تخشي الجماهير المصرية من المثل الشعبي الذي يقول أن المصائب لا تأتي فرادي ذلك حينما يخوض المنتخب المصري الأول لقاءه المصيري اليوم أمام منتخب زامبيا في تصفيات كأس العالم 2010 .. في الوقت الذي لم تكد فيه الجماهير المصرية تلملم جراحها بعد الخروج المهين لمنتخب الشباب علي يد كوستاريكا والذي تسبب في حالة إحباط مريرة لدي الشارع المصري.. يخوض المنتخب الأول مباراة لا تقبل الحسابات، فالهزيمة فيها تعني نهاية حلم الصعود للمونديال مما قد يعمق جراح الجماهير الوفية التي لا تتواني في مؤزارة منتخب بلدها في جميع المناسبات. لذلك فإن أبناء حسن شحاته يخوضون لقاء اليوم وأمامهم هدفان الحفاظ علي أملهم في الصعود وانتشال الجماهير المصرية من حالة الصدمة والحزن التي أصابهم بها طلعت ورفاقه تحت قيادة المدرب المتواضع ميروسلاف سكوب. وتحتل مصر المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط خلف منتخب الجزائر متصدر المجموعة برصيد 01 نقاط، فيما تحتل زامبيا المركز الثالث برصيد 4 نقاط، وأخيرًا منتخب رواندا وله نقطة واحدة. من جانبه أكد شحاتة أنه يسعي مع باقي لاعبي منتخب بلاده لإسعاد الشعب المصري وتعويض إخفاق منتخب الشباب بالخروج من كأس العالم حيث قال :إن حماس لاعبي منتخب مصر زاد عقب هزيمة منتخب الشباب أمام كوستاريكا وخروجه من بطولة كأس العالم وذلك لرد الاعتبار للكرة المصرية ووضعها علي ساحة المنافسة العالمية. وأضاف شحاتة أن الفريق سيؤدي مباراة زامبيا بكل ما يملك من مجهود ولن يوفر ومعه لاعبوه قطرة عرق واحدة في سبيل تحقيق الفوز ورفع اسم مصر عاليا. وأضاف: الحالة المعنوية جيدة لم يعكرها سوي خروج منتخب الشباب من المونديال.. لكن ثقتي في اللاعبين بلا حدود وهذا ما يجعلني مطمئنًا ومتفائلاً رغم الضغوط الكثيرة التي سوف يواجهها المنتخب من المنافس وجمهوره. لم يكن حزن الجماهير المصرية نابعا من الهزيمة وتوديع البطولة فقط، بل كان بسبب سوء سلوك الفريق ولا نقصد بسوء السلوك هنا الجوانب الأخلاقية، ولكنها سلوكيات كرة القدم التي افتقدها شباب مصر فقادتهم لتلك المباراة السيئة التي لم يقدم فيها المنتخب المصري علي الأقل أداءً جيدا ولو لخمس دقائق بشهادة الجميع. في مباراة كوستاريكا قام سكوب بإعطاء تعليمات للاعبيه تختلف عما قدمه رمزي للفريق بناء علي مصادر من داخل معسكر الفريق. إضافة إلي أن اللاعبين تدربوا علي ثلاث خطط مختلفة قبل المباراة، فيما كان له أثر جلي في مستوي اللاعبين ونتيجة اللقاء وهو ما دعمه مصطفي جلال لاعب الفريق حينما علق قائلا لم نكن نعلم ما علينا فعله أمام كوستاريكا. وكانت التقارير الصحفية من داخل كواليس المنتخب تعكس اختلافا في وجهات نظر سكوب ورمزي حول طريقة اللعب منذ كان المدرب المصري يرغب في الدفع بمهاجمين في لقاء باراجواي ضمن مرحلة المجموعات، علي عكس ما اعتمده سكوب بإبقاء محمد طلعت وحيدا في خط المقدمة. - عملنا اللي علينا أكد رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر إنه حزين للغاية للهزيمة التي مني بها الفريق ولخروجه المبكر من البطولة، مشيراً إلي أن الاتحاد سيدرس التقرير الفني الخاص بالمدرب سكوب عقب العودة من لوساكا، حيث يخوض المنتخب المصري الأول مباراته مع زامبيا في الجولة الخامسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 0102 بجنوب إفريقيا. وطالب