بالرغم من التعليمات المشددة التي كان يفرضها محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم في مونديال 1990 بإيطاليا حول النظام الغذائي للاعبين بمنع النشويات والمشويات والسكريات إلا أن ربيع ياسين نجم المنتخب في ذلك الوقت أكد أن بعض اللاعبين أمثال إسماعيل يوسف وأحمد رمزي ومجدي عبدالغني وعلاء ميهوب وأحمد الكأس بالإضافة له شخصيًا كانوا يقومون بتسريب الحلويات، والمأكولات الممنوعة مثل الحمام المحشي والفسيخ وكنا نتناولها في غرفنا بدون علم محمود الجوهري! ورغم ذلك فقد كان مسموحا لي ومعي أحمد الكأس بتناول أي شيء من الأطعمة بسبب نحافتنا إلي حد كبير لكن بصفة عامة فقد حرمنا الجوهري من أشياء كثيرة في ذلك الوقت ويكفي أننا عندما توجهنا إلي مدينة باليرمو في إيطاليا استعدادًا لخوض مبارياتنا في كأس العالم أقمنا في فندق لا يزيد في درجته علي نجمتين علي أقصي تقدير! فحجرات النوم كانت متواضعة للغاية وبالطبع لم تكن كل المنتخبات معنا بنفس المجموعة تقيم علي نفس المستوي الذي كنا نقيم فيه لأن مدينة باليرمو كانت تضم في وقتها ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة فنادق أخري علي مستوي عال أربع أو خمس نجوم وهو ما اكتشفناه بعد أن خرجنا من البطولة وقمنا بجولة داخل المدينة.. كما أن اختيار الفندق يكون من قبل المنتخبات المشاركة في البطولة وهذا يعني أن الجوهري كان يقصد من اقامتنا في هذا المستوي ألا ننبهر بالفنادق الراقية ونخرج من تركيزنا وكانت له رؤية سليمة وصائبة في هذا الوقت لم ندركها في حينه إلا بعد أن أصبحنا مدربين وهي أن اللاعب المصري مازال غير محترف في التعامل مع هذه الأمور وأنها قد تخرجه عن تركيزه.. ولم يكن هذا هو الشيء الوحيد الذي تعلمته من المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر وإنما أشياء أخري أهمها الشق التدريبي ووضع برامج المعسكرات بدقة سواء القصيرة أو الطويلة والنظام المتبع فيها والالتزام.. ولم ينس ربيع ياسين عندما اجتمع مع لاعبي المنتخب بصفته كابتن الفريق قبل انتقال الشارة إلي جمال عبدالحميد عند انضمامه أن طلب منهم ضرورة نسيان نبرة الأهلي والزمالك والتي كانت عالية في ذاك الوقت وإنه لا تفكير إلا في المنتخب وهو ما التزم به جميع اللاعبين.