لاتزال مديريات التربية والتعليم في المحافظات المصرية والمدارس التابعة لها، شبه مرتعدة، من زيارة مفاجئة يقوم بها الدكتور "أحمد زكي بدر"، وزير التربية والتفتيش علي التعليم، أكثر مما هم مرتعدون أو خائفون أو مُحتِرمينْ منصب المحافظ التابعين له إدارياً!! شيء يجب الانتباه له، حيث جميع مديريات الوزارات تتبع إدارياً السيد المحافظ وسكرتيره العام، ولكن وحيث أن المحافظين أو بعضهم أو بمعني أخر أغلبهم، غير مكترثين بشيء، أكثر من اكتراثهم بالمكافأه التي حصلوا عليها، وهو منصب المحافظ، وبالتالي «فقليل العمل قليل الخطأ» أغلبهم يتبع هذه النصيحة الحكومية الإدارية الموروثه من البيروقراطية المصرية العقيمة، «إعمل قليلاً تخطأ قليلاً». وبالتالي فإن المراقب أو المتابع لتدهور عملية التربية والتعليم في مصر، سيجد بأن حقبات زمنية متراكمه بدأت تقريباً مع ولاية الدكتور "حسين كامل بهاء الدين"، حالة من تسييس التعليم والتسيب في العملية التعليمية، وانحسار الرقابة علي الإدارات التعليمية، وإنتقلت أهمية الطابور الصباحي وتحية العلم، والمعسكرات الأسبوعية والنصف سنوية وكذلك معسكرات الصيف، انتقلت كلها إلي خبر كان، حيث أصبحت المدرسة دون ملعب ودون فناء ودون «ساري للعلم»، بل أصبحت بعض المدارس دون «حمامات» ووصلت إلي بعض المدارس دون «فصول» أصلاً!! وهكذا توالت عملية التدهور، وتوالت عملية الترقيع من بعض الوزراء اللاحقين للدكتور "حسين كامل بهاء الدين" الذي مكث علي قلب وصدر الوزارة مايقرب من 14 عامًا، كانت كافية لتدهور عملية التعليم كلها، سواء علي المستوي ماقبل الجامعة أو المستوي الجامعي حتي جاء الدكتور "مفيد شهاب" ليحتل منصب وزير التعليم العالي، ويترك التعليم ماقبل الجامعي "لبهاء الدين" الذي استكمل إهماله لهذه المنظومة، حتي وصلت إلي ما تحت الصفر، وحينما جاء وزيراً أخر، كانت بدايات صعبة!! حيث العملية التعليمية والتربوية، كانت في احتياج لعمليات بناء من جديد، ومحاولات حثيثة لجمع من تسرب من التعليم في فترة التسييس!! حتي وصول الدكتور "أحمد زكي بدر"، المتحمس للإصلاح وتوليه هذه الحقيبة، ولم يهتم بالبروتوكولات ولا بالمسئوليات الفرعية والدستورية المعمول بها، وهو أن المحافظ مسئول عن المديرية والمدرسة، وبدأ رحلة الهجوم المفاجيء علي المدارس والمديريات، وارتعدت أوصال بعض الفاشلين، وسكنت بعض الأقلام الحامية لبعض المسئولين وتعرض الوزير للنقد، حيث من قال إن الوزير يجب أن يهتم بالسياسات ولا يجب أن يفتش علي المدارس، وأشياء من هذا القبيل ، ولكن الحركة التي بادر بها «الدكتور بدر»، هي حركة «صحيان»، أو بمعني أخر دق ناقوس شديد الأهمية «كنوبة الصحيان» في المحافل والمعسكرات العسكرية فهي تنبيه للمدارس والمديريات، والطلبة وأولياء الأمور والأكثر من ذلك، هي رسالة قوية للسادة نائلي مكافأة نهاية الخدمة - السادة المحافظين علي كراسيهم وليس علي أقاليمهم المنوط بهم دستورياً إداراتها!!