زاهر جماهير بلاده بعدم التخلي عن كأس العالم، والاستمرار في الذهاب إلي الملاعب لتشجيع المنتخبات الأخري المتأهلة بروح رياضية. وأكد زاهر أن هناك أخطاء من اللاعبين والجهاز الفني أدت إلي الهزيمة، لكنه قال إن اتحاد الكرة لم يقصر مع منتخب الشباب وأنفق ما يقرب من عشرين مليون جنيه مصري. - مستقبل محفوف بالمخاطر لعل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة بين جماهيرالكرة المصرية خلال هذه الآونة يكمن في مصير تلك المجموعة من اللاعبين.. هل يتسبب إخفاق مونديال الشباب في كتابة شهادة وفاة هذا الجيل الحالي من اللاعبين ومن المسئول عن الهزيمة والخروج المبكر؟ والعديد من التساؤلات حاولنا الاجابة عليها في روزاليوسف مع خبراء اللعبة - طه إسماعيل الخبير الكروي ونجم مصر السابق يري أن خروج المنتخب المصري من دور ال61 خروج مستحق لأن لاعبي مصر لم يقدموا أي شيء من أجل الفوز وافتقدوا أساسيات اللعب ولم يظهر أي لعب جماعي أو مهارات فردية وأصبح الإعداد لمدة عامين بدون جدوي ولم تظهر آثاره عليهم. وأكد إسماعيل أن اختيار اللاعبين في الفترة المقبلة لابد أن يخضع لأسس سليمة وتشكيل فريق له شكل مختلف حتي يستطيع الوصول وتمثيل مصر في أوليمبياد لندن. - أبدي هاني رمزي المدرب العام للمنتخب الوطني للشباب أسفه الشديد للجمهور المصري عن خروج الفريق من دور ال 61 حيث أكد رمزي أن اللاعبين لم يقدروا حضور الجماهير للملعب، رغم أنه عندما كان لاعباً لم يشاهد مثل هذا الكم من الجمهور، وكان يتمني هذا الكم من الحضور الجماهيري لإسعادهم. وعن فشل الجهاز الفني في تطوير مستوي اللاعبين رغم كثرة المعسكرات الودية قال رمزي نحن فعلنا المستحيل لكي نصل باللاعبين إلي المستوي المطلوب، ولكن هناك مشكلتين، الأولي أن اللاعبين أنفسهم يفتقدون مهارات كرة القدم، وأن هذا الجيل لا يوجد به لاعب مميز مثل المنتخب الذي كان يقوده حسن شحاتة، حيث كان معه عماد متعب وعمرو زكي وأحمد فتحي، وكلهم كانوا يلعبون في الفريق الأول بأنديتهم، ونفس الأمر بالنسبة لجيل شوقي غريب، أما هذا الجيل فإنه لا يوجد به لاعب واحد يستحق اللعب في الدوري الممتاز، كما أن هناك مشكلة أخري وهي أن اللاعبين لا يستوعبون التعليمات التي يمنحها لهم الجهاز الفني نتيجة ضعف القدرات الذهنية لديهم، والبطء في التفكير داخل الملعب. - من جانبه أكد ربيع ياسين مدرب منتخب الشباب السابق والمدرب الحالي لمنتخب الناشئين أن مجموعة اللاعبين التي شاركت في كأس العالم هي أفضل العناصر الموجودة في مصر في مثل سنهم وقد تم اختيارهم بعناية كبيرة ولا يجب ذبحهم بسبب الإخفاق في هذه البطولة لأن المسئولية في هذا الإخفاق مشتركة بين اللاعبين والجهاز الفني واتحاد الكرة. - اتفق مصطفي يونس المدير الفني لمنتخب 19 مع ربيع ياسين بعدم ذبح الجيل الحالي من اللاعبين الذين مثلوا منتخب مصر في مونديال الشباب، مشيراً إلي أن هذا الجيل متميز بالفعل ولكنه يحتاج إلي التوظيف الأفضل بالإضافة إلي وجود مدير فني وطني لأنه الأصلح من وجهة نظره لقيادة المنتخب في مثل هذه المراحل العمرية وأن أفضل نتائج مصر حققها المنتخب تحت قيادة المدرب الوطني وهذا لا يعني تقصير اتحاد الكرة، علي العكس فإنه وفر الإمكانيات اللازمة وخاض منتخب الشباب فوق 05 مباراة ودية، ولكن المدير الفني سكوب لم تكن له علامة أو بصمة واضحة.