتح السوق الزامبي أمام الدواء المصري خاصة إن زامبيا تقوم باستيراد جميع احتياجاتها الدوائية كما تم بحث سبل إنشاء خط طيران مباشر بين القاهرة ولوساكا مشيرة إلي أن اللجنة حققت نتائج مبهرة. وخلال الزيارة استقبل الرئيس الزامبي أعضاء الوفد المصري مرتين والذين كان بصحبتهم المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب إذ جاءت هذه الزيارة لتكون نقطة انطلاق المقاولون العرب داخل زامبيا لتكون الكيان الاقتصادي المصري الثاني داخل زامبيا بعد أن سبقتها شركة السويدي للكابلات والتي حققت نجاحات مدوية داخل السوق الزامبي في سنوات قليلة ولكن مهمة المقاولون العرب لن تكون بالمهمة السهلة في زامبيا حيث من المنتظر أن تواجهها منافسة شرسة من الشركات الصينية المتواجدة هناك كما تم إهداء قطعة أرض للحكومة المصرية في العاصمة الزامبية حيث من المنتظر أن يقام عليها مركز تجاري مصري ضخم بالإضافة إلي مركز ثقافي مصري علي الطراز الفرعوني في حين تأتي هذه النتائج لتوضح العديد من الأمور أولها إن الدبلوماسية المصرية بدأت تحصد سريعاً لتوجه وزير الخارجية أحمد أبوالغيط في الثلاث سنوات الماضية والرامي إلي الدفع بنوعية متميزة من السفراء للعمل داخل أفريقيا والقضاء علي مفهوم خاطئ ترسخ داخل ذهن الدبلوماسيين المصريين لفترات طويلة سابقة بأن العمل داخل أفريقيا «عقاب». ثانياً: أن تواجد الاستثمارات المصرية وانتشارها ودعمها علي أعلي المستويات في أفريقيا بات أحد محاور الاستراتيجية المصرية في التحرك داخل القارة. ثالثا: أن ما قدمته مصر لأفريقيا لم يذهب سدي وتكفي مقولة الرئيس روبية باندا من منكم مصر وهي كلمة تحمل الكثير وتعني الكثير لما قدمته مصر لزامبيا من أجل الحصول علي استقلالها.