أعلن تمير سارييف نائب رئيس الحكومة الإنتقالية في قرغيزستان والذي يشغل منصب وزير المالية ان اشتباكات مسلحة جديدة قد اندلعت في جنوب قرغيزستان أمس في اليوم الرابع علي التوالي بين القرغيز والاوزبك. وأكد سارييف ان هناك مناطق المواجهات لايمكن تحديدها في الوقت الراهن مشيراً إلي إن العناصر المسلحة تنتقل من مكان لآخر. وأشار سارييف إلي ان الوضع الأمني في أوش، التي تعد ثاني أكبر المدن في قيرغيزستان ومعقل الرئيس السابق المخلوع باكييف، اقل صعوبة الا إن الحكومة المؤقتة لاتمتلك قوات الأمن الكافية لمعالجة الموقف. وقد تم سماع دوي إطلاق نار في مدينة "أوش" ثاني أكبر المدن في قيرغيزستان والتي شهدت أعمال عنف عرقية دامية علي مدار الأيام القليلة الماضية. وأكد شهود العيان سماع صوت إطلاق نار وشاهدوا تصاعد اعمدة الدخان أثر إندلاع حرائق شديدة فوق مباني في حي الأوزبك في أوش ووصف عدد من شهود العيان الوضع في المدينة بانها أشبه بالحرب الحقيقية، مؤكدين أن الحرائق تنتشر في المنطقة والجثث ملقاة بالشوارع وقد قطعت إمدادات الغاز والكهرباء عن بعض المناطق في مدينة جلال آباد. وعلي صعيد الضحايا، اعلنت وزارة الصحة القرغيزستانية أمس أن حصيلة ضحايا اعمال العنف في جنوب قيرغيزستان قد ارتفعت الي 117 قتيلا وحوالي 1500 جريح. وأكد بيان صحفي لوزارة الصحة ان عدد الضحايا في منطقتي اوش وجلال آباد بلغ 17 قتيلا، مضيفاً ان حوالي 1500 شخص آخر قد اصيبوا بجراح. ودولياً، أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه حيال حدة الاشتباكات التي تجري في جنوبي قرغيزستان وطبيعتها العرقية، وأصدر أمرا إلي موفده بالسفر فورا إلي العاصمة القرغيزية بشكيك. وذكر المتحدث بإسم الأمين العام إن بان كي مون قد أعرب عن قلقه في حديث هاتفي مع وزير خارجية كازاخستان الذي يترأس حاليا منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. في الوقت ذاته، وصلت طائرة حكومية تحمل مساعدات غذائية وطبية عاجلة ارسلتها منظمة الصحة العالمية وروسيا ودول اخري أمس الي جنوب قرغيزستان لمساعدة النازحين الفارين من القتال وسط مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.